العقم العصي على التشخيص مصدر الإكتئاب والعجر لدى الأزواج | | صحيفة العرب

  • 6/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكافح الكثير من الأزواج من أجل الإنجاب في رحلة طويلة وشاقة يغزوها الأمل والألم النفسي بالإضافة إلى ضرورة توفير الكثير من المال للعلاج، ويعطي تشخيص الأطباء لأسباب العقم أملا كبيرا في العلاج والإنجاب، إلا أن عدم القدرة على تحديد أسباب العقم وتشخيص الأطباء العقم بغير المبرر من العوامل التي تجعل الأزواج يشعرون بالعجز والضياع والإحباط. دبي- حين يواجه الأشخاص أي مشكلة في حياتهم وتكون الأسباب لهذه المشكلة غير واضحة أو مبررة فإن ذلك من شأنه أن يثير حالة من الإحباط في كثير من الأحيان. وغالبا لا يقتصر الأمر على الشعور بالإحباط فحسب، بل تتولد مشاعر من الاكتئاب والقلق والشعور بالعجز أيضا. وتعد ظاهرة العقم غير المبرر إحدى تلك المشكلات، التي تؤدي لظهور تلك المشاعر. ويعاني حوالي 30 في المئة من الأزواج في جميع أنحاء العالم من العقم الذي يتم تشخيصه ضمن حالات العقم غير المبرر؛ حيث لا يمكن اكتشاف السبب الجذري بسهولة باستخدام الطرق الحالية المعتادة، وفق الدكتور هومان فاطمي، المدير الطبي لعيادات آي.في.آي ميدل إيست بالإمارات العربية المتحدة. وأوضح الخبراء أنه بالنسبة للزوجين العاديين تبلغ فرصة الحمل في أثناء دورة معينة حوالي 20 في المئة إنما بالنسبة للأزواج الذين يعانون من عقم غير مبرر، فإنها أقرب إلى فرصة تتراوح بين 1 إلى 4 في المئة من دون علاج. ومع ذلك، فإن الأزواج الذين يعانون من العقم الغير المبرر يتمكّنون من الحمل بنسبة 50 في المئة بشكل طبيعي في غضون 12 شهرا من تشخيص حالتهم، كما أن فرص الحمل بشكل طبيعي تتزايد عند أغلب النساء بعد أول حمل. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الكثير من السيدات المصابات بالعقم في البلدان النامية يعتبرن أن الحياة دون إنجاب الأطفال تخلو من الأمل. وأفادت أنه من المحتمل أن يتسبب العقم عند الذكور في ما يقارب 50 في المئة من حالات فشل الزوجين في الحمل، إلا أن العبء الاجتماعي يقع على نحو غير متناسب على المرأة، مشيرة إلى أنه عندما لا يكون الزوجان قادرين على الإنجاب، يجوز للرجل طلاق زوجته أو اتخاذ زوجة أخرى إذا كانا يعيشان في ثقافة تسمح بتعدد الزوجات. ولفتت إلى أنه في العديد من الثقافات، تعاني السيدات اللواتي ليس لديهن أطفال من التمييز والنبذ ووصمة العار، وكشفت إحدى الزوجات أن أقاربها لا يتوقفون خاصة عند اجتماعهم عن الحديث عن أطفالهم أو كون إحداهن حاملاً وتتنظر مولودا، وقالت “تلك هي اللحظات التي أشعر فيها بأني معزولة تماماً. في كثير من الأحيان لا ينظر الأفراد إليك كإنسان. لا يوجد احترام”. وأضافت “على المرأة في مثل حالتي أن تتحمل في كثير من الأحيان علاقات خارج إطار الزواج ينزع الأزواج لإقامتها. لقد سمعت نساء أخريات تتحدثن أننا مصابان باللعنة”. الحياة دون إنجاب الأطفال تخلو من الأمل الحياة دون إنجاب الأطفال تخلو من الأمل وأكد خبراء أنه يمكن أن تصل الوصمة في بعض البلدان إلى الدرجات القصوى فيُنظر إلى الناس المصابين بالعقم على أنهم عبء على الرفاه الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع. تمتد الوصمة لتشمل عدداً أكبر من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأشقاء والآباء والأصهار، الذين يشعرون بخيبة أمل عميقة لفقدان استمرارية أسرتهم ومساهمتهم في مجتمعهم؛ مما يُضخم الشعور بالذنب والعار الذي يشعر به الفرد العقيم. وقد تظهر أيضا مجموعة من المشكلات الطبية لحدوث العقم غير المبرر مثل: بطانة الرحم المهاجرة، والعديد من أمراض المناعة الذاتية ومرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية وغيرها من العوامل الأخرى. وقال الدكتور فاطمي “نحن نقوم بعدة فحوصات طبية لتحديد العوامل، التي قد تسبب مشكلة العقم لدى كلا الزوجين. وغالبا ما يؤدي تشخيص العقم غير المبرر إلى إثارة حالة من عدم رضا لدى الأزواج؛ حيث تظهر نتائج الاختبارات الأولية عدم وجود أي أسباب مانعة وأن كل شيء يبدو طبيعيا، وبالرغم من ذلك لا يحدث الحمل حتى بعد سنوات من المحاولة. لهذا كان البحث في معرفة الأسباب الرئيسية للعقم أفضل طريق للحصول على علاج أكثر فعالية”. وأضاف فاطمي “نتفهم جيدا حالة الإحباط، التي يصاب بها الزوجان بعد إبلاغهم بعدم وضوح أسباب للعقم خاصة مع رغبة الأزواج ولهفتهم لتحقيق حلمهم في إنجاب طفل، ولكننا في الوقت ذاته نطلب منهم إجراء مجموعة من الاختبارات للتوصل وتحديد العوامل، التي تسببت في صعوبة إتمام الحمل بالنسبة لهم، وهذا يتطلب منهم إجراء فحوصات واختبارات تشخيصية مفصلة لتحديد السبب بدقة وتقرير خطة العلاج المناسبة”. وتتمثل أبرز الأسباب، التي تؤدي للعقم غير المبرر، في سوء نوعية البويضات وقلة جودتها، وسوء نوعية الحيوانات المنوية، وفشل الإخصاب؛ حيث تعد تلك الأمور بعض أهم العقبات غير الواضحة، التي تحول دون حدوث الحمل الطبيعي ولا يمكن رصدها في البداية. وبعد الوصول إلى التشخيص الصحيح، يقرر الأزواج المضي قدما في العلاج المحدد؛ حيث يمتلكون رؤية أكثر وضوحا لاتخاذ قرارات مستنيرة. وبالرغم من أهمية تطبيق نمط الحياة الصحية والتغييرات الغذائية اللازمة لزيادة فرصهم في حدوث الحمل، تساعد علاجات الخصوبة المتقدمة العديد منهم على الوصول إلى حلم الأبوة والأمومة بشكل أسرع. ويخلط الكثير من الأزواج غالبا بين التلقيح داخل الرحم مع تقنية الإخصاب خارج الجسم؛ فطريقة التلقيح داخل الرحم هي علاج يتلخص في وضع الحيوانات المنوية للزوج داخل رحم الزوجة لتسهيل الإخصاب؛ حيث يهدف هذا الإجراء إلى زيادة عدد الحيوانات المنوية، التي تصل إلى قناتي فالوب وبالتالي زيادة فرصة الإخصاب للوصول إلى الحمل. 30 في المئة من الأزواج في أنحاء العالم يعانون من العقم الذي يتم تشخيصه بالعقم غير المبرر على عكس العملية التي يتم فيها وضع الحيوانات المنوية في الرحم ويحدث الإخصاب داخل رحم الزوجة، يتضمن الإخصاب خارج الجسم الجمع بين البويضات والحيوانات المنوية في المختبر. وبمجرد أن يتشكل الجنين أو الأجنة ويتم إجراء الاختبارات الجينية للتأكد من صحة الجنين، يتم زرع أصح هذه الأجنة في الرحم لاستكمال الحمل. وينصح الأطباء بأخذ “كلوميد” بالتزامن مع إجراء التلقيح داخل الرحم وفي بعض الحالات ساعد العديد من الأزواج على الحمل بالفعل. أما في حال تكررت المحاولات ولم يحدث الحمل ينصح خبراء الخصوبة بالتحرك للخطوة التالية والخوض في المزيد من علاجات الخصوبة الأكثر تقدما. ويشير خبراء الخصوبة إلى أنهم في كثير من الحالات يكتشفون خلال عملية الإخصاب خارج الجسم ضعف نوعية البويضات، وضعف الإخصاب، وقضايا فشل الأجنة والزرع فقط أثناء استمرار عملية الإخصاب خارج الجسم، وهي تفاصيل لم تكن لتكتشف إلا من خلال تقنية الإخصاب خارج الجسم في المختبر، وبهذه الطريقة تعمل عملية الإخصاب خارج الجسم كأداة تشخيصية. واختتم الدكتور فاطمي قائلا “من خلال اكتشاف عوامل العقم لدى الزوجين من خلال الإخصاب خارج الجسم تصبح لدينا القدرة على زيادة تحسين استراتيجية العلاج. وهذا بدوره يؤدي إلى فرص أفضل للحمل الناجح والولادة الحية الصحية مستقبلا. لهذا تظل تقنية الإخصاب خارج الجسم خطوة هامة في صميم العلاج، وهي طريقة تؤدي في الكثير من الأحيان إلى معدلات حمل أفضل بالمقارنة مع غيرها من العلاجات الإنجابية المساعدة البسيطة”.

مشاركة :