يعشق التراث بشغف يوثقه بالريشة واللون ، كاتبا بارعا باللهجة الشعبية لمنطقة جازان. هذا الفنان عاصر الماضي وعاش تفاصيله في طفولته ، وصباه وشبابه تشرب منه وبات مخزونا ثقافيا وتراثيا. يستلهم منه أفكاره وموضوعاته الفنية ، يجرك في أقل من ثانية إلى أتون ماضي الآباء والأجداد ،الى ذلك النسيج الاجتماعي البسيط الى حياة البساطة، والقناعة، والبراءة. يقذف بك قالب الدلح هذا الفنان الأصيل إلى أزقة القرية إلى منعطفاتها ،يجعلنا نتأمل الماضي من خلال لوحاته التراثية،، .المباني المبنية من القش والتي تسمى ( العشه)(الزرب) وهوالجدار اوالسور الذي يحاط به المنزل. جرة الماء والزير الذي بمثابة البراد او الثلاجة التي يشربون منها ، أولئك الناس في ذلك الزمن الجميل. الفنان قالب الدلح اظهر براعته كفنان تشكيلي مؤرخ للتاريخ الإجتماعي والحضاري في حقبة زمنية ماضية ، يعد موروثا أصيلا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل. أًرشف هذا الفنان حتى تفاصيل حياتهم الطبيعية من خلال الريشة واللون ، أبدع في نقلها للمتلقي في دقة وتمكن. للفنان قالب ادريس عبده الدلح، جداريه في أحد شوارع بيش تعد أطول لوحة على مستوى الوطن . أظهر فيها المباني الشعبية والحياة الإجتماعية و أدواتهم المنزلية والزراعية التي كانوا يستخدموها، وطريقة حياتهم خالية من أسباب الراحة والتقنية الحديثة هذا الفنان نجح في نقل موروث المجتمع الجازاني بكل دقة ومهارة . قالب الدلح معلم تربية فنية حصل على دبلوم التربية الفنية من مدينة الرياض في التسعينات ثم التحق بالعمل كمعلم تربية فنية في إبتدائية الزبير بن العوام في بيش ،ثم حصل على دبلوم عالي من المدينة المنورة وفي عام 1424 هجري واصل دراسته وحصل على بكالوريوس في التربية الفنية من كلية المعلمين بمنطقة جازان ثم استمر معلما يعطي بإخلاص وتفاني يتخرج من تحت يديه العديد من المواهب الفنية التي يفتخر فيها هذا الفنان القدير . تعددت مناصبه في مجال التعليم. معلما، ومديرا، ومشرفا تربويا ، خدم (37) سنه من عمره متفانيا ومخلصا لوطنه حتى تقاعد. والأن تفرغ لممارسة الفن التشكيلي وأيضا ككاتب بارع يؤرخ الموروثات الشعبية والحياة الاجتماعية في الماضي باللهجه الشعبيه القروية على اختلاف تنوعها في منطقة جازان بأسلوب قصصي مشوق وممتع .