العالم بعد كورونا.. ضرورة إعادة تعريف مفهوم العائلة | | صحيفة العرب

  • 5/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تونس – قضت الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة في تونس بشرى بالحاج حميدة فترة الحجر الصحيّ التي فرضتها السلطات للوقاية من جائحة كوفيد – 19، في الاعتناء بحديقتها الخاصة والتفكير في قضايا اجتماعية. وتؤكد النائبة السابقة في مجلس النواب والرئيسة السابقة للجنة المكلّفة بتقديم مقترحات تتعلق بقوانين الحريّات والمساواة في البلاد بعد ثورة 2011، في حوار أجرته معها وكالة فرانس برس باللغة الفرنسية أن فترة الحجر التي أمضاها الرجل والمرأة سوية داخل منزلهما تمثل مناسبة لإعادة توزيع الأدوار والمهام بينهما. ولاحظت أن العديد من الشباب لم تكن لديهم مشكلة في أن يأخذوا على عاتقهم جزءا من المهام المنزلية، لكن السؤال هو: هل سيتواصل ذلك بطريقة طبيعية، أم كان فقط استجابة ظرفية؟ وأشارت إلى أن العديد من الرجال الرافضين أساسا لتواجد المرأة داخل الفضاءات العامة، وجدوا أنفسهم مجبرين على المكوث داخل المنزل، المكان المخصص عادة للمرأة، وكثيرون منهم وجدوا صعوبة في تقبله. وأضافت “لا أعتقد أن هذا سيدفع إلى إعادة نظر حقيقية في مسألة الأدوار التقليدية وعلاقات القوّة داخل العائلة. هذا موضوع لا يجري الكلام فيه، ولا يمكن أن نتوقع تغييرات حقيقية إذا لم نتطرق إلى هذه المسائل في العمق”. بشرى بالحاج حميدة: ينقصنا تفكير جماعي لإعادة تعريف مفهوم العائلة بشرى بالحاج حميدة: ينقصنا تفكير جماعي لإعادة تعريف مفهوم العائلة وقالت “لكن التأثير الإيجابي يكمن في أن النساء بدأن يتحدثن عن العنف وينددن به بفضل المنظمات ووسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أنهن سيصبحن أكثر يقظة تجاه العنف”. وشددت الناشطة الحقوقية على ضرورة أن تكون هناك إرادة سياسية واضحة. وأكدت “أُصدم حين أرى أن ملف العنف ضد المرأة في تونس ودول أخرى، من اختصاص وزارة المرأة”. وتابعت “لا يوجد التزام من الدولة على المستوى الاجتماعي أو المالي أو الثقافي، كل القطاعات يجب أن تكون معنية وصولا إلى رأس الحكومة”. وبينت أن هذه الفرصة مناسبة اليوم لحثّ الناس على التفكير في العلاقات العائلية وفي العنف وللتعبير. لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه، مشيرة إلى أنه “يجب أن يطرح كل صحافي السؤال التالي على كل وزير: ماذا فعلتم في ملف العنف اليوم؟”. وصرحت “كان بالإمكان أن تمثل هذه المناسبة مجالا للتفكير في الطريقة التي ننظر بها إلى العلاقات العائلية في العام 2020. وهذه إحدى أبرز نقاط الاختلاف مع الإسلاميين. لكن ينقصنا تفكير جماعي لإعادة تعريف مفهوم العائلة وإعادة النظر في أولوياتنا”. ولفتت إلى أنه يجب وضع قطاع الصحة على السكة والاهتمام بالمسائل البيئية الغائبة تماما عن النقاش العام في تونس. كما أنه يجب النظر في غياب المساواة الاجتماعية، وأن تؤمن الدولة كل الوسائل للجميع للعيش بكرامة دون الحاجة إلى دعم. وقالت بالحاج حميدة “خلال الحجر أستيقظ باكرا وأبدأ من الحديقة واكتشفت أنني لا أزال أتقن استعمال المعول، أحد أنشطة فترة الطفولة. ليس ذلك عملا خاصا بالنساء، وقد فكرت بذلك كثيرا: كان العمل متعة، لم يكن إجباريا. اليوم، يقوم الرجال بأعمال الخياطة والطبخ، لا يجب أن تكون لدينا عقد من ذلك. أكون سعيدة حين أقوم بعملي بنفسي”.

مشاركة :