تواصل «لغوي» لدى نوع من العصافير

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة أن القدرة على جمع أصوات بطريقة مترابطة لتشكيل رسائل مفهومة ليست حكراً على البشر، إذ تبين ان حيواناً من فصيلة العصفوريات يتميز ايضاً بهذه القدرة على التواصل. وأشار معدو الدراسة التي نشرتها مجلة «بلوس بيولوجي» الاميركية الى انها المرة الاولى التي تلاحظ فيها هذه القدرة في عالم الحيوانات، ما من شأنه الإضاءة بطريقة مختلفة على أصل التواصل اللغوي البشري. ولفت الباحثون الى ان حيواناً من فصيلة العصفوريات يعرف باسمه العلمي «بوماتوستوموس روفيسيبس» ويعيش في استراليا، يتميز بقدرته على تركيب معان جديدة من خلال اعادة ترتيب الاصوات، في شكل من أشكال الثرثرة له سمات مشتركة مع الطريقة التي يركّب فيها البشر كلمات بهدف التواصل. وهذا الاكتشاف قد يضيء على كل المراحل الاولى لظهور الانظمة اللغوية المتقنة المستخدمة لدى البشر. وقالت الباحثة في جامعة زوريخ في سويسرا سابرينا اينغيسر ان «بحوثاً اجريت سابقاً اظهرت قدرة لدى الحيوانات خصوصاً العصافير على جمع أصوات مختلفة للغناء بطريقة معقدة». وأوضحت أن «هذه الانشودات لا يكون لها عموماً تفسير محدد لأن تغيير توزيع الاصوات لا يغير رسالتها الاجمالية» كمثل الإبلاغ عن خطر حيوان مفترس في المحيط. وخلافاً للأنواع الأخرى من العصفوريات، لا تغني عصافير «بوماتوستوموس روفيسيبس»، الا انها تستعين بمجموعة صوتية واسعة تتميز بنداءات ضعيفة مكونة من أصوات فردية أقصر ومتباينة على الصعيد السمعي. ولاحظ الباحثون ان هذه العصافير تعيد استخدام صوتين «أ» و»ب» ضمن مجموعات مختلفة تبعاً للنشاطات المحددة التي تقوم بها. فخلال التحليق، تصدر هذه العصافير صوت «ا ب»، لكن عندما تطعم صغارها في الأعشاش تصدر تركيبة أخرى من هذه الاصوات هي «ب ا ب». وعندما أسمع هؤلاء العلماء العصافير الاصوات المختلفة التي سجلوها، أظهرت هذه الحيوانات من خلال تفاعلاتها قدرة على تمييز هذه التركيبات الصوتية المختلفة. وبالتالي، كانت العصافير تنظر في اتجاه الاعشاش عند الاستماع الى الاصوات الثلاثة بترتيب «ب ا ب»، كما كانت تدير رؤوسها في الهواء للبحث عن قريب لها يحلق على مقربة منها عند سماع صوت «ا ب» الذي يبدو أنه يؤشر الى فعل التحليق. وخلص العلماء الى ان الصوت «ب» لدى العصافير هو ما يميز معاني «الكلمات»، كما أن وجود حرف اضافي أو ناقص يميز كلمة عن أخرى في التواصل البشري.

مشاركة :