د. ضحى بركات تكتب: تعلموا العدل من كورونا

  • 6/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سقط الطبيب بفيروس كورونا ولم يجد الرعاية التى تليق بطبيب لم يتخل عن أداء واجبه ولم يحصل على أقل حقوقه من رعاية طبية تنقذه من المرض حتى توفاه الله هنا أفاق الأطباء وكل عناصر الكادر الطبى على حقيقة قاتلة وهى مهماتجتهد حتى الموت لن نقدرك ونرجع سبب العدوى أنك  أخطأت فى اتخاذ المحاذير للوقاية فلتتحمل وحدك ماحدث لك  ..هكذا عاش الكادر الصحى وعلى رأسهم الأطباء فى مصر والعالم ماساة انتقال العدوى ..التى تعد اصابة عمل لها مايكفله القانون لاى اصابة عمل فى كل مهنة ..ولكن الاطباء الذين يصابون بالعدوى من مختلف الأمراض ..لا ينظر إليهم احد ولا يذكرهم أحد ..ليس د. وليد أول شهداء العدوى من الكوادر الصحية ولكنه فقط مات من فيروس أعطاه الإعلام وزنا فوق العادة لعدم التوصل للعلاج ..فهل توصل الطب لعلاج غيره من الفيروسات التى تقتل الكوادر الطبية كل يوم وهل اعتبرت النقابة لهم حقوقا وطالبت لهم بها  ..وهل تخلى الأطباء يوما عن دورهم للحفاظ على أرواحهم ..لم يحدث ...ولكن الصدفة فقط هى التى رسمت التزامن بين موعد الإصابة للطبيب وليد وإصابة احدى الفنانات ..فإذا بالمسئول يهتم بالفنانة وينسى الطبيب ويتم عمل كل الإجراءات للفنانة  ولمخالطيها ..ويتم تجاهل المخالطين للطبيب  شهيد الجيش الأبيض الذى يتشدقون بتضحياته منذ بدء الجائحة  . هنا علم الكادر الطبى أن القصة لاتتعدى كلمات للاستهلاك الإعلامى حتى تمر الأزمة ..هكذا سقط القناع مع أول موقف يتطلب ان يوافق الكلام الفعال .عندها خرجت صرخات الألم التى فزع صداها كل ذى قلب يشعر وعقل يفهم وبصيرة تعدل فطالب العدول بحقوق الأطباء فى الرعاية الصحية اللائقة. ...وعلى الصعيد المقابل تعالت الأحقاد الدفينة من عقدة الثانوية العامة لينهال المعقدون بالهجوم الشرس على جنود الجيش الأبيض الذين لم يتوانوا فى أداء الواجب ولم يتركوا المستشفيات ولكن أرادوا الكرامة التى هى أقل ماتقدمه لهم بلاد أفنوا أعمارهم فى خدمة أهلها والحفاظ على حياة مواطنيها . هكذا يعانى الناجح فى بلادنا ..لأن الفاشلون فيها أكثر بكثير   والحاقدون والسفهاء فيها أضعاف وأضعاف  .والسؤال لهؤلاء الأقزام ..حين يهاجمك المرض وتصبح فى أصعب حالاتك وأضعف أحوالك بمن تستنجد بمن تستغيث ..الطبيب أم الاعلامى والفنانة والسياسى ورجل الاعمال ..وغيرهم ..إن أفراد الكادر الصحي هم وحدهم من يلتفوا حولك فى هذا الوقت العصيب  ورغم ذلك يقابلوك بابتسامة ويشملوك بالعناية حتى تخطو على درب الصحة وتستعيد العافية دون ملل أو تكبر دون من أو تذمر بل ويفرحوا بنجاتك أكثر منك أنت نفسك وكم رأينا ذلك فى احتفالاتهم بشفاء المرضى بمستشفيات العزل ليس للقطة  الإعلام ولكنها حقيقة يعيشها هؤلاء افراد الجيش الأبيض. .. ويلمس هذامن يعاملهم من المرضى..كان ظن المهاجمون أن  يتراجع  الأطباء عن المطالبة بحقوقهم  خشية القهر والظلم كما حدث مرارا . ولكن الكيل فاض وثبت الأطباء  على مطالبهم  لأنهم يعلمون أن هذا أقل مايستحقون وبلغ الأمر لرئاسة الجمهورية وصدرت الأوامر العليا بإنصاف المطالب لأنها مطالب عادلة فاجتمع رئيس الوزراء ونقيب الأطباء لتحقيق المطالب المشروعة لهم ..هنا تراجع الهجوم وسكتت الشتائم وعلم الجهلة أن الصراخ الأحمق  لايخيف إلا أمثالهم من المنتفعين والفاسدين ..ورغم أنى سعيدة بذلك الثبات وهذا الاهتمام بمطالب الأطباء إلا  أن داخلى غصة من سؤال يتردد فى كل أزمة ..لماذا لم نحصل على أقل حقوقنا إلا بعد وقوع ضحايا  ..لماذا نضطر لانتزاع الحقوق ..لماذا لاتأتينا لأنها حقنا  ونحن الأولى بها. .لماذا دائما الطاعة  للأقوى والحياة للأعلى   لماذا نرى الظلم ونتهاون فى الحق حتى يتحقق  الخطر ونحيا العدم ..إلى متى ننتظر حتى مرحلة رد الفعل ...إن من حق كل مريض أن يجد علاج فى مكان مناسب تحت إشراف مختصين دون جرح لكرامته طبقا لموقعه فى المجتمع  .كلنا مواطنون ..متساوون فى الحقوق لسنا أسياد وعبيد .نعم فأنا لست مع تخصيص أماكن لأناس دون أناس  فتبقى الأسرة  خالية فى المستشفيات  ويموت المريض على أبوابها   لأنه ليس من رتبة من يستحقون الإقامة فى السرير الخالى ربما لم يناله  المرض... .لست مع حرمان  مواطن مريض من سرير وعلاج ربما كان له طوق نجاة من الموت ..ربما كانت له خطوة انتقال من يأس المرض إلى أمل العافية .... كل نفس لها الحق فى الحياة ..الرحمة فوق العدل  ..والإنسانية أسمى من المساواة ..كلنا مصريون ... من حقنا حين المرض أن نجد للمرض العناية ونحصل على الدواء ..فى الأماكن المخصصة لذلك. ..فلنتعلم العدل ...حتى يمن الله علينا بالفضل ويذهب الوباء ويكتب النجاة باكتشاف الدواء ..كلنا نكره كورونا ولكنى أراه أكثر منا عدلا فهو يهاجم دون أن  يفرق بين أمير وغفير وبين غنى وفقير .... .هل من العدل أن نكون أقل عدلا من ميكروب .نكرهه ..ونسبه ليل نهار ....اعدلوا يرحمكم الله وعند الله تجتمع الخصوم ...

مشاركة :