متظاهرون مناهضون للعنصرية يتحدون حظر التجول في لويفيل الأميركية

  • 9/25/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحدى أكثر من ألف شخص حظر التجول الذي دخل الخميس ليلته الثانية في مدينة لويفيل الأميركية للاحتجاج على عدم توجيه اتهامات جنائية في قضية مقتل الأميركية من أصل إفريقي بريونا تايلور برصاص الشرطة، ولجأ عدد منهم إلى إحدى الكنائس. وقبل يوم أصيب شرطيان بالرصاص بعد إعلان السلطات أن هيئة محلفين قررت عدم توجيه أي اتهام في ما يتعلق بمقتل تايلور، المرأة السوداء البالغة 26 عاما التي قضت برصاص الشرطة في شقتها في وقت سابق هذا العام. وكتب محامي عائلتها بين كرامب في مقالة رأي في صحيفة واشنطن بوست "لن نعرف السلام إلى أن نمنح السود الحقوق الأساسية التي وعدنا بها أسلافنا، الحياة والحرية وتحقيق السعادة، وإنهاء هجوم شيطان العنصرية". وأوقف أكثر من ألف شخص مساء الخميس في وسط المدينة التي أغلقت معظم شوارعها أمام حركة المرور، وتم وضع ألواح لحماية العديد من محالها تحسبا لمزيد من أعمال العنف. وقال المتظاهر مايكل بايلز وهو أسود يبلغ من العمر 29 عاما "لا يمكن أن نكون سلميين بعد الآن" موضحا بأنه يتظاهر رفضا للعنصرية منذ 120 يوما. وكان يضع مسدسا عيار 9 ملم على وسطه. وأضاف "نحن هنا لحماية شعبنا والناس الذين يدعموننا" مضيفا "إننا نتعرض لهجوم". ومن جهتها قالت غريس بينيكس (19 عاما) وهي أيضا أميركية من أصل إفريقي، إن ليس بوسعها سوى أن تضع نفسها في مكان تايلور. وقالت "كثيرا ما أكون مارة أمام باب شقتي وأفكر أن الشرطة يمكن أن تأتي إلى بابي وتقتلني تماما كما فعلت لبريونا". وأضافت "يمكن أن يكون ذلك الشخص صديقي أو قريبي أو أمي". ومع إعلان حظر للتجول بين الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة والنصف صباحا لغاية عطلة الأسبوع، تحدى نحو مئة متظاهر القرار ولجأوا إلى كنيسة فيرست يونيتيريان مساء الخميس. وقام عناصر من الشرطة المدججين بالسلاح بتطويق المبنى وسط تحليق مروحيات لكن سُمح للمتظاهرين بالمغادرة قرابة الساعة 23,00. وأوقفت السلطات 24 شخصا على الأقل بتهم من بينها التجمع غير المرخص وعدم التفرق والقيام بأعمال شغب من الدرجة الأولى، بحسب الشرطة، علما بأن المدينة تفادت على ما يبدو أعمال العنف التي وقعت في الليلة السابقة. - مطالبات بالعدالة - وبات مقتل تايلور شعارا لحركة "حياة السود مهمة"، وأثار قرار هيئة المحلفين موجة مطالبات جديدة بالعدالة بين الأعراق في أنحاء البلاد. وأصيب شرطيان بالرصاص وجرحا الأربعاء في وقت نزل الآلاف إلى شوارع لويفيل احتجاجا على قرار هيئة المحلفين. ويتوقع أن يتماثل الشرطيان للشفاء. وقال قائد شرطة لويفيل روبرت شرودر إن المشتبه به لارينزو جونسون، تم توقيفه ووجهت له تهمتان بالاعتداء و14 تهمة بـ"التعريض المتعمد للخطر". وقال شرودر إن ما مجموعه 127 شخصا تم توقيفهم ليل الأربعاء في لويفيل، أكبر مدن ولاية كنتاكي ويبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة، مؤكدا وقوع 16 عملية نهب على الأقل. - قانون ونظام - قتلت تايلور التي كانت تعمل فنية غرف طوارئ، في 13 آذار/مارس عندما اقتحم شقتها ثلاثة عناصر من الشرطة بلباس مدني كانوا ينفذون مذكرة تفتيش في منتصف الليل. وحصل تبادل لإطلاق النار بين الشرطة وصديقها بعد أن ظن أنهما ضحية عمل إجرامي. وبعد ستة أشهر على الواقعة وجهت هيئة محلفين للمفتش بريت هانكينسون ثلاث تهم ب"التعريض المتعمد للخطر" على خلفية إطلاق النار على شقق مجاورة. لكن لم يوجه الاتهام لهانكينسون ولا للشرطيين الآخرين اللذين أطلقا النار وتسببا بمقتل تايلور، بالتورط مباشرة بمقتلها. وكتب الرئيس دونالد ترامب الذي يقوم بحملة انتخابية للفوز بولاية ثانية تحت شعار "قانون ونظام" وكثيرا ما أثار مخاوف بشأن أعمال العنف، في تغريدة أنه "يصلي" من أجل الشرطيين اللذين أصيبا بالرصاص. وتشهد مدن أميركية حركة احتجاجات عارمة منذ أشهر، يؤججها الغضب إزاء عدد من حوادث القتل التي طالت مواطنين سود على أيدي الشرطة، وتفاقمها سياسات وطنية مشرذمة وخطاب ناري من ترامب. وقال المدعي العام لولاية كنتاكي دانيال كاميرون إن الشرطيين اللذين أطلقا النار ما تسبب مقتل تايلور فعلا ذلك دفاعا عن النفس وبالتالي لن توجه لهما الاتهامات. وتوصلت مدينة لويفيل لتسوية دعوى الوفاة عن طريق الخطأ مع أسرة تايلور الأسبوع الماضي تحصل بموجبها العائلة على 12 مليون دولار.

مشاركة :