نيويورك- أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، مكالمة هاتفية يوم الجمعة، وفق شبكة “سي أن أن” . ونقل موقع “أكسيوس” وقناة “سي.أن.بي.سي” عن مصادر قولها إن المحادثة بين الرجلين كانت “مثمرة”. واعتبرت الباحثة في كلية الحقوق في هارفرد إيفلين دويك أن تلك المكالمة مع الرئيس تضرب مصداقية “الحيادية” المزعومة لدى فيسبوك. وكما خبراء آخرين، تساءلت دويك حول مدى قدرة “مجلس الرقابة” الجديد الذي استحدث مؤخرا في فيسبوك على التدخل. وكتب “مجلس الرقابة” الذي أنشئ الشهر الماضي في تغريدة “نحن مدركون لحقيقة أن الناس يريدون من المجلس البت في العديد من المسائل المهمة المتعلقة بالمحتوى”. وفي منشور عام على فيسبوك يوم الجمعة، أوضح زوكربيرغ سبب عدم اتخاذ فيسبوك أي إجراءات تجاه منشورات لترامب على فيسبوك وإنستغرام، هدد فيها بأن عمليات “النهب” في مينيابوليس، ستتسبب بعمليات “إطلاق النار”، مع تصاعد حدة الاحتجاجات إثر وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما ضغط ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه. وقال زوكربيرغ في منشوره إنه كان يواجه “صعوبة في الرد على تغريدات الرئيس ومنشوراته طوال اليوم”، مضيفاً “أنا شخصياً لدي رد فعل سلبي عميق تجاه هذا النوع من الخطابات المؤججة والمثيرة للخلافات. لكنني مسؤول عن ردة فعل ليس بصفتي الشخصية، بل كرئيس لمؤسسة ملتزمة بحرية التعبير”. وكان تويتر قد وصف المنشور ذاته الذي غرده ترامب بأنه “يمجد العنف”. وأضاف زوكربيرغ في منشوره أنه “على عكس تويتر، ليست لدينا سياسة لوضع التحذيرات أمام المنشورات التي قد تحرض على العنف، لأننا نعتقد أنه إذا كان المنشور يحرض على العنف، فيجب أن تتم إزالته بصرف النظر عما إذا كان يستحق النشر، حتى لو كتب من قبل أحد السياسيين. تواصلنا مع البيت الأبيض (…) لشرح هذه السياسات أيضاً”. وأثار قرار زوكربيرغ جدلا ضمن شركة فيسبوك، حيث استخدم بعض الموظفين المنصة لانتقاد زوكربيرغ. وقال راين فريتاس، مدير تصميم المنتجات، “مارك مخطئ، وسأبذل قصارى جهدي لأجعله يغيّر رأيه”. وكتب مدير التصميم جايسون ستيرمان “لا أعرف ماذا أفعل، لكنني أعلم أن عدم القيام بأي شيء غير مقبول، وأختلف تمامًا مع قرار مارك بعدم فعل أي شيء حيال منشورات ترامب الأخيرة والتي تحرض بوضوح على العنف، لا ينبغي أن يكون هناك موقف محايد من العنصرية”. ويشار إلى أن الرسائل العامة للموظفين ليست كلها معادية لزوكربيرغ، حيث يحاول بعض الموظفين الدفاع عن قرار الرئيس التنفيذي، ومن ضمنهم أحد كبار المسؤولين التنفيذيين أندرو بوسورث الذي كتب رأيه الخاص لدعم حركة “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter)، لكنه لم يعلق على إجراءات الشركة.ومن المعروف أن بوسورث نشر رسالة داخلية في عام 2016 تبرر نمو فيسبوك، حتى لو أدى ذلك إلى تعرض الأشخاص للضرر أو القتل. وتفيد التقارير بأن الموظفين قد استخدموا منصة الرسائل الداخلية للشركة في محاولة للضغط على الإدارة بشأن قرارها ترك المشاركة.
مشاركة :