رأي الشرق رغم تنفيذه عملية دموية مؤخراً في الكويت؛ لايزال تنظيم «داعش» الإرهابي عاجزاً عن اختراق اللُّحمة الوطنية الخليجية، التي كشفت الحوادث المتكررة عن صلابتها أمام محاولات ضربها، وإحداث الفوضى التي يتمناها الإرهابيون. الجسد الخليجي يُثبت مجدداً أنه عصيٌّ على محاولات الاختراق، ويترجم هذه الصلابة حالة التضامن، التي شملت جميع شعوب دول مجلس التعاون، وحكامها. هذه الشعوب أدركت بوعيها المتزايد أن الإرهاب يستهدف منجزات، ومكتسبات تحققت على مدى عقودٍ مضت، وبالتالي كان قرارها الفوري هو الاصطفاف مع الإجراءات الحكومية، والقادة للحيلولة دون أن يجد «داعش» موطئ قدم له في هذه الأرض، التي تعرف التسامح، والتعايش منذ القِدَم. الحالة الخليجية تختلف عن العراقية، والسورية، وهو ما لم يدركه الإرهاب، فالمقدمات مختلفة، والمخرجات أيضاً مختلفة. ليس في حكام دول مجلس التعاون مَنْ يقمع شعبه على غرار بشار الأسد في سوريا، وليس فيهم مَنْ يتعامل بسياسة عنصرية مثل حكومة نوري المالكي في العراق. في الوقت نفسه؛ هناك تنمية، ومشاريع عملاقة، وازدهار اقتصادي، وهو ما تشهد به التقارير الدولية، التي تتناول وضع اقتصادات دول الخليج. الخليجيون يدركون أنهم مستهدفون في أمنهم، ومكتسباتهم، لذا نجدهم مع كل حادث يعبِّرون قولاً وفعلاً عن وحدتهم، وتماسكهم، الذي يُبهر المراقبين. أخيراً؛ نتمنَّى للعراقيين، والسوريين، التخلص من آفة الإرهاب الأسود، ومن بطش، وقمع الميليشيات الرسمية وشبه الرسمية، ولا نتجاهل حقيقة أن كل انحدار أمني، وسياسي في هذين البلدين يؤثر في المحيط الإقليمي.
مشاركة :