لوس أنجلس – أعلنت كبرى كازينوهات لاس فيغاس أنها ستعيد فتح أبوابها الأسبوع المقبل بعد إغلاقها لأكثر من شهرين بسبب جائحة كورونا، وهي أنباء سارة لنيفادا التي تعتمد بشكل كبير على هذه الصناعة من أجل رفاهها الاقتصادي. في الولايات المتحدة حيث أعلن عن أول وفاة بالمرض في نهاية فبراير، تجاوز عدد الوفيات عتبة المئة ألف من أصل 1.7 مليون إصابة، حسب تعداد لجامعة جونز هوبكنز التي تعد مرجعا. أكبر قوة في العالم تتقدم نحو العودة إلى النشاط الاقتصادي العادي، وستفتح كازينوهات لاس فيغاس أبوابها اعتبارا من الأربعاء. وقال حاكم نيفادا ستيف سيسولاك “ندعو الزوار من كل أنحاء البلاد إلى القدوم إلى هنا، وتمضية وقت ممتع لن يكون مختلفا عما كان عليه في السابق”. وتستقبل لاس فيغاس أكثر من 40 مليون زائر كل عام، لكن أوامر ملازمة المنازل وحظر السفر أعاقا الأنشطة السياحية حتى قبل إغلاق الكازينوهات التي تضررت في وقت كان فيه العمال يتطلعون إلى تحقيق أرباح كبيرة في موسم الذروة. ومن بين المنتجعات التي ستفتح أبوابها في الرابع من يونيو المقبل مع تطبيق إجراءات صارمة للمحافظة على التباعد الاجتماعي، “بيلاجيو” و”سيزرز بالاس” و”فلامينغو”. وتفيد الأرقام، أن الكازينوهات توظف نحو 1.8 مليون شخص في الولايات المتحدة مع إيرادات تزيد على 260 مليار دولار. صالات القمار تعود إلى الحياة بعد أشهر من الإغلاق صالات القمار تعود إلى الحياة بعد أشهر من الإغلاق وأضاف سيسولاك، أنه اتخذ قرارا بإعادة فتح خدمات الألعاب التي تقدر قيمة مداخيلها بمليارات الدولارات والتي تعتبر أساس اقتصاد نيفادا، بعد مشاورات مع خبراء الصحة. وتابع سيسولاك الذي كان سيعلن هذه الأنباء خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، لكنه ألغي جراء مخاوف من تعرضه لفايروس كورونا المستجد، قائلا “اتخذنا كل الاحتياطات الممكنة”. وأضاف الحاكم الديمقراطي، “لا أعتقد أنكم ستجدون مكانا أكثر أمانا من لاس فيغاس للإقامة فيه بحلول الرابع من يونيو مع البروتوكولات التي وضعناها، وتوافر معدات الاختبار التي تزودنا بها”. وقد أصدر مجلس التحكم في الألعاب إرشادات هذا الشهر بشأن إعادة فتح الكازينوهات بما فيها استقبال الرواد بنصف قدرتها الاستيعابية وتحديد عدد اللاعبين بثلاثة حول كل طاولة. كما أوصى بإزالة كل الكراسي المتبقية للحفاظ على المسافات الآمنة للتباعد الاجتماعي. ورغم أن الكازينوهات مؤهلة للحصول على مساعدة فيدرالية خلال جائحة كورونا، فإن العديد منها قامت على الفور بتسريح موظفيها، حسبما قال رئيس جمعية “يونايت هير” دي تايلور الذي أوضح أن رد فعل الكازينوهات في لاس فيغاس كان سيئا مقارنة بالردود على الأحداث المدمرة السابقة مثل هجمات 11 سبتمبر 2001 وحادثة إطلاق نار ماندالاي باي عام 2017. ورغم أن عمال الكازينوهات خرجوا من مواقع عملهم دون مدخرات، بل كان أغلبهم يظن أنه لن يعود ثانية كما تقول ماري رود الموظفة في كازينوهات “ستريب”، لكنهم اليوم اعترضوا على العودة إلى العمل دون تدابير معززة لحمايتهم. وقال اتحاد “كالينيري يونيون” الذي يمثل حوالي 60 ألف عامل في لاس فيغاس في بيان “هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى العمال وأناشد الجميع المضي قدما بحذر شديد”. وأضاف، “سيصبح أعضاء النقابة وغيرهم من موظفي الكازينوهات عمالا على الخطوط الأمامية لأننا نحن من سيكون على اتصال مع الضيوف يوميا وبشكل متكرر”. ويطالب الاتحاد بفحص العمال الذين سيكونون الأكثر عرضة للإصابة بفايروس كورونا بانتظام وتزويدهم بمعدات واقية إذا لزم الأمر. وتابع، “ماذا سيحدث إذا بدأت أعراض الفايروس تظهر على أحد الأشخاص الذين وصلوا إلى لاس فيغاس من دون أعراض وقرّر أن يبقى في غرفته لبضعة أيام بدلا من الحصول على العناية الطبية؟”. وقال بيل هورنباكل رئيس مجموعة “أم.جي.أم ريزورتس” ورئيسها التنفيذي بالوكالة، إن الشركة ستتّبع مجموعة من البروتوكولات للتخفيف من احتمالات انتشار الفايروس، تشمل زيادة نسبة اختبار الموظفين وتسجيل الدخول من دون اتصال وقوائم رقمية. وفي محاولة لإنعاش السياحة، اشترى أحد مالكي كازينوهات لاس فيغاس الأربعاء 1700 تذكرة للذهاب إلى مركز القمار من جميع أنحاء البلاد، وعرضها مجانا على الزوار. وقال ديريك ستيفنز الرئيس التنفيذي لفندق وكازينو “ذي دي”، “من الواضح أنني وفريقي نود أن تنزلوا في أحد فنادقنا لكن إذا لم تفعلوا ذلك، فلا بأس بذلك أيضا”. وأضاف، “لأن لاس فيغاس في حاجة إليكم، فمجتمعنا يحتاج إليكم”. وأشار سيسولاك، إلى أنه باستثناء الكازينوهات، فإن الكنائس وأماكن العبادة الأخرى التي يمكنها إعادة فتح أبوابها، لا تسمح بدخول أكثر من 50 شخصا في نفس الوقت، ويجب الامتثال للمبادئ التوجيهية للمسافة الاجتماعية. كما طلب من الناس وضع الكمامات عندما يكونون خارج منازلهم. ومن بين الأعمال التجارية التي ستبقى مغلقة، المنشآت الترفيهية للبالغين وبيوت ممارسة الجنس والنوادي الليلية. ووفقا لتقرير صادر عن شركة “أبلايد أناليسيس” مستشار “هيئة لاس فيغاس للمؤتمرات والزوار”، أنفق السياح 34.5 مليار دولار في جنوب نيفادا خلال عام 2018، ودعموا بشكل مباشر أكثر من 234 ألف وظيفة سياحية، وفق ما أوردته صحيفة “لاس فيغاس ريفيو جورنال” في مارس الماضي.
مشاركة :