عمّان: «الخليج» تركت وفاة بائع خضراوات وفاكهة تأثيراً واسعاً لدى الأردنيين لم يتوقف عند خروج حشد لافت في جنازته، وإنما امتد إلى رثائه عن طريق كتَّاب وأكاديميين ومثقفين. ومنذ إعلان رحيل يوسف الطيراوي عن عمرٍ تجاوز 70 عاماً قبل يومين استذكره العشرات على اعتباره شكّل جزءاً يومياً دائماً من سوق مدينة السلط غربي عمّان منذ مطلع السبعينات بعدما وصل من وطنه فلسطين في أعقاب «النكسة» قاطعاً مسافة طويلة مشياً على يديه نتيجة بتر قدميه لأسباب صحية في طفولته. واستعاد متفاعلون تحرّك الطيراوي صباح كل يوم على قطع مطاطية يضعها على ركبتيه وكفتي يديه زاحفاً بهدوء جهة محله الصغير ليستقبل الزبائن بترحاب وبهجة ويتعامل مع الجميع بلطف شديد. وأكد متعاملون أن جلوسه أمام «دكة» الخضراوات والفاكهة بثوبه التقليدي وحديثه الودود كان مَعلَماً في المكان وكثيرون يصفون مواقعهم من خلاله عند مواعدة آخرين. واسترجعوا استخدامه في فترة سابقة عربة قام بتصنيعها بما يتوافق مع حالته لكنه عاد سريعاً إلى افتتاح محله في السوق وكان مقصد أفراد الأُسر في المنطقة والعديد من السيّاح. وتحدثوا عن عدم استسلامه لوضعه وتعففه عن قبول الصدقات وإصراره على شراء كرسي متحرك من عرق جبينه وتعايشه مع زوجته الضريرة برضا تام قبل أن يواجه جلطة دماغية ألزمته الفراش مؤخراً.