تحقيق إخباري: متطوعون سوريون يحمون الغابات الطبيعية من الحرائق

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تطوعت مجموعة من الشبان والشابات في محافظة السويداء (جنوب سوريا) ، وبعد أن التهمت نيران الحرائق اكثر من 3000 شجرة معمرة من السنديان والبلوط ، فى حماية ما تبقى من هذه الأشجار التي يعود عمرها لأكثر من 300 عام تقريبا، من خلال تنظيف الأوراق والاعشاب اليابسة من حولها لتبقى تلك الأشجار متجذرة وشامخة يستظل بها الناس في أوقات الحر الشديد. وتمثل أشجار السنديان المنتشرة في مناطق عدة بمحافظة السويداء متنفسا بيئيا وجماليا، وقد تعرضت هذه الأشجار إلى تعديات مختلفة خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، منها القطع الجائر بغية استخدام الأشجار للتدفئة الأمر الذي شكل خطرا كبيرا على تلك الغابات الطبيعية. وتنتشر أشجار السنديان في محافظة السويداء على مساحة تقدر بنحو 1600 هكتار وقد تعرض أكثر من 350 هكتارا منها لعمليات قطع جائر خلال الفترة السابقة، بحسب الاحصائيات الرسمية. وخلال الأيام السابقة تعرضت التلال الشمالية الشرقية لمدينة السويداء، وهي محمية بيئية حراجية طبيعية، تُعرف بمحمية "الضمنة"، إلى حريق التهم مئات الأشجار، وسط حزن الناس على تلك المساحات التي تحولت إلى بقعة سوداء خلال ساعات. ووسط هذا المشهد المؤلم، الذي ترك حزنا كبيرا لدى أبناء المحافظة، أطلق مجموعة من الشبان والشابات مبادرة لحماية تلك الغابات التي تعد الرئة الطبيعية لتلك المنطقة، من خلال تنظيف الخصاب (الأعشاب اليابسة) من تحت الأشجار، وإيصال رسالة بضرورة حماية البيئة من الاخطار بشتى الوسائل والسبل. وقال خالد سلوم المدير التنفيذي لمنظمة "جذور سوريا"، وهي منظمة شبابية تعني بالشأن العام لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق "خلال فترة الحرائق التي تندلع بين الحين والأخر في فصل الصيف، نقوم بتقديم مبادرات بهدف الحفاظ على البيئة ونظافتها"، مشيرا إلى أن مجموعة من الشبان والشابات المتطوعين قاموا بحملة تنظيف الأعشاب اليابسة تحت الأشجار التي سلمت من الحريق. وتابع يقول "لقد اطلقنا مبادرة تحت عنوان (منقدر نحميها) وانطلقنا باتجاه محمية قريبة من مدينة السويداء شمالا وقمنا بتنظيف حوالي 22 شجرة"، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة حمينا الأشجار المعمرة من الحريق، وباتت آمنة. وبين سلوم أنه بعد يومين تمكن المتطوعون من تنظيف 22 شجرة أيضا، مشيرا إلى أن المبادرة مستمرة لحماية ما تبقى من أشجار. ودعا سلوم الفعاليات الشبابية المنظمات الاهلية، والمؤسسة الحكومية إلى مساندة تلك المبادرة ليتمكنوا من حماية الغابات من عبث العابثين بها، مشيرا إلى أن هذه الأشجار عمرها أكثر من 300 عام، مبينا أن المساحة التي احترقت تحتاج إلى سنوات كثيرة كي تعود إلى ما كانت عليه. من جانبها، عبرت المتطوعة سلام النبواني، عن حزنها الشديد لاحتراق عدد كبير من الأشجار المعمرة والتي تساهم في تحسين المناخ بمحافظة السويداء، مؤكدة أن هذه الأشجار التي احترقت شكلت خسارة كبيرة لكل مواطن. وقالت النبواني التي اشتركت بهذه المبادرة مع ابنتها وابنه اخيها، لوكالة ((شينخوا)) "عندما شاهدت المحمية وهي تحترق شعرت بأن روحي هي التي تحترق " ، مبينة أنها رغبت بالمشاركة في إخماد الحريق. وتابعت تقول "شعرت ونحن ننظف تحت الأشجار بأن الشجرة كانت تتنفس، لانها بحاجة إلى رعاية مستمرة"، داعية كل الفعاليات الاهلية للمشاركة بهذه المبادرة بغية المحافظة على هذا الغطاء الأخضر"، قائلة "حصوة صغيرة تستند جرة". والشاب حمد، وهو طالب شهادة ثانوية لم يتوان عن المشاركة بهذه الحملة رغم ضغط الدراسة واقتراب موعد الامتحان، وقال "حماية البيئة هي واجب على كل فرد، وعندما سمعت بهذه الحملة قررت المشاركة بغية حماية هذه الأشجار التي رعاها أجدادنا لتكون الرئة الطبيعية التي يتنفس بها الناس في أيام الربيع والصيف"، مشيرا إلى ان محمية الضمنة التي تعرضت للحرق كانت تأوي عشرات الحيوانات البرية التي هربت أو ماتت بفعل الحريق.

مشاركة :