«مهندس السدود» الذي عجز العلماء عن معرفة سر قدراته الخارقة: الإنسان يتعلم منه

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«الصبر مفتاح الفرج» هذا المثل الشعبي المعروف لدى أغلب الناس، ولكن العديد منهم لا يعملون به، رغم إدراكهم أن تلك المقولة من الممكن أن تكون صحيحة، ولكن بعض الأشخاص لا يتسطيعون الصبر حتى الوصول إلى مرادهم. ولكن الأمر يختلف لدى حيوان القندس، أو «مهندس السدود» كما يسميه البعض، هذا الحيوان الذي يدرك قيمة تلك المقولة جيدًا، ويساعده احتياجه إلى منزل على تنفيذها، والعمل بها كإنسان مخلص يفهم معنى الجملة، ويحفظها عن ظهر قلب. يقف الحيوان الصغير أمام الماء الجاري، يريد أن ينشئ منزله، ولكن جريان الماء يخيفه، حيث يمكنه أن يتسبب في هدم المنزل الذي يريد أن يبنيه، فيلجأ إلى الطريقة التي وقف أمامها العلماء عاجزين عن معرفة سر قدرته على القيام بها بهذا الشكل، وبهذه المهارة. تبدأ القنادس برحلة إلى الغابات، تتناول بعض الأوراق كغذاء لها، ثم تبدأ في قطم جذوع الأشجار بأسنانها، التي تتحمل ذلك، تستمر في تلك العملية التي تستغرق وقتًا طويلًا حتى يسقط جذع الشجرة، في إتجاه المسطح المائي القريب من الغابة. تتجمع العديد من جذوع الأشجار التي سقطت على المياه، لتبدأ القنادس في مجهود من نوع آخر، حيث تنتظم تلك الجذوع جنبًا إلى جنب بشكل منتظم، مع جلب الجذوع البعيدة عن المياة، لبناء سد، هذا السد التي يبذل «مهندس السدود» مجهودًا في إنشائه، يحول تلك المياه الجارية إلى مسطحات مائية عميقة أقرب إلى شكل البحيرة، لتبدأ في مرحلة أخرى من العمل، وهي بناء المنزل. يساعدها في ذلك تكوينها الجسماني، فلديها فك يطول باستمرار مثل أظافر الإنسان، ولديها أيضًا ذيل كمجداف ضخم يمكنها من خلاله أن تسبح بسهولة، حيث تتآزر كل تلك المقومات الجسمانية في عمل دؤوب لتنسيق السدود، وإنهاء العمل فيها بشكل كامل.How Beavers Build Dams | Leave it to Beavers | PBS Watch the full-length program at http://video.pbs.org/video/2365243455/?utm_source=youtube&utm_medium=pbsofficial&utm_campaign=naat_covefullprogram (US Only) “Leave it to Beavers” on NATURE tells the story of beavers in North America — their history, their near extinction, and their current comeback as modern day eco-heroes. The program airs Wednesday, May 14 at 8 p.m. (ET) on PBS (check local listings). ولا تكتفي تلك الحيوانات العبقرية في صنع السد، وإتمامه فقط، بل تعمل أيضًا على إصلاح الشقوق، التي تظهر في السد، لكي يستطيع القيام بمهمته بنجاح، كما لا يقف عمله المنتظم عن بناء السد، وحسب، بل يعمل أيضًا على بناء منزله بشكل منظم، ومرتب، فيدخل إلى منزله عبر نفق سري، يؤدي إلى غرفته التي تقع على سطح الماء، تلك الغرفة المعزولة عن الرطوبة.Beaver Building A Dam This time lapse video was shot and edited by Lynn Hemeon of http://www.yarmouthtownandcounty.com/ Daily Beetle by Kevin MacLeod is licensed under a Creative Commons Attribution license (https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/) Source: http://incompetech.com/music/royalty-free/index.html?isrc=USUAN1500025 Artist: http://incompetech.com/ #lynnhemeon ومن الواضح أن القندس لا يريد فقط التشبه بالإنسان في العمل بمهارة، وانتظام، وجد، بل أراد التشبه أيضًا في تشكيل المنزل من الداخل، فبعض منازل القندس تنقسم إلى طابقين، الطابق السفلي يشمل ممر الدخول، والبهو، أما الطابق العلوي فيشمل الطعام، والنوم. «يحمل ابنه على كتفه أثناء مروره بالبحيرة التي كونتها القنادس» هذا ليس شخصُا يعوم في البحيرة، ولكنه واحدًا من القنادس، التي تحمل أبنائها، عند عدم قدرتهم على السباحة لمسافات طويلة، حيث يعيش الصغار في المنزل في بداية الأمر قبل أن تخرج لتعلم ما يصنع والديها، بترتيب، ومهارة شديدة. وتقوم القنادس ببناء السدود بشكل يسمح بوصول المياه إلى عمق كبير يصل إلى 4 أمتار، هذا ليس عبثًا، ففي فصل الشتاء، يتجمد سطح المسطحات المائية، وبالتالي إذا كانت البحيرات قد وصلت إلى عمق ضئيل، فسوف يتحول المسطح المائي إلى قطعة جليد صلبة، ومن الممكن ألا يتحمل الحيوان تلك البرودة القارسة. واكتشف العلماء في شمال «ألبرتا» في كندا، أكبر سد أقامته القنادس، والتي استطاع العلماء رصده عبر القمر الصناعي، والتي تقع على الحد الغربي لحديقة حاموس الغابات الوطنية، وبلغ طولها 850 متر. والأمر الأكثر إبهارًا أن تلك السدود التي ينفذها القندس، مقعرة من الداخل، هذا نفس الشكل، الذي تقوم به أغلب محطات الكهرباء الآن، حيث أن هذا الشكل المقعر من الدخل، يمكنه صد المياة الجارية بشكل أكثر فاعلية، هذا الأمر الذي اكتشفه المهندسين بعد أعوام عديدة، ولكن القنادس كانت تقوم به منذ زمن بعيد.

مشاركة :