قال رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، إن المعهد بصدد إقرار سياسة قسم الدراسات والأبحاث في مركز التراث العربي قبل نهاية العام الجاري، والتي يتعلق جزء منها بكيفية تكملة تمويل دراسات وأبحاث متخصصة في التراث، محلية وعربية، وتتضمن تلك السياسة عدداً الأبحاث والباحثين، وكيفية التمويل، والشروط والآليات المتعلقة بعملية التمويل، وهي في طور الإقرار قبل نهاية العام الجاري. وأضاف في مؤتمر صحافي، عقد أول من أمس في مقر المعهد، للإعلان عن إطلاق هوية المعهد الجديدة غوص عميق في تراث عريق، إن للشارقة مسيرة حافلة في مختلف المجالات الثقافية على مدار أربعة عقود، وهناك حضور مميز للتراث في المشهد الثقافي بالشارقة، لافتاً إلى أن هذا المشهد الغني لم يكن وليد العقود الأربعة الماضية فقط، بل كانت هناك إرهاصات وبدايات منذ أكثر من قرن، إذ كان في الشارقة حينها شعراء كبار، من بينهم الشاعر الشيخ خالد بن صقر القاسمي، بين عامي 1883 و1914، وكان فيها حانوت الخط بين عامي 1924 و1950، والمكتبة الأولى للشيخ سلطان بن صقر عام 1925، ومنتديات ومجالس، إضافة إلى المدارس شبه النظامية، ومن ثم المدارس النظامية، حيث كانت الشارقة أول إمارة على مستوى الدولة فيها مدارس نظامية، وهذه كلها تعد إرهاصات وبدايات المشهد الثقافي عموماً والتراثي خصوصاً، وتوجت هذه المسيرة بميلاد معهد الشارقة للتراث بدعم لا محدود ومتابعة مستمرة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقال المسلم إن الشعار الجديد للمعهد، (الهوية الجديدة)، يتضمن معاني ودلالات التراث بشقيه المادي وغير المادي، ويأتي إطلاق الهوية الجديدة استكمالاً لمسيرة الأعمال السابقة التي تعبر عن انطلاقة موسم جديد لأعمال المعهد محلياً ودولياً، في سبيل دعم التراث وحفظه وتأكيد وجوده، والإسهام في نشر الوعي بأهمية صون مقتنياته المادية وغير المادية، وترسيخ قواعد الاهتمام به. وأضاف أن الهوية الجديدة سيصاحبها المزيد من الجهود نحو الارتقاء بالعمل، حتى يستطيع المعهد أن يقوم بدوره على الوجه الأمثل، ويسهم بشكل فاعل في خدمة التراث وحمايته وتعزيزه في النفوس. ولفت إلى أن المعهد كهيئة علمية وثقافية يسعى إلى تحقيق التميز في جميع مجالات التراث الثقافي من النواحي النظرية والعملية، والإسهام في نشر الوعي للمحافظة عليه في المجتمع الإماراتي والعربي، فضلاً عن التفاعل مع العالم بأسره، ليكون منارة للإشعاع الثقافي والعلمي. وأشار إلى أن من بين أهداف المعهد، العمل على إعداد كوادر من الباحثين والمتخصصين، الإماراتيين والخليجيين والعرب، الذين يقدرون العمل الميداني، ويحرصون على صون موروثهم الثقافي، إضافة إلى حرص إدارة المعهد على تبادل الخبرات وتدعيم الصلات والروابط العلمية والثقافية مع المعاهد والمؤسسات التراثية المختصة في جميع أنحاء العالم، والسعي إلى حفظ التراث الثقافي الإماراتي والعربي وحمايته من الاندثار. وأوضح المسلم أن لدى المعهد برامج وفعاليات عدة للأطفال، من بينها بشارة القيض، مشيراً إلى أن البرامج والأنشطة الخاصة بالأطفال كانت محدودة، لكن اليوم لدينا قسم أو وحدة في المعهد، تعنى ببرامج وفعاليات الأطفال، واعتمدنا (البيت العربي) في منطقة التراث ليكون مقراً لفعليات الأطفال، إذ ستكون لدينا فعالية واحدة شهرياً على الأقل.
مشاركة :