الإبداع.. مهارات يمكن تعلمها بشروط

  • 5/29/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:أوميد عبدالكريم إبراهيم هل من الممكن تعلم الإبداع؛ أم أنه مهارة فطرية تستوجب صقلها وتنميتها؟، يُشير عدد من الكتاب في هذا الاستطلاع، إلى أن بالإمكان جعل إنسان ما مبدعاً إذا توفرت لديه القابلية والاستعداد لذلك، وكذلك العمل الجادّ من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وأن الإبداع مزيج من الاستعدادات الفطرية التي تولد مع الإنسان، كما أنه حالة قابلة لتعليم وتدريب الإنسان عليها في ظلّ مجموعة من الشروط، ومع مرور الأيام يصبح الإنسان مبدعاً في أحد مجالات الحياة.تؤكد الناقدة الأدبية د. فاطمة الصايغ، أن الإبداع قد يولد مع الإنسان، ولكنه بحاجة إلى التطوير بشكل مستمر، فقد يكون الإنسان هاوياً للرسم على سبيل المثال، وفي هذه الحالة لا بد له من تطوير مهاراته في الرسم لكي يرتقي في عمله ويبدع في مجاله، وعليه يمكن القول إنه ليس بالإمكان جعل إنسان ما مبدعاً إذا لم تكن لديه القابلية والاستعداد لذلك، وكذلك العمل الجادّ من أجل تحقيقه، أي أن الإبداع مَلكةٌ موجودة لدى الإنسان بالفطرة، ولكن بكل تأكيد هي بحاجة إلى التطوير والتنمية، حيث إن من الضروري رعاية أي موهبة من أجل الارتقاء بها.وتابعت القول: الإبداع ليس حكراً على أحد، وبإمكان أي شاب مبتدئ يشقّ بداية طريقه أن يتعلم ممن سبقوه في المجال الذي يستهويه، وذلك من خلال الاستفادة من خبراتهم ومعلوماتهم، أو حتى أسلوبهم التعبيري مثلاً، فحتى كبار الكُتَّاب كانت لهم بدايات، وكانوا مبتدئين يوماً ما. تنمية الإبداع الكتابي بحسب الكاتبة والروائية، أسماء الزرعوني، يختلف عن مثيله في الفنون الأخرى، كالإبداع في الرسم مثلاً، فالشخص المبدع في الكتابة يتمتع بهذه الصفة بالأساس، فلا يمكن تعليم الشعر مثلاً لشخص لا يمتلك موهبة ومَلكة الشعر، وأي شخص لديه استعداد لكتابة قصة أو رواية أو غيرها يجب أن تكون لديه موهبة بالأساس، وأعتقد أن من الصعب تعليم شخصٍ ما كيف يكون مبدعاً ما لم يكن بالأساس يمتلك هذه الفطرة التي يهبها الله لمن يشاء، ومن ثم يتولى الإنسان تطوير وتنمية مواهبه بنفسه، وهناك العديد من الطرق في هذا الإطار، مثل الدورات التدريبية، والفيديوهات التعليمية، ومواقع التواصل، ومحركات البحث وغيرها، حيث يمكن الاستفادة منها لتطوير المواهب وصقلها.وأضافت: لا شك في أن هناك موهوبين بحاجة لاكتشافهم، وهذه المهمة تقع على عاتق المؤسسات الثقافية وغيرها، كما أن باستطاعة أولئك الموهوبين الاستفادة من خبرات الذين سبقوهم في مجال إبداعهم، وأقترحُ أن تكون هناك لقاءات دورية بين الشباب المبدع والكُتّاب الذين يتمتعون بخبرة طويلة في مجال معين من مجالات الإبداع، وأتمنى من المؤسسات الثقافية الاستمرار بالقيام بدورها المهم في هذا السياق، فمساعدة الجيل الجيد من خلال ورش العمل والدورات التدريبية وغيرها أصبحت ضرورة ملحة. زاوية مختلفة تتناول الكاتبة والشاعرة، مريم الزرعوني، الموضوع من زاوية مختلفة، وتقول إن وجود الموهبة يجعل من الإبداع أكثر يُسراً، أي أن يأتي الإنسان بالجديد أو أن يعيد تقديم الأشياء بطرق مبتكرة، وهذا يتطلب الاستعداد المبكر والعمل على صقل الموهبة خلال السنوات الأولى، ومن ثم إطلاق العنان للخيال، والتفكير خارج المألوف، وكذلك كسر الأنماط المعتادة، وثمة شواهد يحفل بها التاريخ، فقد قدَّم بيكاسو مدرسته التشكيلية الجديدة حينها بأبسط الوسائل عندما احترف الرسم بأسلوب شبيه بالأطفال، وصار رائد المدرسة التكعيبية ومنظّرها، وفي الأدب أصبح الكولومبي، جابرييل جارسيا ماركيز، روائياً فذاً عندما قرر أن يستنطق الحيوانات والجمادات في رواياته، وصار أسلوبه محبباً عند جمهور غفير من القراء.وأشارت إلى أن التجريب يصبح الفعل الأكبر بعد التأسيس والإلمام بالمهارات الأولية، وهكذا يمكن التدرب على أنماط التفكير المختلفة، واستمطار الأفكار عبر العصف الذهني والتفكير الناقد وتعلّم صياغة الأسئلة. مهارات فطرية يرى الناقد، إسلام أبو شكير، أن الإبداع مزيج من القابليات والاستعدادات الفطرية التي تولد مع الإنسان، بالإضافة إلى مجموعة من المهارات المكتسبة، وهو ما يؤكده عدد من الفنون مثل الرسم والموسيقى، وكذلك الكتابة، وعليه فإن بالإمكان تعليم الإبداع والجوانب المهارية، فالإبداع حالة قابلة لتعليم وتدريب الإنسان عليها في ظلّ مجموعة من الشروط، ومع مرور الأيام يصبح الإنسان مبدعاً في أحد مجالات الحياة، واليوم لا يقتصر الأمر على الجانب الفطري أو الاستعداد الطبيعي للإنسان فحسب، بل لا بد أن يخضع المبدع لمجموعة من الاختبارات والتجارب لكي تصبح مهاراته ناضجة بما يكفي.وأوضح أن التدريب يختصر الطريق على المبدع، وأن الكثير من المبدعين صقلوا تجاربهم ذاتياً من خلال القراءة والممارسة العملية، وعليه فإن بالإمكان تقديم التجارب للشبّان الذين يشقّون طريقهم بهدف اختصار المسافات دون الخوض في مغامرات تستنزف الجهد والوقت، إلا أنّ غالبية المبدعين اجتهدوا واعتمدوا على القراءة والتحفيز الذاتي، ويبقى الإبداع مفهوماً معقداً، وهناك مستجدات قد تحدث على أرض الواقع وتتطلب من المبدع أن يخضع لدورات وورشٍ وعمليات صقل أكاديمي تختصر الوقت والجهد.

مشاركة :