اختارت الفنانة التشكيلية السعودية عواطف آل صفوان؛ منذ البداية، أن تسلك الطريق الصعب، فكرست نفسها لفن «الباتيك» والذي كان شبه غائب عن المشهد الفني السعودي والخليجي بشكل عام. ومنذ معرضها الأول «عودة جحا» وهي تواصل تقديم مقترحات بصرية فريدة، وطرح ثيمات فنية مبتكرة وجديدة، ولعل هذا هو ما ضمن لها التفرد والتميز، وجعلها تحوز قصب السبق في هذا المجال. ومن نافل القول إنه لولا شغف «عواطف آل صفوان» بهذا اللون الفني العسر لما استطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه؛ حيث تتسم اللوحة الباتيكية بزخم لوني وتعدد في الأشكال وتنوع في الخامات. وشاركت الفنانة التشكيلية السعودية في معرض “فن العزلة”، أول معرض افتراضي في المملكة، ببعض أعمالها التي تحكي جزءًا من تراث السعودية، فتوجهنا في موقع رواد الأعمال لنسألها عن هذه المشاركة، وعن فنها، وما ينطوي عليه من قضايا. اقرأ أيضًا: معرض فن العزلة الافتراضي.. الفن شريك الآلام وطبيبهافي معرض «فن العزلة» تحولت صوب التراث، هل كان هذا نقلة جديدة أم مواصلة لما بدأتيه قبل سنوات؟ أسعى دائمًا إلى تجسيد واقع حياتي التراثية والبحرية؛ ما أثر في تجربتي الفنية، وتمسكي بشخصية “جحا” يرجع لكونها من القصص الراسخة في عقلي؛ إذ كنت أستمتعُ بها أثناء طفولتي.حدثينا أكثر عن معرض «فن العزلة» فكرته ومشاركتك فيه. معرض فن العزلة هو عبارة عن مبادرة من فريق “ميادين” وبدعم من وزارة الثقافة. وهو المعرض الافتراضي الأول على مستوى المملكة، وكنت تلقيت دعوة كريمة من فريق ميادين، وكان لي شرف المشاركة معهم ببعض أعمالي التي تحكي جزءًا من تراث المملكة. اقرأ أيضًا: طارق التركي لـ”رواد الأعمال”: سأطلق قريبًا مشروعًا لتصوير جميع مناطق السعودية«الباتيك» والشغفلديك اهتمام خاص بفن الباتيك، ما السر وراء انجذابك إلى هذا الفن؟ لطالما عرفنا أن الطموح في حياة الفنان لا نهاية له؛ لذلك يجب على كل فنان أن يبتكر؛ وهذا الابتكار لا بد أن يصبح هاجس الفنان. وبحمد الله صنعت لنفسي فنًا بصريًا جديدًا وهو فن “الباتيك”، وربما يكون شبه غائب عن الذائقة السعودية والخليجية ولم يتحقق إلا من خلال شغفي للفن، بما يضمن لي التفرد في عملي الفني وصنع بصمة خاصة بي. و”الباتيك” ذو المنبع الشرقي هو الفن الذي نجح في إخراج شحناتي الفنية، وبلورتها، وشعرت معه بالراحة وبالانتماء إلى هذه التقنية، وكوّنت معها صداقة جميلة.الرسم والإفصاح عن الذاتكيف ترين قدرة اللوحة الباتيكية على التعبير عن زخم المشاعر وإلهاب الخيال؟ دراسة التقنية ساعدتني في التأنّي وعدم الاستعجال لتوصيل رسالتي الفنية خلال أي عمل فني أنفّذه، فاللوحة في أعمالي ركزت فيه على رسم الإنسان في حزنه ووجعه وصمته وتأمله، فالإنسان في مختلف حالاته هو المحور الذي تدور عليه أعمالي، وأرى أن البشر جميعهم مهما كانت أجناسهم يتشابهون في نقطة واحدة؛ هي التعبير بملامح وانعكاس عالمهم الداخلي. وكثيرًا ما تلقيت نقدًا حول ازدحام لوحاتي بالتفاصيل الصغيرة، وللأسف، البعض لا يعلم أن تقنية الباتيك هي التي تجبرك على هذا التكنيك.كيف يعبر الرسم عن المعني الذي تريدينه؟ شيء طبيعي أن يوجد تغيير على مر الزمن وتطور في التقنية الفنية؛ وذلك بممارسة الفن بشكل دائم. والرسم هو أجمل تعبير عن الذات. اقرأ أيضًا: الفنان راكان كردي لـ«رواد الأعمال»: حصلت على 32 جائزة.. وأطمح للمشاركة بالمعارض الدوليةمأساة الإنسان المعاصرهل تهتمين بإظهار ثيمة بعينها في أعمالك؟ لمن تكون رؤيتهم متبدلة دائمًا وأبدًا، تحددها أمزجتهم وإحباطاتهم نقول لهم «إن في الكون آمالًا»، وإن هناك أمنيات كبيرة بحجم الكون ستتحقق.هل تحاولين استخدام التراث للتعبير عن الحاضر؟ لا أستطيع فصل لحظة واحدة من حياتي الإنسانية عن عملي الفني؛ فالتراث جزء من حياتي وأيضًا تحضرني دائمًا الوجوه التي عرفتها في حياتي أو سمعت عن قصصها، أرى كذلك أشكال وألوان كل المناظر الطبيعة والأماكن التي عشت بها أو الأماكن التي زرتها. في داخلي الكثير من الذكريات؛ منها الجميلة والحزينة. عندما أرسم، تخالجني هذه المشاعر وغيرها الكثير، مثل: الفرح والسعادة، مقابل الألم لرحيل شخص ما، أو بسبب الشعور بالظلم.ما موضع الإنسان في أعمالك؟ أحاول التعبير بشتى الطرق الفنية عن هموم الإنسان وقلقه، وقضية المرأة؛ فكل هذه القضايا تحضر في أعمالي، كما أني أركّز على تعابير الإنسان في حزنه ووجعه وصمته وتأملاته وسعادته؛ بما يهيئ الطريق للوصول إلى المتذوق/ المتلقي. اقرأ أيضًا: السياحة في المملكة ومنافسة المواقع العالميةالإلهام حادي الفنانهل يمكن القول إن أعمالك تنطوي تحت لواء مدرسة معينة؟ في داخلي ثورة من التعبير، وخليط كبير من المشاعر والألوان والحالات التي نعيشها، ولديّ رغبة في نقل صورة العالم من خلال الفنون البصرية، سواءً كانت تتكلم عن الحياة البيئية، أو الحياة الإنسانية، ناهيك عن التركيز على العثور على تعابير للفن في كل مكان. اقرأ أيضًا: «العلا».. عروس الجبال وبلد الحضاراتلماذا استعنتِ بفن المنمنمات في أعمالك؟ دمجت بين فن الباتيك وفن المنمنمات بقصد ابتكار ثيمة فنية جديدة، إلى أن أحسست بأنه صار هاجسًا قويًا وملحًا فتوجهت لتعلم أصول فن الباتيك، وحاولت التجديد في فهم التقنية.كيف ترين واقع الحركة التشكيلية في المملكة؟ الفن السعودي في فترة ازدهار فهو يسير نحو العالمية بشهادة جميع المتابعين، كما أن معظم الفنانين يجتهدون من أجل إبراز أنفسهم بشكل أفضل. ورؤية المملكة 2030 ساعدت في انتشار الفن بجميع فروعه، وتفاعل المجتمع السعودي مع المشهد التشكيلي؛ من حيث تنظيم المعارض والفعاليات الفنية التي تساعد في تطور الفن بالمملكة. اقرأ أيضًا: شبكة نتفليكس تعرض مسلسل سعودي للمرة الأولى الهيئة العامة للترفيه وجدول استثنائي للاحتفال بالعيد الرياضة السعودية.. أرقام غير مسبوقة ودعم منقطع النظير
مشاركة :