الشعر يجمعنا.. قصيدة الحفل للشاعر عبد المنعم رمضان

  • 5/28/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقيم مركز إبداع الست وسيلة في بيت الشعر، أمسياته الشعرية على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا للظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بشأن جائحة فيروس كورونا.وينشر بيت الشعر عددا من القصائد لمجموعة من الشواعر والشعراء، يوميا وقصيدة اليوم للشاعر عبد المنعم رمضان بعنوان "قصيدة الحفل":كيف نمضي إلى الحفلكيف نغني معا في الطريقوكيف نشاهد ظل البيوتيموت على الأرضمعجزةٌأن تكون الكرات الصغيرةخارجة عن شواغلناأن يقاسم شيخ عصاهفيكتشفان معاأننا ذاهبان إلى الحفلماذا يكون إذا اضطربت عربات الضيوفوأوشك أن يدخل الناس أرحامهمأن يشوب عواطفهممسحة من غنائيةفتصير الكوارث أغنى من الموتيصبح شكل الفؤاد كبالونةٍينفخ الشعراء فتكبريمتنع الشعراء فتنحلّ هيأتهانحن نعرف أن الطريقةأن نكتري حائطاكلما أوشكت روحنا أن تنام على درج الجسملذنا بهفاستراحتوعاودت الجسم رائحة الذوبانفنحن إذن ذاهبان إلى الحفللم يدع الأصدقاء لنا فرصةأن نداورهموالنساء اللواتي اغتبطنلمرآك في ساحة العرسلم يغتبطن كثيرالما يتخيّلنهحين يخجل مصباح حجرتنافيلملم أضواءهويصر على النوم منفرداالنساء الخبيثاتيعرفن أني أقبّل شعرك كي يتفككأني أقبل جسمك كي يتفككأني سأجمع هذي الشظاياوألحمهابسوائل نازلة من ثقوبيتلك التي تتوزع في الفمنرسب في منتهى البطنتخرج عند التقاء الغريمينحينئذ سوف ترتعشينوتبتهجينتنالين رائحة الربتدّخرين لنفسكأفقا من الحلمأستره حين نمضي إلى الحفلليس الطريق طويلاولكننا نتباطأنغتاب كل الطيوروكل الشجيراتنسأل عن أي كهف يصادفنانستعين على اليأسبالشعراء القدامىنكون وحيدين في الليلنملأ كل الشقوق بآهاتناونحاول أن نضع اللغة العاطفيةجنب الجدارونكشف سوأتهاونبولفنحن معا سنكوّن أوركسترا الوجدينقصنا عازف واحدوجديدفهل نطمح الآنأن نتكاثر فوق الطريقوأن نرث الأرضأن نعتلي سفحهاوترائبهاوالذي لم تكنهفأنفخ فيك من الروحما قد يراه المحبونمنزلةتحتها نستطيب الإقامةنصبح حلفاهو الروح والآب والإبننحن سنمضي إلى الحفلسوف نعاود ما قد بدأناهنحلم أن نتباطأأذكر أن أبي سوف يسبقنيفهو يلبس جبّته وعصاهيصب على الأرض زيت يديهفترتعشانويحمل سبعين عاما وأكثرفي جفنتينويحمل أمي بقلبعلته الحشائشوالحشراتوآونة الريح والبرديحمل خاصية السائرين على حافة الطرقاتِهو الآن يعرف أن المباهجوالوشوشاتورائحة الفلوالقبلات التي تتدحرج في الليلسوف تدحرحهباتجاه المكان الذي فيه يصدعيعرف صوت الرفاق الذين مضوا قبلهويكاد يصافحهمويكاد يبش لهموإذا ما تلفّتكانت نحوه أنسجةهي أمي استعدّتفأنحلت الجسمصار كهوفا من الجلد والعظمتسكن فيه الدماء القديمةوالذكرياتوتسقط عنها الأعاصيرترتجّ حين تشاهد أحفادهايشربون الفضاء بلون الجموعولا تدّعي قابليتها للمكوث طويلاولكنهم لم يشاؤوا لها أن تمراستجابوا لرغبتها في الوقوف لدى البابحتى ترى النوروالشمعداناتتسمع ضجتهم حين يقتربون من البهوتعرفهمإنه الحفلنحن معا ذاهبانولكننا نتباطأنحلم أن نستظل بكل السحابوأن نصل الحفل مبتهجينبأنا فرغنا من الأرضوارتضت الروح أن تتبددتصبح أجنحةللطيور التي لا تعودْإننا ذاهبانمعي كتبيسوف أحرق في كل أرضأجاوزهابضعةلأرى كيف صارت تقاويم جسمككيف استقر الزمان بهفإذا نفدت كلهاسنكون اقتربنا من الحفلوانصرفت ريحناهكذاهكذا.

مشاركة :