طهران - أعلنت السلطات الإيرانية الجمعة تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات اليومية بفايروس كورونا وهو الأعلى منذ نحو شهرين، وحذّرت من أن الوضع يزداد سوءا في بعض المناطق. وتأتي موجة الانتشار الجديدة للفايروس بعد أيام من قرار السلطات الإيرانية استئناف الأنشطة الاقتصادية وإعادة فتح الأماكن الدينية متجاهلة التحذيرات من انتعاش الوباء. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور خلال مؤتمره الصحافي اليومي إنه تم تسجيل 2819 إصابة جديدة مؤكدة، ما يرفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 146 ألفا منذ إعلان أول حالة منتصف فبراير. وشهد عدد الإصابات ارتفاعا شبه مستمر منذ 2 مايو، تاريخ إعلان أدنى حصيلة خلال شهرين، لكن لم تشهد إيران ارتفاعا مشابها منذ بداية أبريل. وبدأت البلاد في منتصف أبريل تخفيف القيود والتدابير المفروضة لاحتواء تفشي الوباء. وسُمح للمطاعم باستقبال الزبائن هذا الأسبوع. ووفق جهانبور، تم تسجيل 50 وفاة خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 7677 وفاة. خبراء رجحوا ارتفاع أعداد المصابين بكورونا بين الإيرانيين من خلال الازدحام الكثيف للسكان الذي شهدته المدن الإيرانية ووفق ترتيب وضعته السلطات، لا تزال محافظة خوزستان مصنفة حمراء، أي أنها في أعلى مستوى خطر. وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة أن “محافظات خراسان رضوي وأذربيجان الغربية والشرقية ولرستان وكردستان وكرمانشاه وهرمزغان ومازندران جميعها في وضع حرج أيضا”. وتشكك المعارضة ومراقبون في الأرقام التي تقدمها إيران ويقولون إن هذه الأرقام أقل بكثير من الأرقام الحقيقية. ويتهم هؤلاء السلطات في طهران بإخفاء الحصيلة الحقيقية لوفيات وإصابات كوفيد – 19. واضطرت إيران تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تعيشها منذ فرض واشنطن عقوبات على طهران، إلى استئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفايروس بشكل أوسع، لاسيما وأن المرض يسجل يوميا المئات من الإصابات والعشرات من الوفيات يوميا وبشكل متواتر. كما أعادت السلطات في طهران فتح الأعمال والأماكن الدينية والثقافية، وذلك مع تخفيف القيود المفروضة لاحتواء الوباء. وخلافا لجل الدول الإسلامية التي شددت إجراءات حظر التجوال خلال أيام العيد لمنع التنقل قررت السلطات الإيرانية استئناف الأنشطة الدينية والتجارية، رغم التحذيرات من انتعاش الوباء وانتقال العدوى في ظل الاكتظاظ السكاني في الاحتفالات الدينية التي ترافق العيد. وقبل ذلك رجح خبراء ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا بين الإيرانيين عبر تكاثف ازدحام السكان الذي لوحظ بالمدن الإيرانية بعد قرار إعادة فتح وحدات الإنتاج واستئناف الأنشطة التجارية. وفيما سعت طهران عبر استئناف الحركة الاقتصادية “منخفضة المخاطر” لإنقاذ لقمة عيش الإيرانيين، حذر خبراء مرارا من انتعاش الفايروس وبلوغ ذروة الإصابات في حال ما لم تكن هناك مسافات اجتماعية متباعدة بين المواطنين، وهو ما حصل بعد حدوث اكتظاظ كبير في المدن الإيرانية وخاصة وسائل النقل العمومية والأسواق. إيران تعيش أصعب أيامها في ظل انتشار الوباء وتفاقم الأزمة الاقتصادية إيران تعيش أصعب أيامها في ظل انتشار الوباء وتفاقم الأزمة الاقتصادية وكان روحاني قد أعلن في 11 أبريل الماضي استعداد بلاده لاستئناف أنشطة الإنتاج وفق خطة ما يسمى بالتباعد الاجتماعي تلزم المواطنين بمسافات وقائية في ما بينهم. لكن وحسب وسائل إعلام إيرانية كشفت أنه لم تكن هناك مسافات اجتماعية ولا ذكية في اليوم الأول من تنفيذ خطة السلطات الإيرانية باستئناف الأنشطة الاقتصادية “منخفضة المخاطر”. ونشر موقع “إيران إنترناشيونال عربي” فيديوهات تظهر زحام السيارات والمواطنين خاصة في العاصمة طهران، وعدم التزام المواطنين منازلهم والخروج بكثافة إلى الشوارع، ما تسبب في موجة جديدة للوباء. كما نقلت تقارير صحافية إيرانية حالة الشوارع في طهران، وقيمت سياسة الحكومة في اليوم الأول لتنفيذ الخطة الاقتصادية، واصفة ذلك بـ”التباعد الاجتماعي الخاطئ” في رصدها لازدحام الشوارع ومحطات الحافلات والقطارات، واعتبرت أن التباعد الاجتماعي في وسائل النقل العمومية “مجرد مزحة”. وحذرت وزارة الصحة الإيرانية المواطنين من أنه إذا لم تتم مراعاة خطة التباعد الاجتماعي، فعلى الإيرانيين انتظار موجة ثانية لكوفيد – 19. ونشرت وكالات الأنباء صورا تظهر زحاما مروريا على الطرق السريعة بين المدن في طهران وحافلات مكتظة على الرغم من تحذيرات مسؤولين من أن النقل العام مسؤول عن أكثر من 20 في المئة من نسبة انتشار الفايروس.
مشاركة :