قصة «مهندس السدود» صاحب القدرات الخارقة: وزنه 30 كيلو وطوله 80 سم

  • 6/2/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر حيوان القندس هو ثاني أكبر القوارض في جميع أنحاء العالم، وهو من القوارض المائية، يمتد جسمه إلى 80 سم، ويبلغ وزنه عمومًا 16-30 كجم. يعيش في الجداول والأنهار والمستنقعات والبرك وشواطئ البحيرات الكبيرة ويقوم ببناء سدود من الفروع والأحجار والطين، تشكل أحواضًا تغطي مساحات كبيرة، ويمكن أن يصل طول السد إلى 10 أقدام، لذا يُطلق عليه «مهندس السدود». كما يشير علماء البيئة في كثير من الأحيان إلى القنادس بوصفهم «مهندسي النظم الإيكولوجية»، بسبب قدرتهم على تغيير المناظر الطبيعية التي يعيشون فيها، حسبما ذكرت «الموسوعة البريطانية». توجد القنادس في شمال أمريكا باستثناء معظم ولاية فلوريدا، وجنوب غرب الولايات المتحدة، ووسط وجنوب المكسيك وأقصى شمال ألاسكا وكندا. وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، اختفى القندس بالكامل تقريبًا من ولاية «نيو هامبشاير» بسبب الصيد الجائر، وبين عامي 1926 و1930 تم إطلاق 6 قنادس في البرية وسط «نيو هامبشاير»، ثم تم إطلاق 48 قندسًا آخرين في 1940. واليوم ينتشر القندس في جميع أنحاء تلك الولاية الأمريكية. يمكن أن يكون لهذا الحيوان تأثيرًا إيجابيًا على البيئة، حينما يقوم ببناء السدود، فإنه يخلق بيئات جديدة من الأراضي الرطبة لأنواع أخرى من الحيوانات، هذه الأراضي يمكن أن تساعد في إبطاء التآكل، ورفع مستوى المياه، والمساعدة في تنقيتها. مميزات القندس حيوان القندس هو من أكبر القوارض في أمريكا الشمالية وأوراسيا، لديه ذيل كبير يبلغ طوله 30 سم، وعرضه 18 سم، وسُمكه 2 سم. وجزء الذيل الصغير القريب من جسم الحيوان مغطى بفرو شبيه ببقية الجسم، بينما تتغطى بقية الذيل بحراشف جلدية سوداء، وشعيرات قليلة صلبة. ويستخدم ذيله للمحافظة على توازنه عندما يقضم الأشجار، كما يصفع ذيله ضد الماء للإشارة إلى الخطر أو تحذير بوجود حيوانات مفترسة. للقندس ساقان أماميتان قصيرتان، وينتهي كل كف من الأرجل الأمامية بخمس أصابع ذات مخالب طويلة وسميكة، يستعملها في حفر جذور الأشجار والشجيرات التي يتغذى بها، وأرجله الخلفية أطول وقد تصل إلى 15 أو 18 سم. وبين الأصابع توجد الأغشية التي تنتهي بمخالب قوية، ويوجد في كل رجل خلفية مخلبان مشقوقان يستعملهما القندس في تمشيط فروه، لديه أسنان كبيرة يبلغ طول القواطع العلوية من 20 إلى 25 مم، وتستمر في النمو طوال حياته. دورة حياته تتزوج القنادس في عمر الثالثة، ويستمر هذا الرباط المقدس مدى الحياة، لكن إذا مات أحدهما، فيتزوج الآخر مرة ثانية، يمتد موسم التزاوج بين يناير ومارس في المناطق الباردة، وفي أواخر نوفمبر أو ديسمبر في الجنوب. ويستمر الحمل حوالي 3 أشهر، إذ تنجب أنثى القندس من 2-4 جرو في العام بين أبريل ويونيو. قبل الولادة، تقوم الأنثى بصنع سرير ناعم في المنزل. وتولد الصغار بأعين مفتوحة، كما يمكنهم السباحة في غصون 24 ساعة من الولادة، ويقوم برعاية الجراء كل من الإناث والذكور سواء، ثم يُفطم صغير القندس بعد أسبوعين. وتمتد إقامتهم مع والديهم لمدة عامين، ويمكن للقنادس العيش حتى 20 سنة. بناء السدود تعيش القنادس في مجموعات عالية أو مستعمرات، تتكون من الذكور والإناث وذريتهم. والقنادس دائمًا ما يحمون منازلهم من فصائلهم الأخرى، ويعتبرونها ملكية خاصة. ويميزون أراضيهم عن طريق بناء أكوام من الطين ووضع عليها علامة ذات رائحة خاصة بهم. يُطلق على القنادس «مهندسي السدود»، فهي تقوم ببنائها بحيث تكون قمة السد أعلى من مستوى الماء، وفي النهاية يكوّن بحيرات تشيد عليها منازلهم التي تشبه القلاع، وقد يشارك كل أفراد العائلة في بناء سد ما. ويتم تشييدها من جذوع وأغصان الأشجار والصخور التي تلصق كلها مع بعضها البعض بواسطة الطين، ويتراوح عرض السد من متر إلى 300 متر، كما تُبنى قاعدة السد من الطين والحجارة، ثم يتم إضافة الأغصان والأعمدة من الجذوع. ويؤدي القندس معظم العمل بأسنانه، ويجلب الطين من قاع النهر بحملة بالأكف الأمامية على صدره، كما أنه يحافظ على السدود في حالة جيدة لأعوام كثيرة، فهو يبني بيته في وسط البحيرات الناتجة عنه. تشبه مساكن القندس إلى حد ما أكواخ الهنود الحمر المستديرة والمخروطية. ويحتوي نزل القندس على غرفة كبيرة رئيسية ومدخل واحد أو اثنين، وتكون أرضية الحجرة أعلى قليلًا من الماء وعادةً ما تكون مغطاة برقائق الخشب لامتصاص الرطوبة، وفقًا لـ «الموسوعة البريطانية». الغذاء يتكون معظم غذاء القندس من لحاء الشجر أو الكامبيوم، وهو الأنسجة الرخوة التي تنمو تحت لحاء الشجرة، كما أنهم يحبون أنواعًا معينة بشكل خاص، مثل لحاء الصفصاف والقيقب، وخشب القطن، والزان والحور وأشجار الآلدر. ويمتلك القندس جهاز هضمي متخصص يساعده على هضم لحاء الشجر.

مشاركة :