خالد الشناوي يكتب: حياة بلا حياة

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من منا لم يقف يومًا على مسرح الحياة كـ دُمية تحركها خيوط تحت رغبة مجهول يقف خلف الستائر حين يشاهدنا الجميع!منهم من يضحكون علينا .. ومنهم من يسخرون منا ومنهم من يتعاطفون معنا حتى وإذا لم تربطنا بهم أدنى علاقة أو حتى سابق معرفة!ومنهم من يريدون مكاننا ومنهم من يتمنون سقوطنا فيصعدون!_على مسرح الحياة تتبدل الأدوار والمواقف فلا يدوم أي منا في مكانه ولا يكاد يثبت على مواقفه غير قلة سيطرت عليهم المبادئ وسط هذا المعترك في حقول الكون الكبير .يقول الراحل الدكتور مصطفى محمود رحمه الله:"إذا أردت أن تفهم إنسانا فانظر فعله في لحظة اختيار حر وحينئذ سوف تفاجأ تمامًا فقد تري القديس يزني وقد تري العاهره تصلي,وقد تري الطبيب يشرب السم,وقد تفاجأ بصديقك يطعنك وبعدوك ينقذك وقد تري الخادم سيدًا في افعاله والسيد احقر من احقر خادم في اعماله وقد تري ملوكًا يرتشون وصعاليك يتصدقون"!فلا تعجب؛؛ فهذا بالطبع سنة الحياة التي اتبعها الإنسان، ولم يحرف فيها ولم يبدل، فلعب جميع الأدوار المقررة في مسرحيته التي يؤديها على مسرح الحياة!فترى البعض اعتمد على الملقن، كما أن هناك من اتبع هواه، فأدخل ما شاء في النص، وحذف ما لا يريده، قد يحدث تغييرًا في المشهد، لكنه لن يؤثر على سير المسرحية.قد يتغير المصير في لحظات بعينها، لكن النهاية لن تتبدل، اقصد لحظة التوقيع بالانصراف، ستأتي لاحقًا، لكن ما يعنيه دومًا هي تلك اللحظات التي تسبقها،كيف يعيشها؟ كيف يقضيها؟ كيف تمر؟ ومع من؟ وفي أي حال؟_المسرحية دائمًا ما تحمل في طياتها التنوع، فلياليها لم تكن دومًا شديدة السواد، كما لن تتمتع دائمًا بالأنوار المضيئة!فذلك التضاد جزء أصيل من قانون الحياة التي لم تذر شيئًا على حاله، فقيمة الأنوار المضيئة نعرفها جيدًا وقت حلول السواد الحالك.ما بين ليالٍ مظلمة وليالٍ مضيئة نمضي، نتعثر ونتدارك عثراتنا، نفرح ونرتفع لنلمس السحاب، وقد نمسك القمر بأيدينا.هي مشاهد متتالية في مسرحية الحياة . ووسط هذا الصراع المخيف لم يتبق غير بارقة أمل في كونك تحاول العيش في سلام نسبي مع ما تحب سيبقى ذلك حتما أحلى الأقدار.فإذا كانت حياتنا أقل من أن تكون غاية فإنها لا شك أهم من أن تنسى ._قد يجمعك القدر بأحدهم حتى ولو لم تراه على أرض الواقع ولكنك رسمت خيوطه حول معبدك  فتخاطرت معك روحه وتناغمت حتى أنك تتحين الفرصة للسؤال عنه بسبب أو بدون ....ويظل المعنى في بطن الشاعر دفينا وكل منا على ليلاه:يبكي تارة ويغني أخرى!فسلام على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه ولم يتخذوا عليه أجرا .

مشاركة :