شهدت الأسهم الأمريكية تعاملات متقلبة أمس بعد أداء قوي الشهر الماضي، إذ صار المستثمرون حذرين في ظل احتجاجات شعبية في شتى أنحاء البلاد ضد العنصرية واندلاع توتر بين واشنطن وبكين. وبحسب "رويترز"، هبط مؤشر داو جونز الصناعي 40.12 نقطة، بما يعادل 0.16 في المائة، إلى 25342.99 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، 11.46 نقطة، أو 0.38 في المائة، إلى 3032.85 نقطة، ونزل مؤشر ناسداك المجمع 18.45 نقطة، أو 0.19 في المائة، إلى 9471 نقطة. من جهة أخرى، ارتفعت الأسهم الأوروبية أمس، إذ دفعت علامات على تعافي المصنعين في القارة المستثمرين إلى مواصلة شراء الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية. وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع 1.1 في المائة، ليبلغ أعلى مستوياته منذ 9 آذار (مارس)، حتى مع تأثر نشاط التداول بعطلات للأسواق في ألمانيا وسويسرا والدنمرك والنرويج. وقادت القطاعات الشديدة التأثر بالنمو والتي تضررت من أزمة فيروس كورونا، المكاسب إذ قفز قطاع السفر والترفيه 3 في المائة، في حين ارتفعت أسهم البنوك وشركات التعدين والنفط والغاز في نطاق من 2 في المائة إلى 2.6 في المائة. وبينما ظل نشاط المصانع منكمشا بشكل حاد في أنحاء أوروبا في أيار (مايو)، قال مديرو المشتريات إن المستويات المتدنية في نيسان (أبريل) انتهت، إذ بدأت الحكومات تخفيف إجراءات العزل الصارمة التي تسبب فيها فيروس كورونا. واستهلت الأسواق العالمية حزيران (يونيو) بشكل إيجابي مع تعافي مؤشر ستوكس 600 بنحو 32 في المائة منذ أن سجل أدنى مستوياته في آذار (مارس)، إذ ساعدت على تحسن الإقبال على المخاطرة آمال في لقاح لكوفيد-19 وتخفيف إجراءات العزل العام وتوقعات بمزيد من التحفيز من البنك المركزي الأوروبي الذي من المنتظر أن يجتمع الخميس المقبل. وفي آسيا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر أمس، بعد أن جاءت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للصين فيما يتعلق بقوانين أمنية جديدة أقل خطرا من المتوقع. وزاد مؤشر نيكاي القياسي 0.8 في المائة ليسجل 22062.39 نقطة، في أعلى إقفال له منذ 26 شباط (فبراير). وقادت موجة الصعود عمليات تغطية للمراكز المدينة بعد أن تخوف المستثمرون من أن يلغي ترمب اتفاق التجارة الذي أبرمه مع الصين أو يدعو إلى إنهاء فوري للمزايا الممنوحة لهونج كونج بعد أن صدق البرلمان الصيني على تشريع أمني جديد للمدينة شبه المستقلة الأسبوع الماضي. وقال جون فيل، كبير الاستراتيجيين لدى "نيكو" لإدارة الأصول، "ما زالت هناك عقبات عديدة في الطريق، لكن من الواضح أن الرئيس ترمب سيحاول تحاشي تكدير الأسواق لحين انتخابه ما لم تكن هناك ضرورة ملحة بالفعل"، وفقا لـ"رويترز". ويركز المستثمرون الآن على تعافي الاقتصاد العالمي مع إعادة بعض الدول فتح اقتصاداتها تدريجيا، العامل الرئيس وراء صعود السوق منذ أواخر آذار (مارس). وخففت العاصمة طوكيو القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا أمس، لتسمح بإعادة فتح قاعات الألعاب الرياضية والمسارح في إطار عملية تدريجية. وكانت قطاعات السمسرة المالية والمنتجات المعدنية عالية الارتباط بالدورة الاقتصادية من بين الأفضل أداء في البورصة اليابانية، وصعد مؤشرا القطاعين 1.6 و1.3 في المائة على الترتيب. وأبلت الأسهم المرتبطة بصناعة الرقائق بلاء حسنا هي الأخرى بعد أن ارتفع مؤشر فيلادلفيا الأمريكي لأشباه الموصلات 2.7 في المائة يوم الجمعة الماضي، بفضل الآمال في طلب قوي يرتبط بتقنيات جديدة مثل اتصالات الهاتف المحمول من الجيل الخامس. وزادت أسهم "سكرين هولدنجز" 4.7 في المائة و"طوكيو إلكترون" 4.4 في المائة و"أدفانتست" 5.8 في المائة. وتقدم مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3 في المائة إلى 1568.75 نقطة. وفي الشرق الأوسط، ارتفعت البورصات الرئيسة في الخليج مع تنامي التفاؤل إزاء تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا وهو ما عزز الشهية للمخاطرة. وارتفع مؤشر دبي 1.5 في المائة ليسجل 1974 نقطة، مع صعود أكبر بنوك الإمارة، بنك الإمارات دبي الوطني، 2.8 في المائة وتقدم سهم "إعمار العقارية" 1.6 في المائة. ورفعت دبي، الأسبوع الماضي، القيود المفروضة على الانتقال وسمحت باستئناف أنشطة الشركات. وكانت الإمارات، التي علقت دخول غير المواطنين في 19 آذار (مارس)، قد قالت الشهر الماضي إنها ستبدأ قريبا السماح بالدخول لحملة الإقامات السارية العالقين في الخارج الذين لهم عائلات في الإمارات. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن المقيمين الذين لهم عائلات في الإمارات سيبدأون في العودة من أول حزيران (يونيو). وزاد مؤشر أبوظبي 0.7 في المائة إلى 4171 نقطة بدعم من صعود سهم "اتصالات" 1.2 في المائة وسهم بنك أبوظبي التجاري 3.4 في المائة. وارتفع مؤشر قطر 2 في المائة مسجلا 9020 نقطة. واستقر مؤشر البحرين عند 1270 نقطة. وتراجع مؤشر مسقط 0.3 في المائة ليسجل 3535 نقطة. وزاد مؤشر الكويت 0.3 في المائة إلى 5438 نقطة. وفي القاهرة، ارتفع المؤشر الرئيس للبورصة المصرية 0.1 في المائة إلى 10227 نقطة مع تذبذب الأسهم القيادية بين الصعود والهبوط. وارتفع سهم "المصرية للاتصالات" 10 في المائة بعد أن وقعت الشركة اتفاقات مع "اتصالات مصر".
مشاركة :