دشّن معارضون إيرانيون حملات لاستعادة أموال الشعب المنهوبة، مطالبين بمحاكمة الملالي بعدما كشف النائب وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة عن دعم إيران نظام بشار الأسد بمبالغ ضخمة لا تقل عن 30 مليار دولار خلال الحرب السورية، كما طالب برلمانيون إيرانيون بإسقاط حكومة روحاني لسوء إدارة عدد كبير من الأزمات.وقال بيشة لموقع «اعتماد أون لاين» الحكومي: ربما قدمنا لسوريا تمويلًا يقارب 30 مليار دولار، ويتعيّن علينا أن نسترد أموال الشعب الإيراني التي أنفقت في سوريا».وأعرب بيشة عن مخاوفه على مستقبل نظامه، وقال: «أمامنا طريق صعب مليء بالتحديات» كما اعترف بأن رفع أسعار البنزين في نوفمبر 2019 كان تلبية لأوامر خامنئي وروحاني.وكشفت ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المملكة المتحدة، في ديسمبر 2017، عن الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين نظام الملالي والأسد، حيث تم تقدير حجم مدفوعات الديون السورية للملالي بمبلغ قدره 20 مليار دولار.ولا يشمل هذا المبلغ سوى النفط والائتمانات التي دفعتها الحكومة الإيرانية لسوريا خلال فترة حكم الأسد خلال الحرب، وتُقدر تكلفة النفط الذي قدمه النظام الإيراني لسوريا بحوالي 8 مليارات دولار.ولا يشتمل هذا المبلغ على المساعدات العسكرية والأسلحة التي قدمها نظام الملالي للأسد، وتُقدر تكلفتها بعدة أضعاف المبالغ المذكورة.واستنادًا إلى تقارير وردت من داخل النظام الإيراني، لا سيما من الحرس الثوري والجيش، قدّر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يوليو 2016 أنّ النظام الإيراني كان قد نشر 70 ألف مقاتل في سوريا.بالإضافة إلى القوات الإيرانية، ويشمل هذا الرقم القوات شبه العسكرية من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، وقاد الحرس الثوري الإيراني المعركة البرية في سوريا ونظّم أيضًا ميليشيا موالية لقوات الأسد.وفضلًا عن القوات العسكرية، أشرك النظام الإيراني أيضًا في الحرب السورية جميع الكيانات الحكومية ذات الصلة، وخلال السنوات الخمس الماضية أنفقت طهران 100 مليار دولار على الحرب السورية، ويتم تحويل الجزء الأكبر من هذه الميزانية السرية إلى سوريا مباشرة من مكتب خامنئي.من جانب آخر، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية للمقاومة الإيرانية موسى أفشار إن تصريحات خامنئي والحديث عن استقالة روحاني تؤكد اشتداد الأزمة الداخلية للنظام والظروف المستعصية التي زاد من شدة تأزمها الاختناق الاقتصادي، فضلًا عن انعدام عائدات النفط، والعقوبات المتزايدة، والعزلة السياسية غير المسبوقة إقليميًا ودوليًا، والظروف المتفجرة للمجتمع التي تفاقمت بسبب أزمة كورونا والخسائر البشرية الجسيمة، الأمر الذي دفع خامنئي للتفكير بجدية في إيجاد مخرج من هذا الوضع المتأزم.ويرى أفشار أن وضع النظام وأزماته الشاملة، التي اعترف بها روحاني وغيره من قادة النظام مرارًا وتكرارًا، هي أولًا وقبل كل شيء نتاج انتفاضات يناير 2018 وانتفاضة نوفمبر 2019، وفي المقام الثاني، هو نتاج أزمة كورونا، التي ستؤثر بشكل جدلي على الانتفاضة وقواها الدافعة، وستصل إلى نفس الطريق الذي يخشاه خامنئي.
مشاركة :