الحب في زمن (الكوليرا) هي رواية للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل كتبها بعد اجتياح وباء الكوليرا للعالم،ولأن الشيء بالشيء يذكر،وقد اجتاحت كورونا العالم كله الآن،ورغم مابها من مآسي ،إلا أنها بثَّت عدة رسائل إيجابية لمجتمعاتنا، وكأنها رسالة ربانية توقظنا من غفلتناً دينياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وحتى صحياً،وربما بعد هدوء هذه العاصفة ينشأ حب جديد لبعض الأشياء التي كنا في غفلة عنها،أو لا نألفها. أبرز هذه الرسائل هي تفعيل أيقونة التفكر في عِظم خلق الله التي بداخل عقولنا والتي للأسف الكثير يعطل هذه الأيقونة،فالله سبحانه وتعالى وبفايروس متناهي الصغر أوقف حركة إطارات الحياة ،وأثبت قوته وضعفنا،رغم أنه فاجأنا بهذه الجائحة في خِضم انشغالنا بالحديث عن تقنية الجيل الخامس التي انطلقت في العديد من الدول التي تقود العالم وتتباهى بها،والحديث في قدرة الله يطول،لكننا سنتوقف عند إيماننا بأن أمره حينما يريد شيئاً أن يقول له:(كن فيكون)،وأن من كان لايستوعب كيف تقوم القيامة قد استوعب الآن. ومن الرسائل التي أحببناها كثيراً هو تعامل المملكة العربية السعودية مع هذا الوباء،حيث قدمت درساً في الإنسانية،ودرساً في تقديم الخدمة الصحية،ودرساً في التوعية،ودرساً في التأمين الغذائي لمواطنيها، ودروس أخرى لايتسع المجال هنا لذكرها عن مملكة الإنسانية. ومن الرسائل كذلك التقارب بين أفراد الأسرة الواحدة والاعتماد على أنفسهم في كثير من الأشياء كإعداد الطعام وإصلاح بعض الأشياء في المنزل،والاجتماع حول لعبة واحدة يتشاركون فيها جميعاً،وتغيير بعض العادات السلبية. وكذلك عودة البعض لممارسة وتطوير بعض مهاراتهم وهواياتهم ،وزيادة الوعي الاقتصادي لدى الأفراد،وتطور الشراء الألكتروني،وزيادة البحوث العلمية الطبية،وفتح أفق واسع في التعليم عن بُعد ، وانكشاف بعض الأقنعة عن وجوه بعض الدول التي كانت تتغنى بالإنسانية،وأشياء كثيرة تغيرت قناعاتنا واختلف فيها تفكيرنا يصعب ذكرها في مقال. ويبقى الكلام المهم،بأننا بعد أزمة كورونا،لابد أن نتغير للأفضل،فالأزمات تصنع من البشر ثروات. (ومضة) أبطال الصحة هم من لعبوا دور البطل في هذه الأزمة..شكراً لهم. للكاتب / عبد الله الظويلمي.
مشاركة :