بينما يقضي من في عمرها أوقاتهن في اللعب برفقة صديقاتهن، تكون هي جليسة إخوتها الثلاثة (عادل، علياء وحسن) المصابين بتخلف عقلي حاد وإعاقة بدنية، تعين والدتها في رعايتهم بعد أن تخلت عنهم كل من وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والتربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني. «رقية» طفلة (14 سنة)، والوحيدة السليمة التي نجت من «شبح» الإعاقة والتخلف العقلي من بين إخوتها، تعيش في منزل بمدينة حمد برفقة والدها المتقاعد، الذي بترت ساقه بسبب مرض السكري، ووالدتها التي قضت 29 عاماً من حياتها في رعاية أبنائها المتخلفين عقلياً وحيدة إلى أن أنهكها مرضا الضغط والسكر. وقد خصصت العائلة التي زارتها «الوسط» يوم أمس الثلثاء (30 يونيو/ حزيران 2015)، جزءاً مغلقاً من منزلها للإخوة المتخلفين عقليّاً، ذلك الجزء يضم ثلاث غرف وصالة صغيرة، تفوح منها رائحة خروجهم و«فضلاتهم» التي كثيراً ما يأكلونها، وتبدو بقع الدم في أماكن متفرقة نتيجة إيذائهم لأنفسهم. رقية تحب إخوتها، وتؤكد «أحب اخوتي كثيراً ولست مستاءة من العناية بهم، إلا أني أشعر بالضيق حينما لا نستطيع السيطرة عليهم ويقومون بإيذاء أنفسهم»، فيما أضافت والدتها «طرقت جميع الأبواب طلباً للمساعدة فالتربية تعتبرهم غير قابلين للتعلم، والصحة ترفض استقبالهم، والتنمية تعتبر نفسها غير مسئولة عنهم».عائلة يلاحقها «شبح الإعاقة»... والأم: «الصحة» و«التنمية» و«التربية» تخلّوا عنارقية... طفلة تعتني بإخوانها الثلاثة المتخلفين عقلياً وبدنياً مدينة حمد - زينب التاجر يقع منزل يبدو ككل المنازل من الخارج في مدينة حمد وتحديداً في الدوار الـ 19، إلا أنه يخفي خلف جدرانه قصة لا يعلمها إلا الجيران والمقربون، قصة طفلة (14 سنة) تعتني بإخوتها الثلاثة «عادل (29 سنة)، علياء (27 سنة) وحسن (23 سنة)»، والمصابين بتخلف عقلي حاد وإعاقة بدنية، تعين والدتها في رعايتهم بعد أن «تخلت» عنهم كل من وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية والتربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني. «رقية» الطفلة الوحيدة التي نجت من «شبح» الإعاقة والتخلف العقلي من بين أخوتها، تعيش في منزلها برفقة والدها المتقاعد والذي بترت ساقه بسبب مرض السكري، ووالدتها التي قضت 29 عاماً من حياتها في رعاية أبنائها المتخلفين عقلياً وحيدة إلى أن أنهكها مرض الضغط والسكر. وقد خصصت العائلة والتي زارتها «الوسط» يوم أمس الثلثاء (30 يونيو/ حزيران 2015)، جزءاً مغلقاً من منزلها للأخوة المتخلفين عقلياً، ذلك الجزء يضم ثلاث غرف وصالة صغيرة، تفوح منها رائحة خروجهم وفضلاتهم والتي يتناولونها في كثير من الأحيان، وتبدوا بقع الدم متناثرة في أماكن متفرقة منها نتيجة إيذائهم لأنفسهم. بدت الطفلة رقية رغم صغر سنها قادرة على التعامل معهم بألفة ومسئولية، تحاول احتواء نوبات صرعهم وانفعالاتهم تارة وتقدم لهم الطعام تارة أخرى، فيما تعين والدتها في نقلهم من غرفة لأخرى والاهتمام بنظافتهم وتنظيف فضلاتهم من براز وطعام بشكل يومي، إذ تقول: «أحب أخوتي كثيراً ولست مستاءة من العناية بهم، إلا أني أشعر بالضيق حينما لا نستطيع السيطرة عليهم ويقومون بإيذاء أنفسهم ويؤلمني قلبي لحالهم». أما والدتها «أم عادل»، والتي بدا عليها الإنهاك فتعود بذاكرتها إلى الوراء وتحديداً لما قبل 30 عاماً حينما تزوجت من قريبها وأنجبت طفلاً توفى بعد 5 أشهر لإصابته بتخلف عقلي وإعاقة ذهنية، فيما أشارت إلى أنها أنجبت أبنها عادل وأخبروها بشكل مباشر بأنه أيضاً مصاب بتخلف عقلي وإعاقة بدنية وذهنية، ولم تتوقع بعد أقل من عامين بأن تنجب مجدداً طفلة تعاني من نفس المشكلة والتي أسمتها علياء، لتنوي فيما بعد التوقف عن الإنجاب خوفاً من المرض الذي يلاحق أطفالها، إلا أنها وبعد زهاء الأربع سنوات حملت مجدداً بابنها حسن وكانت الصدمة بأنه أيضاً مصاب بتخلف عقلي، عندها فكرت في استخدام مانع دائم لتمنع حملها بأطفال معاقين ومتخلفين عقلياً يعانون طوال حياتهم إلا أن العائلة رفضت ذلك، وشاء الله أن تحمل مرة أخرى وطوال فترة حملها كانت تحمل هم إنجابها مجدداً طفلاً يعاني من مشكلة إخوته، إلا أنها تفاجأت بولادة طفلتها «رقية»، والتي كانت الوحيدة السليمة من بين إخوتها. وبينت أم عادل بأن زوجها متقاعد وراتبه لا يتجاوز الـ 280 ديناراً وتم بتر إحدى ساقيه بسبب مضاعفات مرض السكري وهو غير قادر على مساعدتها على العناية بأبنائها لظروفه الصحية، وقالت: «سمعت كثيراً عن جمعيات تهتم بهذه الفئة إلا أني لم أرَ شيئاً منها، وكثيراً ما طالبت بتوفير ممرض وخادمة تعينني على العناية بهم إلا أن جميع الجهات الرسمية ترى نفسها غير معنية بهذا الأمر، والأمر يزداد سوءًا كلما كبروا وتقدمت أنا في السن وبت اليوم أحتاج لإيداعهم في دار للتأهيل أو الإيواء أو مشفى للعناية بهم إلا أن الجميع يرفضهم». وأشارت إلى أنها حاولت إدخالهم داراً للتأهيل إلا أنه يتم رفضهم في كل مرة بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى الحمام وارتدائهم الحافظات، كما ولا تقبلهم وزارة التربية لكونهم غير قابلين للتعلم وبدوره يرفض الطب النفسي أيضاً استقبالهم وتعتبر وزارة التنمية الاجتماعية نفسها غير مسئولة عنهم وأن دورها ينحصر في منحهم مبلغ 100 دينار والمخصص للمعاقين على حد قولها. وقالت: «أشكر الله على نعمته ولست معترضة على قدره، فأطفالي أعتنيت بهم طوال 29 عاماً ومنحني الله طفلتي رقية لتعينني على رعايتهم، وكل ما أفكر فيه بعد أن تقدم بي وبوالدهم العمر ما هو مصيرهم بعد وفاتنا؟ وكيف لرقية أن تعتني بهم وحيدة؟ وإلى متى ستكون حياتها محصورة في العناية بإخوتها؟ ومن لهم بعد أن تخلت عنا كل الجهات الرسمية المعنية؟».
مشاركة :