عبّر عدد من المثقفين والإعلاميين عن بالغ حزنهم على رحيل الكاتب الأستاذ محمد عبدالواحد، والذي انتقل إلى رحمة الله يوم أمس الأربعاء. وقالوا في تصريحات لـ «المدينة» إن الفقيد كان من الكتّاب المميزين، وصاحب قلم جريء وهادف، ويملك روحًا خفيفة، ومشواره العملي حافل بالعطاء في كل المجالات التي عمل بها. هذا وقد تم دفن الفقيد عبدالواحد أمس بمقابر الفيصلية، وسوف يقام العزاء في جدة بمنزل شقيقه السفير متقاعد حسن عبدالواحد بحي الشاطئ3 بطريق الملك بعد المشفى خلف مطعم السيجان. يقول الإعلامي محمد الوعيل: محمد عبدالواحد فقدته الصحافة وفقده المجتمع وهوكاتب متميز بجرأته وآماله وطموحاته، عرفته الصحافة منذ زمن فهومن الرعيل الأول الذين بدأوا الصحافة عندما كانت في مرحلة الأفراد قبل التحوّل لمؤسسات، وكان من أبرز الأقلام، وساهم في الكتابة في صحف المدينة والبلاد وعكاظ واليوم والمسائية، وكان قلمه متميزًا بالجرأة والمصداقية والوطنية، وقد عرفته المنتديات الأدبية والصوالين الأدبية بطروحاته وجرأته، وأجزم أن محمد عبدالواحد خسرته الصحافة والثقافة، وجمعتني به رحلات كثيرة وتذوقنا الألم والسهر، عرفته موظفًا في السفارة السعودية في ألمانيا وكان نعم الرجل، وعرفته طالبًا في لندن فكان نعم الطالب عاشقًا للرحلات، وكانت آخر محطاته في الرحلات القاهرة ولا زلت اتذكر مجلسه في الفندق عندما يتحول الى صالون أدبي، وكان وفيًا لأصدقائه ومحبًا لزملائه، رحم الله محمد عبدالواحد فقد فقدنا أبا منصور صديقًا وزميلًا واستاذًا. كما قال الكاتب عبدالله خياط: محمد عبدالواحد صديق عزيز وأخ وقد عمل معنا في عكاظ منذ نشأتها وكان محترفًا عندما يكتب بحيث يصل إلى مبتغاه دون أن يؤخذ عليه أحد مأخذًا فيما كتبه، فهوشخصية فكاهية لا يكاد يدخل مجلسًا إلا وتحوّل إلى صراخ وضحك بسبب روحه الفكاهية، رحم الله محمد عبدالواحد وأسكنه فسيح جناته. وقال الدكتور عبدالرحمن العرابي: بداية أترحّم على فقيد الأدب وأُقدم عزائي فيه إلى أبنائه وزوجته وأصدقائه ممن حوله، فقد كان الفقيد ذا قلم يميزه عن غيره من الكتّاب والصحفيين، وكان من أساليبه المتبعة في الكتابة هوأنه يقوم بإشراك اللهجة العامة بالعربية الفصحى في نصوصه بشكل أدبي، كيف لا وهومن أحد الروّاد في هذا المجال ومن الكُتاب القدامى الذين عاصروا الماضي والحاضر، كما أنه كان ذا روح مرحة وصاحب قلب أبيض بالرغم من حدة أسلوبه، فمن حوله يعلم أنه بالرغم من ذلك لم يكن يحمل الضغينة أوالحقد على أحد. وقال الشاعر إبراهيم مفتاح: رحم الله فقيد الوطن بصفة عامة وفقيد منطقة جازان بصفة خاصة الكاتب محمد عبدالواحد فقد فقدت الساحة قلمًا أنيقًا وروحًا خفيفة، وهو من الأقلام التي عاشت زمنا طويلا وتنقلت بين كثير بين المطبوعات والجرائد، وعندما أتحدث عنه اليوم ربما لا أستطيع أن أوفيه حقه كقلم نشط وقلم عبّر عن كثير من الموضوعات الاجتماعية والوطنية، فهوطاقة قلمية فقدناها ولكن هذه سنة الله في الخلق ولا نملك في هذه الأيام المباركة إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله أن يتغمّده برحمته. وقال الإعلامي عبدالله الشريف: تسمرت في مكاني بين مصدق ومكذب للخبر.. هل مات ابا منصور؟ هل انتهت تلكم الضحكة المجلجلة في اروقة الصحافة.. مات محمد عبدالواحد وترك في صدورنا غصة وجرحا عميقا لا يندمل بسهولة. قبيل بضعة أيام هاتفته لأزوره قبيل سفري قال لي إن لديه مراجعة بسيطة في المستشفى وكان يضحك كعادته ويستعيد معي أيام وذكريات مضت.. لم يكن محمد يعترف بالمرض وكان يقسوعلى نفسه كثيرا بيد أن المرض لم يمهله طويلا.. رحل محمد ذلك القلب الكبير الذي عانى من ويلات الأيام ومن ظلم الزملاء في بلاط صاحبة الجلالة.. كان يقاتل من أجل كلمة الحق. شكا لي كثيرا من قضايا لم تعالج وكتب كثيرا عن معاناة البسطاء في الوطن.. كان محمد ذا قلب كبير رغم أن من يراه للوهلة الأولى يعتقد بشراسته لكن داخله نقي ونظيف.. ذات مساء جلست معه على شرفة منزله المطلة على شارع الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله وبث لي آهات ومواجع المهنة منذ أن كان يعمل محررًا بسيطًا.. كانت شخصية محمد ناقدة بحد ذاتها وقد جبل على ذلك لا ترضخ مطلقا لأي تهديد لذا تحمل الكثير من الطرد والفصل التعسفي في سبيل كلمته. ولم يطأطئ ابا منصور جبينه لأي قرار فصل واجهه بل كان يعاود الكرة في كل مرة ولم يبتعد عن القلم وعاود الكتابه من شرق المملكة وتحديدا في جريدة اليوم حين احتضنه الزميل الرائع محمد الوعيل وأعطاه حرية القلم وكان ذلك وفاء منه لرجل في قامة محمد عبدالواحد.. اليوم ياسيدي ابكيك بحرقة.. ابكيك ليس لأني فقدتك فحسب بل لأنك كنت أنت من ينصح بخبرته ويمنح بتواضعه ليزيح عن كواهلنا ألم السنين ومواجعها. ابكيك أيها الصديق وفاء وابكيك حزنا وابكيك وجع في اقفاصنا الصدرية لايمكن له أن يندمل بعد فرقاك الأليم. ولن نخلد ذكراك بقلم أونعي لأنك أكبر من أن يتجاهلك البعض الذي استمات في محاربتك في كل محفل.. لانك بقيت جاثما على صدورهم ومرعبا لهم.. لقد كنت حتى وانت في السبعين من عمرك كتلة متحركة من العمل الصحفي والميداني لم يكن يهدأ لك بال.. عرفتك في نصرة المظلوم ومساعدة البسيط.. وقبيل نحو خمسة وعشرين عاما لم يكن لقائي بك عابرًا بل امتدادًا لصداقة وعشرة عمر.. اليوم أنعي نفسي أولا بفقدانك وأنعي كل إعلامي حر بفقدان محمد عبدالواحد الرفاعي صاحب القلم الحاد في صولة الحق.. وداعا محمد فالقلب يعتصر ألما على فقدانك والعين تدمع حسرة ونحن نواريك الثرى. . اللهم تغمده بواسع رحمتك فقد مات في شهر الرحمة. وقال الكاتب ثامر الميمان: غادرنا الكاتب محمد عبدالواحد بصمت الكبار يتحسس غربة الوطن غادرنا يرحمه الله وحيدا في المستشفى وكأنه يستجّر ذاكرتنا برحيل العواد وغازي القصيبي ومحمد عبده يماني، هو يرحمه الله كاتب مجنون لكنه يعرف صوت الحكمة ومنطق العقل هو يتجاوز حدود البوح ولكنه يقول الحقيقة ولا شيء غيرها، محمد عبدالواحد زميل حرف وسطر كتابة وإبداع جمل سنوات وسنوات معه يرحمه الله فهو كل من يلتقيه يغمره بالحب والأخوة لأنه لا يعرف التصفيق ولا التثاؤب ولا الابتسامة الزائفة، كان صمته وطنًا وكتابته بلابل تغرد في سمائه في صباحاته ومساءاته هو يرحمه الله نظيف المظهر والمخبر قلمه ربما يخطئ أحيانا ومن منّا لم يخطئ لكنه يبقى صوت الحق الذي لم يألفه الكثيرون، يرحم الله الصديق والكاتب محمد عبدالواحد رحمة واسعة. وقال القاص محمد علي قدس: كان الصحفي الأكثر جرأة وصراحة، لا يجامل ولا تهمه سوى الحقائق، ويعتبر محمد عبدالواحد الشاعر الذي نبتت مواهبه أرض جازان الخصبة الأرض الخصبة التي لا يخرج منها سوى العباقرة والنوابغ من العلماء والشعراء والأدباء والأعلام. شهد الصحافة السعودية في أزهى عصور انطلاقتها، هذا الصحفي الجريء الذي فقدناه، وقال الدكتور عبدالمحسن القحطاني: محمد عبدالواحد حفر قيمته بأظافره، كان يتمتع بأسلوب صارم وقوي، يتطرق في كتاباته لقضايا مجتمعه، رأيته مرارًا وتكرارًا يعلق ويناقش ويختلف كثيرًا مع الآخرين وهو اختلاف يثري ويبني ولا يهدم، ولقد صنع لنفسه قيمة لأن يكون كاتبًا مقروءًا.. يرحمه الله. وقال رئيس نادي جيزان الأدبي حسن الصلهبي: فقدنا كاتبًا صحفيًا من الطراز الأول كان ينافح بقلمه وفكره عن الوطن في جميع قضاياه وشوؤنه نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وقال الكاتب والقاص جمعان الكرت: لقد تأثرت كثيراً بنبأ وفاة الكاتب محمد عبدالواحد، فهو ذو الخُلق الرفيع والأدب الجم، والكاتب الوطني المتميز على مدى عدة عقود من الزمن.
مشاركة :