سكري الحمل.. بعد الولادة قد تختفي الأعراض!

  • 11/6/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يهدف موضوعنا اليوم إلى توعية المجتمع بداء السكري، وبمعدلات وقوعه التي تزداد في شتى أنحاء العالم وبكيفية تشخيص المرض والوقاية منه وتقليل مخاطرة، ويُحتفل بهذا اليوم في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو تاريخ حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، علماً بأنّ تلك المادة باتت ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة بارادة الله سبحانه و تعالى. يصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم. ومن المرجّح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك. والجدير بالذكر أنّ نحو 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ونظراً لعوامل وراثية و نمط الغذاء الغير صحي و قلة ممارسة الرياضة في مجتمعنا ارتفعت نسبة الاصابة بمرض السكري بمعدلات مرتفعة جداً تستوجب الاهتمام الكبير ونشر الوعي الصحي وتوفير امكانية التشخيص والعلاج، وقد لا يخلو منزل في بلادنا من مرض السكري وللاسف يهمل العديد من المرضى المتابعة والعلاج لهذا المرض حتى تحدث المضاعفات الخطيرة كامراض القلب والشرايين و الفشل الكلوي والاعصاب وامراض البصر. وسكر الحمل هو ارتفاع في نسبة السكر في الدم نتيجة لمقاومة الهرمونات التي تفرزها المشيمة لعمل الانسولين وغالبا مايحدث في الاشهر الاخيرة من الحمل وهو السكري المؤقت الذي يزول بعد الولادة. وقد اثبتت العديد من الدراسات ان تكرار سكري الحمل لأكثر من ثلاث مرات قد يكون مؤشر للاصابه بالسكري من النوع الثاني (غير المعتمد على الانسولين) لذلك يجب على الحامل الحرص على المتابعة الدورية اثناء الحمل ومراجعة الطبيب بعد الولادة واتباه الارشادات الصحية اللازمة. إن نسبة الإصابة بسكري الحمل في تزايد مستمر وتعادل 3 – 10% من الحوامل. وعادة ما يختفي بعد الولادة. بالرغم من عدم وجود سبب واضح للاصابة بسكر الحمل فان بعض السيدات أكثر عرضة من غيرهن للاسباب التالية: - السيدات اللاتي لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بداء السكر مثل الأم أو الأب. - زيادة عمر الأم عن خمسة وثلاثين عاما. - زيادة الوزن والسمنة. - - ولادة طفل ذو حجم كبير أكثر من أربعة كيلو جرامات في الحمل السابق. - ولادة طفل سابق بعيوب خلقية. - وفاة سابقة للجنين داخل الرحم، دون معرفه السبب. إن معظم حالات مرض سكر الحمل تكتشف بواسطة التحاليل ونادرا ما تحدث اعراض مرض السكري كاكثرة التبول والعطش في مرضى سكر الحمل. عادة ما يُجرى فحص سكر الدم لجميع الحوامل بعد ساعتين من تناول أي وجبة. إذا كانت النتيجة مرتفعة أو إذا وُجدت أحد عوامل الخطورة المذكورة فإنه يتم إجراء فحص آخر والحامل صائمة (10 – 12 ساعة) ثم فحص سكر الدم بعد ساعتين من تناول المحلول المحتوي على 75 جم من السكر وذلك لاختبار قدرة الجسم على هضم السكر من المضاعفات المعروفة من مرض سكر الحمل على الجنين مايلي: - الإجهاض. - تشوهات الأجنة. - زيادة حجم الجنين وصعوبة الولادة. - انخفاض مستوى السكر بعد الولادة. - مشاكل في التنفس. - صفار. - وفاة الجنين داخل الرحم. أما الأم فقد تعاني مما يلي: - زيادة نسبة الولادة بعملية قيصرية. - تسمم الحمل. - التهابات في المسالك البولية لارتفاع نسبة السكر في البول. - الإصابة بالسكري سواء النوع الثاني أو سكر الحمل في المستقبل - كما ان مضاعفات مرض السكري المزمن كامراض القلب والشرايين والكلى تزداد في حالات عدم وجود العلاج المناسب لتنظيم مستوى السكر او الاهمال في العلاج. العلاج: أولاً: التغذية: الالتزام بنظام غذائي صحي ضروري لصحة الأم الحامل والجنين والهدف هو تفادي الانخفاضات والارتفاعات الشديدة في مستوى سكر الدم. يجب أن يحتوي النظام الغذائي على السعرات الحرارية اللازمة للحامل والتي عادة ما تكون بين 1800 – 2000 سعر حراري، كما يُنصح بتناول الوجبات الرئيسية كل 6 ساعات وبينها وجبات خفيفة، وبسبب زيادة نسبة مقاومة الأنسولين في الصباح يجب التحكم في كمية النشويات وتقليلها. يجب المحافظة على نوعية وكمية الطعام المناسبة حسب إرشادات مرشدة الحمية والسكر، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار طرق طبخ الطعام ويفضل الطعام المسلوق أو المشوي أو بالفرن على غيره. اتبعي النصائح الآتية: - تجنبي السكر والأطعمة الغنية به. - ركّزي على الأطعمة المحتوية على سكريات معقده مثل الخضار والحبوب والبقوليات وغيرها من النشويات. - ركّزي على الأطعمة الغنية بالألياف. - حافظي على الأكل قليل الدسم. - تناولي وجبة خفيفة قبل النوم محتوية على بروتين وسكريات معقدة. الوزن المتوقع زيادته أثناء فترة الحمل: خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل: 1.4 – 2.7 كلغم خلال آخر 6 شهور من الحمل: ½ كلغم كل أسبوع ثانياً: الرياضة: ممارسة الرياضة من أساسيات التحكم بسكر الحمل فهي تخفض مستويات السكر بالدم عن طريق حرق السعرات الحرارية والتقليل من مقاومة الجسم للأنسولين. ينصح بممارسة الرياضة المعتدلة بعد الوجبات لتحكم أفضل بسكر الدم مثل المشي 10 – 15 دقيقة بعد كل وجبة، كما ينصح بالسباحة والانضمام لفصول الرياضة للحوامل. ومن الاحتياطات الواجب إتباعها قبل الشروع في أي برنامج رياضي أثناء الحمل استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أية موانع. ثالثاً: العلاج بالأنسولين قد يضطر طبيبك اللجوء للمعالجة بالأنسولين في حالة لم يتم التحكم بالسكر عن طريق الرياضة والحمية الغذائية. الخطة العلاجية الأكثر شيوعا تتضمن نوعين من الأنسولين صافي وعكر، من 2 – 4 جرعات في اليوم. يبدأ الأنسولين الصافي نشاطه في الجسم بعد 30 – 60 دقيقه من أخذه، ويكون في قمة نشاطه بعد 2 – 3 ساعات، كما أنه يستمر لمدة 8 – 10 ساعات مما يزيد في احتمالية حدوث هبوط في مستويات السكر في الدم، أما الأنسولين العكر متوسط المفعول فيؤخذ مرتين باليوم قبل الفطور وعند النوم. ما هي أنواع الأنسولين الجديدة؟ في السنوات الأخيرة، بدأ استخدام خطة علاجية جديدة للأنسولين تحاكي عمل الأنسولين الطبيعي لتحكم أفضل بالسكر حلال فترة الحمل. تشمل هذه الخطة على نوعين من الأنسولين: سريع المفعول (اسبارت – ليسبرو) قبل الوجبات مباشرة، بالإضافة إلى الأنسولين طويل المفعول (لانتوس – ديتيمير). مراقبة سكر الدم: تحليل السكر المنزلي ضروري لمراقبة مستويات السكر على مدار اليوم. يجب تسجيل القراءات والحامل صائمة وبعد الوجبات بساعتين. من الضروري إحضار جدول تسجيل القراءات عند كل زيارة، ويمكنك تخطيط جدول مشابه للمثال أدناه بنفسك. مستويات سكر الدم المطلوبة: صائمة: 70 – 90 ملجم/ديسي لتر و يعادل 3.9 – 5 ملي مول/لتر بعد الوجبات بساعتين: أقل من 120 ملجم/ديسي لتر و يعادل 6.7 ملي مول/لتر الدعم الأسري: - دور العائلة في فترة الحمل له الأثر الأكبر على صحة الأم البدنية والنفسية حيث يجب أخذ جميع الاحتياطات للتقليل من القلق والتوتر، كما تحتاج الحامل إلى دعم الأسرة لمراقبة سكر الدم بانتظام والالتزام بنظام حياة صحي خالي من الضغوطات.

مشاركة :