كم حزنت وأنا أرى الحرب الدائرة على صفحات التواصل الاجتماعى تتهم الأطباء بالخيانة والجبن.. لماذا؟ لأنهم طالبوا بأقل حقوقهم.. وهو الحماية من المرض الذى يعيشون فى شباكه كل يوم.. إن النقص فى وسائل الوقاية ضد العدوى ليست جديدة أو غائبة. على أحد كلنا يعلم ذلك كثير منا ذهب إلى المستشفى وطلب منه شراء الجوانتى للفحص لنفاذ المخزون ...كثير منا ذهب الى المستشفى واشترى الدواء من الخارج لعدم توفره ..أو لأن الأنواع المتاحة بالمستشفى غير فعالة فى كثير من الحالات ..وكثير منا ذهب وتعافى وحمد الله لأنه وفر حق الفحص على يد طبيب مختص ..حتى لو دفعه فى الصيدلية ثمنا للدواء.أيها الشعب ..أيها المسئول ..إن اردت ان تطاع فليكن الأمر فى المستطاع ..لاترمى خيرة شباب البلاد فريسة للعدوى دون وسائل للوقاية وأنت تعلم أن دخلهم لايكفى للغذاء والدراسة والدواء ..وادوات الحماية كذلك..حتى بدل العدوى لهم يثير الاحتقار والاشمئزاز. .لو دفع لاقل الكوادر الوظيفية . .وفوق كل ذلك ..عند وقوع القضاء ترفض أن يمنحوا أقل حقوق الرعاية والاهتمام ..عل الله يكتب لهم الشفاء ...ماهذا التجبر والتجنى على أناس هم قرة عين أهليهم وبلادهم ...ماهذا الظلم المتعمد لخيرة شباب نلتقيهم ونحن فى أسوأ حال ..من الضعف وهو حال المرض ..ويكون عليهم تخفيف الأعباء عنا ونزع الداء منا ..كيف يقومون بهذا الدور وهم تحت هذه الطائلة من الظلم والتجاهل ..كيف ..ربما عند تفشى ازمة كورونا واصبح الاهتمام بهم مبشرا وراسما للامال ..زاد بهم الجهد أضعافا..وتمنوا الحياة والفناء فى سبيل النصر على هذا الداء ..ولكن الصدمة التى عاشوها وحدهم وتغاضوا عنها كثيرا ربما ينصلح الحال تفاقم بها الإهمال حتى حصدت من زملائهم عددا فوق التوقع والاحتمال ..ماذا تريدون منهم ..بعد كل هذا الصبر ..أن يصمتوا حتى يتساقطوا وذويهم واحدا تلو الآخر دون اعتبار أو انتصار أو حسن قرار ..إن مافعله الأطباء هو أقل رد فعل لما تعرضوا له من إهمال وتهميش على مر سنوات ..حتى فى هذه الحرب على فيروس كورونا ..الحرب التى خاضوها بكل جرأة. .وإخلاص. .اعدلوا يرحمكم الله ..ان تخصيص مستشفيات للأطباء هو اقل حق من حقوقهم ..أما تعديل دخلهم وتسهيل سبل دراستهم ودعم خبراتهم ..فهذا لصالحنا قبل ان يكون فى صالحهم ..إن حياتنا فى ورقة تخطها أيديهم. .وكلما زادت الخبرة قلت الضحايا ....فهل من عدول ..وهل من حكيم يدير العقول ويخمد الحرب الظالمة على أناس تستحق الشكر والتقدير.
مشاركة :