واشنطن - يصف الصحافيون والمراسلون الذي يغطون الاحتجاجات في عدة مناطق أميركية، ما يعيشونه بأنه أشبه بالرعب، مع استهدافهم بشكل مباشر. وجاءت الاعتداءات وسط التصريحات المعادية لوسائل الإعلام التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستهدفت مؤسسات إعلامية تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي. فقد اعتدى متظاهرون على ليلاند فيترت مراسل قناة فوكس الإخبارية، الذي يملك خبرة في العمل في مناطق الحرب، وطاقم العاملين معه بالقرب من البيت الأبيض، الجمعة الماضي، بعد أن اكتشفوا أنه يعمل لقناة فوكس. وقال فيترت في مقابلة مع رويترز الأحد “لم أشعر بمثل هذا الرعب منذ وجدت نفسي وسط حشد من الغوغائيين انقلبوا علينا في ميدان التحرير” بالقاهرة. وأشار فيترت إلى أن الصورة العامة لوسائل الإعلام تدهورت خلال الفترة التي قضاها في تغطية الأحداث في الشرق الأوسط. وأضاف “شهدنا حدوث هذه النقلة حيث انقلب من كنا ننقل أخبارهم من السعادة بوجودنا لنقل حكاياتهم إلى اعتبارنا أهدافا محتملة… ونحن الآن نشهد هذه النقلة نفسها في أميركا وهو شيء مرعب”. ومنذ تولي ترامب منصبه في 2017 دأب على مهاجمة وسائل الإعلام. وقالت كورتني رادش المديرة بلجنة حماية الصحافيين “ثمة حملة افتراء من جانب الرئيس ترامب على وسائل الإعلام”. وأضافت أن ذلك يحدث أيضا لأن المحتجين “يريدون التحكم في سرد موقفهم أيضا. الكل يريد التوجه مباشرة للشعب بروايته للأحداث”. وكتب ترامب الأحد في تغريدة على تويتر “وسائل الإعلام العرجاء تبذل كل ما في وسعها لبث الكراهية والفوضى. وما دام الكل يفهم ما تفعله وأنها أخبار كاذبة وأنهم أشرار حقا لهم برنامج يثير الاشمئزاز، فبإمكاننا شق طريقنا إلى العظمة غير عابئين بهم”. وكان بعض أنصار ترامب قد هونوا في السابق من الهجوم على وسائل الإعلام وعلى دور الرئيس فيه قائلين إن وسائل الإعلام أضعفت مصداقيتها بالتغطية الإخبارية المنحازة. وقال براون إن ترامب “لم يكن الشرارة الوحيدة” لكن “سيكون من المفيد كثيرا أن يتوقف عن مهاجمة الصحافيين”. ويقول الخبراء الإعلاميون إن مشاهدة الصحافيين أثناء القبض والاعتداء عليهم على شاشات التلفزيون تبعث برسالة للمشاهدين مفادها أنه لا تداعيات للعنف. Thumbnail وقد اعتذر حاكم مينيسوتا بعد القبض على صحافيي “سي.أن.أن” كما اعتذرت شرطة لويزفيل لاستهداف الصحافية راست لكونها مراسلة. لكن لم تُتخذ أي إجراءات بحق ضباط الشرطة المعنيين حتى الآن. وأدانت قناتا “فوكس” و”سي.أن.أن” الاعتداءات على مراسليهما وعلى غيرهما من العاملين في حقل الإعلام. وقالت متحدثة باسم رويترز إن المؤسسة تستهجن بشدة إطلاق الشرطة الرصاص المطاطي على فريقها في مينيابوليس وإنها تبحث الأمر مع السلطات. ومساء الجمعة تابع المشاهدون مصور قناة “سي.أن.أن” عمر خمينيز وطاقمه أثناء إلقاء القبض عليهم على الهواء مباشرة أثناء تغطية احتجاج في أعقاب مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس. والسبت، أثناء اشتباك محتجين مع الشرطة في مختلف أنحاء البلاد صرخت المراسلة كايتلين راست من محطة الإذاعة في لويزفيل بولاية كنتاكي “أتعرض لضرب النار! أتعرض لضرب النار” وصورتها الكاميرات بينما كانت الشرطة المحلية تستهدفها هي وطاقم العاملين معها بكرات الفلفل من مسافة قريبة. وخلال فترة ثلاثة أيام وثقت مؤسسات تتابع العنف الذي يستهدف الصحافة حوالي 24 عملا من أعمال العنف منها حادث وقع مساء السبت في مينيابوليس أصيب خلاله خوليو سيزار شافيز الصحافي برويترز ورودني سيوارد المستشار الأمني برويترز بالرصاص المطاطي. وقال بعض الخبراء الإعلاميين إن ما بدا اعتداءات منعزلة على الصحافة في تجمعات سياسية واحتجاجات من لوس أنجلس إلى مينيابوليس إلى نيويورك خلال السنوات القليلة الماضية ازداد حدة مع تراجع الثقة في وسائل الإعلام مقتربة من أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات.
مشاركة :