دفعت أزمة وباء كورونا مطوري السيارات، وأولهم شركة فورد الأميركية، إلى التفكير بجدية في كيفية ابتكار نظام تدفئة في المركبة يساعد على منع تسرب الفايروسات لمقصورات القيادة والقضاء عليها نهائيا، وهو تحرك قد يجعل الشركات تعيد النظر في طريقة صناعتها لهذا النوع من التجهيزات ويزيد من القيمة المضافة للمركبات المستقبلية. ديترويت (الولايات المتحدة) - انتقلت الهواجس المتزايدة من وباء كورونا إلى مصنعي السيارات، حيث دخلوا في سباق من نوع جديد يتمحور حول كيفية جعل المركبة آمنة من الناحية الصحية. وكشفت شركة صناعة السيارات الأميركية فورد أنها تجري اختبارات منذ شهر مارس الماضي، على نظام تدفئة مبتكر يعمل على قتل الفايروسات داخل المركبة وخاصة كورونا. غير أن البعض من المختصين شككوا في جدوى هذا الابتكار، حيث من الممكن أن تواجه الشركة مشكلة في تسويقه لأنه لا يأخذ مسألة الوقت بعين الاعتبار خاصة في حال استخدامه للكشف عن الركاب في السيارات الخاصة وسيارات الأجرة. ومثل معظم الكائنات الحية الدقيقة، فإن فايروس كورونا المستجد له نطاق درجة حرارة محدود يمكن أن يعيش فيه. وعلى هذا الأساس تعمل فورد على كيفية القضاء عليه بشكل نهائي. ويتمثل النظام الجديد في برنامج ذكي يمكنه رفع درجة حرارة قمرة السيارة إلى قرابة 133 درجة فهرنهايت (قرابة 56 درجة مئوية) بما يكفي لتدمير فايروس كورونا المستجد. وأشار موقع أوتوموتيف نيوز المتخصص في عالم السيارات إلى أن البرنامج المتاح في سيارات الشرطة بالولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، من طراز بوليس إنترسيبتور يوتيلتي وتم إنتاجه في الفترة من 2013 إلى 2019. ويستخدم البرنامج محرك السيارة وأنظمة التكييف لرفع درجة حرارة القمرة لمدة ربع ساعة بهدف القضاء على أي وجود لفايروس كورونا المستجد. وتعاونت فورد مع باحثين من جامعة أوهايو لتطوير النظام واختباره في سيارات الشرطة في نيويورك وكاليفورنيا وميشيغان وماساشوستس وأوهايو وفلوريدا. جيم هاكيت: نبحث استخدام خامات مضادة للميكروبات في سياراتنا جيم هاكيت: نبحث استخدام خامات مضادة للميكروبات في سياراتنا ونسب موقع أوتوموتيف نيوز لجيف جانيس وجيسي كويك رئيسا المعامل في قسم المايكروبيولوجي بجامعة ولاية أوهايو قولهما في بيان إن “دراستنا مع فورد تشير إلى أن تعرض كورونا لدرجة حرارة 56 درجة مئوية لمدة 15 دقيقة يقضي على أكثر من 99 في المئة من الفايروسات الموجودة على الأسطح الداخلية والمعادن المستخدمة داخل سيارات بوليس إنترسيبتور يوتيليتي”. ويعتبر البرنامج الجديد من بين الأمثلة الأولى للتجارب التي تجريها شركات صناعة السيارات بشأن طرق المحافظة على تطهير وتعقيم السيارات في عهد الوباء. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم هاكيت خلال تصريحات صحافية أواخر الشهر الماضي إن “الشركة تبحث إمكانية استخدام خامات مضادة للميكروبات في تجهيز سياراتها في المستقبل”. وتركز فورد على استخدام هذه التقنيات في الوقت الراهن مع السيارات، التي تستخدمها أجهزة إنفاذ القانون وسيارات كروس أوفر إكسبلورر الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة. ويعمل نظام التسخين العادي في السيارة على توجيه المبرد الساخن من خلال مبادل حراري يسخن هواء المقصورة. عادة، يحد جهاز التحكم في الجسم درجة حرارة المقصورة إلى مكان ما في نطاق 27 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن التعديلات تسمح لها بالصعود إلى 56 درجة مئوية وبمجرد وصول المقصورة إلى درجة الحرارة المستهدفة، يقوم مؤقت بإيقاف تشغيل الوضع تلقائيًا بعد 15 دقيقة ويطلق تنبيها بذلك. ونظريا تبدو المسألة سهلة، لكن عمليا فإنها معقدة بعض الشيء، حيث أن برنامج التعقيم الخاص بشركة فورد لا يعمل إلا بواسطة كمبيوتر محمول أو تركيب جهاز خاص على عجلة القيادة لتشغيل المحرك في وضع الخمول. وحتى يصل إلى الدرجة المستهدفة يجب أن يعمل المحرك بدورة واحدة أكثر من المعتاد، وهي تصل إلى 1900 دورة في الدقيقة، ليتم بعد ذلك تبريد المحرك بواسطة سائل التبريد، ثم ضخ الحرارة إلى نظام التدفئة ليقوم بعد ذلك بنشر الهواء الساخن في المقصورة. وتقول الشركة إنها ستقوم بتوفير تحديثات للبرامج الجديدة لنظام التدفئة في سيارات فورد المستخدمة من قبل الجهات الحكومية في البداية ثم تعميمها في ما بعد على نطاق أوسع بشكل تدريجي. واستنادًا إلى نتائج البرنامج التجريبي الحالي، ستقرر الشركة الأميركية العملاقة ما إذا كانت ستوسع توفير نماذج مركبة أخرى بما في ذلك التي تم تقديمها مؤخرا، وأيضا سيارات السيدان القديمة. وكان تعقيم الأجزاء الداخلية للسيارات موضوعا أثار نقاشات طيلة الأسابيع الأخيرة بين وكالات النقل العام وتلك التي تعمل في سيارات الأجرة، بالإضافة إلى تلك التي تطور المركبات الآلية لتطبيقات الروبوتات المستقبلية. وفي حين أن حل فورد اعتبره بعض المختصين عمليا بالنسبة لمركبات الشرطة، إلا أنه من غير المحتمل أن يكون قابلاً للتطبيق في باقي وسائل النقل الأخرى في الولايات المتحدة. وغالبا ما تكون المركبات الذكية أو ذاتية القيادة على وجه الخصوص سيارات كهربائية وسيارات الأجرة، ولا يمكن لركاب هذه السيارات الانتظار 15 دقيقة لدخول كل راكب إلى المقصورة. ومن المرجح أن تستخدم الحلول التي تتضمن ترشيح الهواء المتقدم والأشعة فوق البنفسجية في حالات الاستخدام تلك.
مشاركة :