أفراح وجراح… هلّتْ ليالي العيدِ بالأفراحِ موفورة النعمى على الأرواحِ هلّتْ ببهجتِها، وباهرِ نورها حتّى غدا الإمساءُ كالإصباحِ أو ما ترى فوقَ الوجوهِ بشاشةً كالفجرِ يشرق بالسّنى الوضّاحِ العيدُ قد غمرَ الجوانحَ بالشّذا فتماوجت كتماوج الأدواح والعيدُ قد مسح الجراحَ، وطبّبَ – المُضنى من الأرزاءِ والأتراحِ أغرى الفؤادَ على التعللِ بالمُنى وعلى مُنادَمةِ الهوى الممراحِ ما كان لي فيه براعةُ شاعرٍ حتى أجيبَ دواعي الإلحاحِ يا عيدُ منك خواطري، ويراعتي بالفن تسفر كالرّبيع الضّاحي أطلقتَ يا عيدي السعيدَ مواهبي فانقادَ لي شعري على ألواحي حضرُ التجولِ قد أتاحَ لي الغنا فشدوتُ شدوَ الطائرِ الصداحِ ما كان لي يا عيدُ فيهِ من يدٍ إلا قليلاً من صِباً ومرَاحِ أنا ما فُتِنتُ بغادةٍ ميّاسةٍ تجلو ظلامَ الليلِ كالمصباحِ يا عيدُ حسبُك أن يعانقَني السنى متلألئا بجمالك اللمّاحِ ما عانق الأرواحَ مثلُك لا، ولا أوحى بسحر الحب مثلُك واحِ أنا باليراعِ، وأنت بالوردِ الّذي غمرَ الورى بعبيره الفوّاحِ قطّرت أنت العطرَ في قارورةٍ من نرجسٍ وبنفسجٍ وأقاحي فابعث لنا يا عيدُ منك مسرةً الأنسُ دونك لم يعد بمُتاحِ إنا لنلمحُ في إهابك رونقاً لما بدوتَ لنا بغير وشاحِ سبحانَ من ألقى عليك جلالةً وكساكَ ثوباً من ندىً وسماحِ ماذا عليك إذا مسحتَ جراحَنا أو ما نعاني من مضيضِ جراحِ الودُ طوّحَ في النفوسِ، ولم يعدْ يمحو سواك بها الضنى من ماحِ شعر / الحسين الحازمي السبت 1441/9/30
مشاركة :