تململ يسود الدوريات الأوروبية قبل استئناف الموسم الكروي | | صحيفة العرب

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يتزايد الهوس داخل معظم الدوريات الأوروبية، لاسيما في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، من مغبة السير على خطى تجربة الدوري الألماني الذي عاد إلى النشاط مؤخرا، في وقت يؤكد فيه محللون رياضيون أن على الدول التي تسعى إلى تجنب المزيد من الخسائر بسبب وقف النشاط أن تعمل على اتخاذ إجراءات صحية وتعوّل على تطبيق قوانين صارمة لتجاوز عقبة الخروج بموسم كروي مخيّب. لندن – بعدما تسبب فايروس كورونا المستجد في شلل شبه كامل في بطولات كرة القدم على مختلف الأصعدة، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى الملاعب، لاسيما مع استئناف منافسات الدوري الألماني بعد أكثر من شهرين وإن بغياب الجمهور. وتراوح السجال حول الموسم الكروي في معظم الدوريات الأوروبية، بين تلك التي استأنفت نشاطها بصفة فعلية وأخرى حددت مواعيد العودة، فيما تبحث ثالثة عن وضع بروتوكولات معينة لاسيما صحية لكي تتمكن من استكمال الموسم. وعادت منافسات الدوري الألماني نهاية الأسبوع قبل الماضي، حيث أقيمت تسع مباريات ضمن المرحلة الـ27 خلف أبواب موصدة، وبالمثل أقيمت الجولة الـ28 التي تخللها كلاسيكو بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموندوالذي حسمهالبافلصالحه ليقترب من اللقب الثامن له. ألمانيا تقود القاطرة يُعد الدوري الألماني الأول بين البطولات الأوروبية الكبرى الذي يتم استئناف منافساته، والثاني في القارة العجوز بعد دوري جزر فارو المتواضع الذي عادت له الحياة مطلع الشهر الجاري. كما عادت منافسات كرة القدم أيضا في إستونيا حيث استؤنفت مباريات الدرجة الأولى خلف أبواب مغلقة مما عزز الآمال حول بقية الدوريات. وعلى الرغم من تفشي الفايروس في مختلف أنحاء العالم، فإن بيلاروسيا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تعلق بطولتها المحلية خلال الشهرين الماضيين. وتأمل العديد من البطولات في السير على خطى ألمانيا، لكن الوضع لا يزال معقدا في ظل المخاوف الصحية والشروط المفروضة من السلطات المحلية لمنح الضوء الأخضر. لكن ذلك لم يمنع الاتحادات ورابطات الدوري من تحديد مواعيد مبدئية للعودة. وتعد المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا من بين أكثر البلدان تضررا في أوروبا بسبب الوباء. وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي مؤخرا أنه من بين 748 فحصا لفايروس كورونا المستجد تم اكتشاف ست حالات إيجابية تتعلق بلاعبين وأعضاء جهاز فني لثلاثة أندية مختلفة. وتسعى الأندية الإنجليزية لاستئناف المنافسات بحلول منتصف الشهر المقبل على الرغم من مخاوف بعض اللاعبين بشأن سلامتهم. وفي المقابل أعلن الاتحاد الإيطالي للعبة أن جميع مسابقاته بما فيها الدرجة الأولى ستبقى معلقة حتى 14 يونيو على أقل تقدير. العديد من البطولات تأمل في السير على خطى ألمانيا لكن الوضع لا يزال معقدا في ظل الظروف الصحية المفروضة من السلطات المحلية العديد من البطولات تأمل في السير على خطى ألمانيا لكن الوضع لا يزال معقدا في ظل الظروف الصحية المفروضة من السلطات المحلية وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إنه يحتاج إلى “المزيد من الضمانات” قبل أن يتم هذا الأسبوع إعطاء الضوء الأخضر لاستئناف مباريات كرة القدم. وفي إسبانيا، يواصل اللاعبون تدربهم في مجموعات تصل إلى عشرة لاعبين على أمل انطلاق الدوري الإسباني من جديد في 12 يونيو. وبات الدوري الهولندي أول بطولة وطنية في دولة منضوية تحت راية الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، يتم إنهاؤها بشكل مبكر. ولم يتوج الاتحاد المحلي أي فريق باللقب، وجمّد الهبوط والصعود. وسارت فرنسا على خطى هولندا، لكن باريس سان جرمان تمكن من الاحتفاظ بلقب الدوري بعد الإعلان في نهاية أبريل عن إنهاء الموسم. وجاء القرار في أعقاب تصريحات لرئيس الوزراء إدوار فيليب أكد فيها تجميد النشاط الرياضي حتى سبتمبر. وأدى قرار الرابطة إلى هبوط تولوز وأميان إلى الدرجة الثانية، فيما سيصعد لوريان ولنس إلى الدرجة الأولى. وسيمثل فرنسا في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل كل من باريس سان جرمان ومرسيليا ورين. وإلى ذلك، قررت الحكومة البلجيكية تعليق منافسات كرة القدم حتى 31 يوليو، حالها كحال النشاطات الرياضية، ما ساهم في تسهيل مهمة رابطة الدوري في اتخاذ قرار إنهاء الموسم وتتويج بروج باللقب. وتوج بروج بفضل هذا القرار الذي أسقط أيضا فاسلاند-بيفيرين إلى الدرجة الثانية، بلقبه السادس عشر نتيجة تصدره للدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد 29 مرحلة من أصل 30 في الموسم المنتظم الذي تليه عادة مرحلة “البلاي أوف” بمشاركة أول ستة أندية في الترتيب. وقررت رابطة المحترفين في اسكتلندا (أس.بي.أف.أل) تتويج سلتيك بطلا للدوري المحلي للعام التاسع على التوالي، بعد إنهاء الموسم بشكل نهائي. وكانت كرة القدم الألمانية محط أنظار العالم بعدما باتت البوندسليغا أول بطولة محلية كبرى تستأنف نشاطها منذ التوقف الرياضي الكامل في مارس، وقد تكللت العودة بنجاح في ما يخص الالتزام بالقواعد الصحية الصارمة. وعلى الرغم من أن جميع المباريات أقيمت خلف أبواب موصدة وشهدت بعض الخرق البسيط للقواعد الصحية، فقد شدد مسؤول كبير في الدوري على ضرورة تذكير اللاعبين بالتزام التباعد الاجتماعي حتى وهم يحتفلون بتسجيل الأهداف. وخشيت الشرطة من أن يتجمع المشجعون خارج الملاعب خلال وبعد المباريات، إلا أن هذا الأمر لم يحصل في المرحلة الأولى بعد العودة. ارتياح كبير وضع بروتوكولات معينة لاسيما صحية وضع بروتوكولات معينة لاسيما صحية أعرب الرئيس التنفيذي للذراع الدولية لدوري البوندسليغا روبرت كلاين في حديث إلى وسائل إعلام عن “شعور كبير بالارتياح”، مضيفا “نريد إنهاء الموسم، لكننا ندرك بأنه تترتب علينا مسؤولية كبيرة لإتمام ذلك بشكل صحيح”. وقال كلاين “كان هناك حماس لرؤية دوري النخبة الكروي مرة أخرى. قال لي أحدهم ‘يبدو أن عيون العالم على البوندسليغا’، وأعتقد أن ذلك كان صحيحا. كنا محط متابعة في كولومبيا، غانا، جنوب أفريقيا وآسيا”. وأفادت شبكة “سكاي” المشفرة بأن جمهورا قياسيا بلغ ستة ملايين مشاهد في ألمانيا لمباريات بعد إتاحتها بعضا منها مجانا أمام المشاهدين، وذلك بانتظار أن يصدر العدد الإجمالي للذين تابعوا المباريات التسع لمرحلة بعد العودة. ومع تعطش مشجعي كرة القدم حول العالم للمباريات الحية التي توقفت بسبب جائحة كوفيد – 19، كانت أرقام المشاهدة المسجلة لمباراة دورتموند وشالكه في المكسيك والبرازيل وإيطاليا والأرجنتين أعلى بكثير من المعتاد. وفي المملكة المتحدة وصل عدد متابعي المباراة ذاتها على شبكة “بي.تي سبورتس” وقت الذروة إلى 652 ألفا، وهو رقم محترم جدا مقارنة مع الرقم القياسي لأكبر عدد مشاهدين لمباراة واحدة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدره 1.7 مليون مشاهد في ديسمبر 2018 للقاء ليفربول وأرسنال. ووصف كلاين الأسابيع القليلة الماضية بأنها “مثيرة، مليئة بالتحديات.. والتقلبات”، في إشارة إلى الخطة المفصلة الدقيقة التي وضعتها رابطة الدوري من أجل الحصول على الضوء الأخضر من السلطات لاستئناف الموسم. ومع ذلك، سجلت بعض الثغرات حيث انتقد وزير الدولة لمقاطعة بافاريا ماركوس سويدر طريقة احتفال لاعبي هرتا برلين بالتسجيل في مرمى هوفنهايم (3-0) ومعانقة بعضهما البعض في الجولة الـ27. كما تعانق عدد من لاعبي بوروسيا مونشنغلادباخ بعد تسجيل هدف في مرمى مضيفهم آينتراخت فرانكفورت (3-1). وعلّق سويدر بالقول “لم أحبذ ذلك (..) على اللاعبين احترام القواعد”. وأفادت رابطة الدوري بأنها لن تفرض أي عقوبات على المخالفين، لكن كلاين شدد على ضرورة أن يُرفع الصوت عاليا في ما يخص الالتزام بالقواعد الصحية، موضحا “في مفهوم النظافة، هناك مبادئ توجيهية للاحتفال ضمن معايير التباعد الاجتماعي”. وأضاف “يمكن للمرء أن يتخيل أنه في خضم اللحظة قد يقتربون (اللاعبون) من بعضهم بعد تسجيل هدف. لكني أعتقد أنه، بشكل عام، تم احترام المبادئ التوجيهية بشكل جيد في عطلة نهاية الأسبوع. إنها (القواعد) موجودة من أجل أن تنفذها الأندية. أنا أتحدث مع الأندية يوما بعد يوم للتذكير بما يجب القيام به..”. تذكير بالقواعد مولر: نحن الآن تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى مولر: نحن الآن تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى بعد فوز بايرن ميونخ المتصدر وحامل اللقب على مضيفه أونيون برلين 2-0 في الجولة الماضية، ذكّر مهاجم النادي البافاري توماس مولر نظراءه المحترفين بواجبهم كقدوة لأنه “بحسب ما أعتقد، نحن الآن تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى”. ومن المؤكد أن الجميع يحتاج إلى بعض الوقت للاعتياد على الاحتفال بالمرفق، الاحتياطيون يرتدون كمامات على مقاعد البدلاء، ويمكن سماع كل ما يتلفظ به اللاعبون في أرضية الملعب الخالية مدرجاته من المشجعين. وتطرق كلاين إلى ذلك بالقول “أعتقد أن الواقع الجديد سيكون الطابع الجديد لفترة. سنكون دون مشجعين حتى نهاية الموسم ومن المحتمل أن ندخل الموسم المقبل من دونهم أيضا”. ورأى “إلى أن تتم السيطرة على كوفيد – 19 بشكل كبير – من المحتمل ألا يحصل ذلك إلا عندما نجد اللقاح – سيبقى الوضع على ما هو عليه”. ويريد الدوري الهولندي الذي أنهى موسمه مبكرا من دون أن يعلن عن بطل له، اتباع المسار الألماني عندما يعاود نشاطه الموسم المقبل، في حين وصف رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس بطولة البوندسليغا بأنها “مثال يحتذى به”. وأكد كلاين أن الدوري الألماني سيكون سعيدا بمساعدة الدوريات الاحترافية الأخرى، مضيفا “نحن سعداء ليس بمشاركة البروتوكول الطبي وحسب، بل أيضا بالعمل الأوسع المتمثل في التمكن من الحصول على دعم السلطات المحلية والحكومة من أجل تطبيقه”. وختم “إنه نهج شامل مطلوب، ومن دون مشاركة جميع الأطراف، لن يكون الأمر ممكنا”. ودعا سياسي ألماني إلى التشدد في تطبيق البروتوكول الصحي المرافق لعودة مباريات دوري كرة القدم، بعد رصد مخالفات على هامش لقاءات شملت العناق والتقبيل احتفالا بالأهداف. وقال وزير الدولة لمقاطعة بافاريا ماركوس سويدر لقناة “سبورت 1”، إن “كرة القدم أمام مهمة هائلة لتكون نموذجا يحتذى به، لذا علينا احترام التعليمات والانتباه”. ووضعت رابطة الدوري بروتوكولا صحيا من 50 صفحة يشمل مختلف مناحي التدريب والمباريات وتصرف أفراد الفرق خارج حدود الملعب. ومن أبرز التوصيات فيه، احترام التباعد الاجتماعي خلال الاحتفال بالأهداف، ومنع المصافحة باليد بين اللاعبين. وعلّق سويدر بالقول “لم أحبذ ذلك (..) على اللاعبين احترام القواعد”. إلا أن مسؤولا أوضح عبر منشور مرفق بفيديو على حسابه على إنستغرام أنها “لم تكن قبلة أو احتفالا. أعتذر لأنني وضعت يدي على وجه ماركو غرويتش. كنت أعطيه التعليمات خلال تنفيذ ركلة ثابتة“. عرب تحت المجهر شهدت عودة منافسات البوندسليغا ظهور مجموعة من اللاعبين العرب مع أنديتهم وكان من بينهم المهاجم المصري عمر مرموش الذي جلس على مقاعد بدلاء فولفسبورغ خلال مواجهة أوغسبورغ، لكنه لم يحصل على فرصة المشاركة وتسجيل ظهوره الأول في البوندسليغا. وفي المقابل استحق الجزائري رامي بن سبعيني لقب نجم العرب الأسبوع الماضي بعدما قاد بوروسيا مونشنغلادباخ إلى الفوز خارج قواعده على آينتراخت فرانكفورت (3-1). ونجح الدولي الجزائري في صناعة هدف فريقه الثاني لزميله ماركوس تورام، قبل أن يضيف بنفسه الهدف الثالث من ركلة جزاء. كما ظهر المغربي أشرف حكيمي بمستوى جيد في أولى مباريات بوروسيا دورتموند بعد العودة وذلك خلال الفوز على شالكه برباعية نظيفة. ورغم عدم إسهامه في أي من أهداف فريقه بالمباراة، إلا أنه حصل على تقييم مرتفع (7.6) لتميزه على الجانب الدفاعي، وتمكنه برفقة لاعبي الخط الخلفي من الخروج بشباك نظيفة. وبلغت تمريرات الدولي المغربي الناجحة 89 في المئة، كما نجح في القيام بمراوغتين ناجحتين وأقدم على توجيه تسديدتين نحو مرمى الأزرق الملكي. وفي المقابل لم يظهر المغربي أمين حارث لاعب وسط شالكه بأفضل مستوياته كحال باقي زملائه خلال مباراة ديربي الرور. وظهر اللاعب التونسي إلياس السخيري بمستوى جيد مع فريقه كولن خلال مواجهة ماينز. وحاول الدولي التونسي مساعدة فريقه وقام بتوجيه 3 تسديدات نحو مرمى الخصم إلى جانب قيامه بنسبة تمريرات ناجحة بلغت 85 بالمئة.

مشاركة :