حذرت دراسة صحية عالمية من أن تلوث الهواء بشكل عام يتسبب في وفاة ثلاثة ملايين ومئتي ألف شخص سنوياً نتيجة لمضاعفات مرضية يعانون منها على المدى الطويل. وأوضحت الدراسة التي أجريت في مركز الأبحاث العامة التابع لجامعة تكساس الأميركية أن هذا العدد من الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء يفوق حصيلة من يموتون بسبب أمراض خطيرة مثل الإيدز والملاريا مجتمعة. وأكدت هذه الدراسة التي أشرف عليها مختصون في علوم البيئة وخبراء في الصحة العامة أن الأبحاث بيّنت أن تلوث الهواء هو السبب الرئيس في الإصابة بكثير من الأمراض الصدرية والأزمات القلبية وغيرها من الأمراض المزمنة والعلل الصحية المنتشرة وبعض الأمراض السرطانية المرتبطة بالجهاز التنفسي بشكل خاص مثل سرطان الرئة. ولتلوث الهواء عموماً مصدران رئيسان الأول طبيعي يكون بفعل حرائق الغابات مثلاً والثاني صناعي ينتج عن أبخرة وأدخنة المصانع كمثال وكلاهما يؤديان إلى خنق جزئيات الهواء وتشبعها بالمركبات السامة التي تنتهي لرئة الإنسان بعد تنفسها وتصيبه في النهاية بالأمراض. ومن الأمور الإيجابية التي بينتها الدراسة كذلك أن تنقية الهواء من الممكن أن تساهم في تقليل نسبة هذه المعدلات المرتفعة من الوفيات حتى مليوني شخص مما يعني وقايتهم من المعاناة من تلك العلل القاتلة وحماية صحتهم بشكل عام. وبالرغم من أن دولا كثيرة في العالم -بحسب ما نشرت منظمة الصحة العالمية- تعاني من معدلات مرتفعة في تلوث الهواء إلا أن هذا الضرر يشمل أيضاً بعض المناطق والدول في قارة أوروبا وأميركا والتي يعتقد الكثيرون بأنها في مأمن من هذا الأمر ولكنها في الواقع تعاني من نسب تلوث أقل من معظم الدول الصناعية المختنقة ولا تستثنى من مشاكل تلوث الهواء وتبعاته ومضاعفاته السلبية.