الرباط - توفي، صباح الجمعة، عبدالرحمان اليوسفي، رئيس الحكومة المغربية الأسبق عن عمر يناهز 96 سنة بعد تعرضه لوعكة صحية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء المغربية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن أقارب اليوسفي، أن السياسي المغربي البارز، توفي في مدينة الدار البيضاء (غرب). وذكرت وسائل إعلام محلية، أن اليوسفي نقل إلى المستشفى قبل أيام بسبب وعكة صحية. وعبّر عدد من المغاربة عن حزنهم لفقدان اليوسفي، حيث تناقل عدد منهم تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنعى فيه اليساري الذي قاد الاتحاد الاشتراكي وقاوم الاحتلال ودبر حكومة التناوب. ونعى الاتحاد الاشتراكي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفقيد. وتمثل دور اليوسفي، خلال فترة حكومة التناوب، في إدارة الاختلافات والأفكار بهدف استنبات مقومات الفكر السياسي الحديث يحدوه طموح بناء دولة المواطنة وتوسيع مساحات القول والفكر والرأي وأسئلة الدين والسياسة والعدالة الانتقالية، مما جعل هذه الفترة تجسد منعطفا سياسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اقرأ أيضا: عبدالرحمن اليوسفي.. لماذا لم يفتح كل خزائنه المليئة بالأسرار؟ وقد سعى إلى قطع الطريق على القوى الهدامة وهو ما صبغ التجربة ببعد أخلاقي يميز كل انتقال ديمقراطي يتطلب درجة عالية من السمو. وحظي الراحل في يوليو 2016 بتكريم من طرف العاهل المغربي محمد السادس، حينما أطلق اسم "شارع عبدالرحمان اليوسفي" على شارع السلام سابقا وسط مدينة طنجة. ووضع الملك محمد السادس قبلة على رأسه عندما كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات الرباط في أكتوبر 2016، وهي إشارات على تقدير الرجل الذي بصم تاريخ المغرب الحديث وبقي محتفظا بنفس الاحترام إلى الآن، واعترافا بخدمته للصالح العام. كما أطلق الملك محمد السادس اسم الوزير الأول السابق عبدالرحمان اليوسفي على فوج الضباط المتخرجين من المدارس العسكرية في يوليو 2019. واعتبر مراقبون حينها أن مبادرة العاهل المغربي تمثل اعترافا من أعلى سلطة في البلاد بتاريخ اليوسفي النضالي في الحركة الوطنية والمعارضة اليسارية ومكانته كرجل دولة وقائد سياسي فذ ورجل وطني قاد تجربة التناوب التوافقي في فترة حرجة من تاريخ المغرب الراهن بكل تفان. يذكر أن اليوسفي سبق وأن كان معارضا وزعيما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووزيرا أول لحكومة التناوب في عهد الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس من العام 1998 إلى غاية 2002.
مشاركة :