تكمن مشكلة الجيل الثاني والثالث فيما يتعلق بتشكيل هوياتهم وإصلاحها وتوازنها والتي تنقسم لهوية الحدود وارتباط المهاجر الفعلي بالأرض والهوية العرقية والتي تتحدد بتراث الأجداد وثقافات الآباء وأصولهم.نعلم جيدا أنه عندما يتحرك المهاجرون عبر حدود الوطن فإنهم يحملون معهم قيمهم ومواقفهم، ديانتهم ومعتقداتهم لكنهم يخضعون للتحول المستمر عن طريق التكيف مع البيئه الجديده وبالتالي فإن التعرف علي الذات غير مستقرة فيواجهون توترات واستبعادات متعددة نتيجة النزعة القومية داخلهم. ينتقل الشخص من مكان لآخر للدراسة أو تبادل الثقافات أو السياحة أو البحث عن الرزق، ولكن الغالبية العظمي يظل انتماؤهم إلي وطنهم الاصلي الذي ولدوا فيه ومن هنا تأتي مشكلة الجيل الثاني والثالث والرابع أيضا. فهم أيضا ولاؤهم للأرض التي ولدوا عليها ووفرت لهم جميع الاحتياجات المعيشية والمادية والتعليمية. ولكن عندما تري الأجيال الجديدة مدي الأهل بالوطن الأم وأنه شغلهم الشاغل، دائمين التفكير فيه، يعودون اليه متي سنحت الفرصه إلي ذلك فينمو لديهم الشعور بالارتباط بالبلد التي فيها الأهل والأصدقاء...البلد التي يتمتع ناسها بنفس العادات والتقاليد التي تربوا عليها.هذا يؤكد علي ان ازدواج الجنسيه او المعيشه في بلد مختلفه لايحول دون الانتماء الحقيقي الحقيقي للوطن مهما توالت الأجيال. فمما لاشك فيه انه يقع علي عاتق الاهل مسئوليه كبيره في غرس ثقافة البلد الام في الأطفال واصطحابهم في زيارات متعدده منذ الصغر وتنمية علاقاتهم الاجتماعيه مع افراد الاسره الممتده والبعيده خاصة في المرحله الأولي من العمر والتي تعتبر مرحله حرجه في التربيه وغرس المبادئ الأساسية، ولكن في نفس الوقت محاولة إيجاد ارضيه مشتركه للارتكاز عليها مع الأبناء لتخلق الموازنه بين ربطهم بالوطن واعراف البلد المضيفه حتي يكسب جميع الأطراف.ويبقي موضوع المستقبل الفكري والثقافي هو الشغل الشاغل للاهل فيتم تسجيلهم في مدارس عربيه يذهبون اليها في العطلات الاسبوعيه وانشاء صداقات بينهم وبين أبناء العائلات المصريه والعربيه حتي يكتسبوا المهاره اللغويه لمعادلة تأثير البيئه المحيطه والتي يتحدثون فيها اللغه الانجليزيه. ورغم محاولة ابناؤنا مجاملتنا بالخضوع لرغباتنا قدر الامكان ولكن هذا لاينفي رغبتهم القويه بالانتماء إلي ثقافة البلد التي يعيشون فيها .وسيظل صراع الجذور والهويه والانتماء مع اولادنا واطفالنا قائم وكذلك الصراع بين الوطن البديل والوطن الأصيل.
مشاركة :