تحدى المتظاهرون في المدن الأمريكية،الليل قبل الماضي،لليلة الثامنة على التوالي، حظر التجول المعلن رغم تهديدات الرئيس دونالد ترامب،لكن العنف تراجع،وانحسرت عمليات التخريب والنهب ، واعتقل أكثر من 200 متظاهر في نيويورك وعشرات آخرون في مدن أخرى،وأصيب محتج وهو في حالة حرجة، كما أصيب شرطي،ونشر ألف عنصر من الحرس الوطني أمام نصب أبراهام لنكولن في واشنطن،وللمرة الثانية التقط ترامب وزوجته ميلاني صوراً أمام نصب البابا يوحنا بولس في كنيسة على مقربة من البيت الأبيض.وتجاهل المحتجون حظر التجول الليلة قبل الماضية وهم ينفسون عن غضبهم من وفاة جورج فلويد الرجل الأسود الأعزل بعدما اعتقلته الشرطة، لكن هناك تراجعاً ملحوظاً في العنف والتخريب وأعمال النهب. وبعد تسعة أيام على مقتل فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض ، تواصلت موجة الاحتجاجات التاريخية من غير أن تتراجع.وتظاهر عشرات الآلاف في شوارع المدن الأمريكية في طول البلاد وعرضها لليلة الثامنة على التوالي،بينما اصطف جنود من الحرس الوطني على سلم نصب لنكولن التذكاري في واشنطن. إليزابيث وارن تنضم للمحتجين وفي واشنطن، تظاهر الآلاف بينهم السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن حتى وقت متأخر من المساء متحدين حظر التجول الذي أعلنته البلدية، فيما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.ووقف ترامب وزوجته ميلاني أمام نصب للبابا يوحنا بولس أمام كنيسة قريبة من البيت الأبيض لالتقاط صور.لكنه لم يدخل الكنيسة،وذلك غداة التقاط صورة أمام كنيسة صغيرة في ميدان لافاييت رافعاً الإنجيل، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك باعتبارها عملية إعلانية «بغيضة أخلاقياً». وكتب ترامب على تويتر أن واشنطن حيث تم توقيف أكثر من 300 متظاهر مساء الاثنين «كانت المكان الأكثر أماناً في العالم »، ماضياً في الخط الذي اعتمده منذ بداية الأزمة إذ يطرح نفسه كرئيس «النظام والقانون». هدوء في مينابوليس أما في منيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فكان الهدوء مخيماً. وأعلنت ولاية مينيسوتا أولى الخطوات العملية استجابةً لطلبات المحتجين مع فتح تحقيق حول شرطة منيابوليس. وسينظر التحقيق في احتمال حصول «ممارسات تمييزية منتظمة» على مدى السنوات العشر الماضية، وفق تغريدة كتبها الحاكم تيم والتز. ووقعت أعمال عنف متفرقة في واشنطن وبورتلاند بولاية أوريجون، حيث قذف المحتجون ألعاباً نارية وزجاجات،بينما ردت الشرطة بالقنابل المضيئة والغاز المسيل للدموع. وبعد اشتباكات اندلعت بين المحتجين والشرطة في نيويورك ونهب بعض المتاجر هناك، ساد هدوء نسبي في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 200 شخص، معظمهم لانتهاك حظر التجول. وقالت الشرطة إن مشتبهاً به في حالة حرجة، كما أصيب شرطي بعد أن ردت الشرطة على إطلاق نار في حي بروكلين بمدينة نيويورك الثلاثاء.وفي لوس أنجلوس تم اعتقال الكثير من المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول بحلول منتصف الليل ليعود الهدوء إلى شوارع المدينة. وخرجت مسيرات حاشدة وتظاهرات في كل من فيلادلفيا وأتلانتا ودنفر وسياتل.وتظاهر ما لا يقل على ستين ألف شخص بشكل سلمي مساء الثلاثاء تكريماً لذكرى فلويد في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها في ولاية تكساس، وحيث سيوارى الثرى الأسبوع المقبل. وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر «نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى». ووُجهت لديريك شوفين (44 عاماً) وهو الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد، تهمة القتل من الدرجة الثالثة وتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. وأقيل ثلاثة آخرون من أفراد الشرطة ضالعون في الأمر لكن لم توجه لهم اتهامات. هتافات خارج الكونجرس على الرغم من أن مسيرات التضامن مع فلويد وغيره من ضحايا وحشية الشرطة كانت في الأيام الماضية سلمية إلى حد بعيد خلال النهار، فإن الكثير منها شهد أعمال تخريب وإحراق ونهب بعد حلول الظلام. وجثا متظاهرون على الركبة خارج مبنى الكونجرس ليل الثلاثاء مرددين هتاف «الصمت هو العنف» و«لا عدالة، لا سلام» فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبيل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة. وظلت الحشود في الخارج بعدما حل الليل رغم حظر التجول وتعهدات ترامب بالتصدي لمن يصفهم بأنهم «قطاع طرق» و«بلطجية» باستخدام الحرس الوطني بل وقوات الجيش عند الضرورة.وفي لوس أنجلوس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد السود، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطاً بركبته على عنقه لحوالي تسع دقائق. وفي المساء، تجمع المتظاهرون خارج مقر إقامته حيث تم توقيف نحو 200 شخص بعد رفضهم أوامر التفريق، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. (وكالات)
مشاركة :