شدد المندوبون الدائمون بجامعة الدول العربية على ضرورة تفعيل قرارات المجالس العربية على مستوى القمة ووزراء الخارجية والداخلية والإعلام المتعلقة بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتفعيل قرار القمة العربية بشرم الشيخ بإنشاء القوة العربية المشتركة. وأكدوا في كلماتهم خلال الدورة غير العادية المنعقدة اليوم على مستوى المندوبين الدائمين والمخصصة لمناقشة العمليات الإرهابية التي استهدفت مواقع عدة للقوات المسلحة والشرطة المصرية في شمال سيناء، أن هذه الأعمال الإرهابية وما ترمي إليه من أهداف تظهر أنها مخططات أبعد من كونها عمل فئة أو مجموعة صغيرة، وإنما هذه المجموعات الخارجية خلفها قوى كبيرة لديها أهداف خطيرة ترمي إلى تفتيت الدول العربية لا سمح الله. وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة الهجمات الإرهابية الغادرة التي ارتكبتها عناصر إجرامية ضد مواقع عدة للقوات المسلحة والشرطة المصرية في شمال سيناء وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وأشار نائب مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية خليفة الطنيجي إلى أن هذا العمل الجبان والجريمة النكراء يؤكدان ضرورة العمل المشترك والجاد، وتضافر كل الجهود على كل المستويات لمواجهة آفة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي. ولفت إلى أن هذه الجريمة توضح أن نهج الجماعات الإرهابية واحد مهما تعددت أشكاله، حيث يستهدف استباحة القيم الإنسانية ويتعارض مع كل المفاهيم والمبادئ الوطنية والدينية ولا يسعى إلا إلى زرع الفوضى ونشر الدمار. بدوره أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في كلمة الجامعة العربية، أن هذه الجريمة النكراء تأتي في إطار تزايد وتيرة الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الأمن في بلادنا العربية، وتخدم مخططات مشبوهة ترمي إلى تفتيت الدول العربية. وأوضح صبيح أن هذه الأعمال الإرهابية وما ترمي إليه من أهداف تظهر أنها مخططات أبعد من كونها عمل فئة أو مجموعة صغيرة، وإنما هذه المجموعات الخارجية خلفها قوى كبيرة لديها أهداف خطيرة تمس الأمن القومي العربي بكامله. وشدد على ضرورة المشاركة الواسعة للقوى في الوطن العربي من أحزاب ونقابات وبرلمانات وكذلك تنفيذ القرارات الصادرة بهذا الخصوص عن القمم العربية ووزراء الداخلية ووزراء الإعلام، واتخاذ التدابير الحازمة لمكافحة الإرهاب والأنشطة الإجرامية المتطرفة، وعلى تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والمادية ومعالجة الأسباب والظروف التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة الخارجة عن تقاليدنا وأعرافنا ومبادئ ديننا السمح. وعبر سفير عمان لدى مصر مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الشيخ خليفة بن علي الحارثي، عن إدانة بلاده لهذه العملية الإرهابية ضد مقار للجيش والشرطة في شمال سيناء، مقدما التعازي في ضحايا العمل الإرهابي الإجرامي، مؤكداً وقوف السلطنة ومساندتها لمصر في هذه الظروف الصعبة، داعيًا الله أن يحفظ مصر من كل شر ومكروه. وقال مندوب الأردن بالجامعة رئيس الاجتماع السفير بشر الخصاونة : نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ موقف جدي يتناسب مع ما تتعرض له بلداننا من عدوان شرس لا يقف عند حدود وينشر الخراب والدمار، مؤكدًا موقف الأردن المتضامن مع مصر والمساند لها لاستئصال شأفة الإرهاب. ودعا إلى ضرورة صياغة مقاربة شاملة عسكرية وأمنية وثقافية واجتماعية وفق منهج شامل لدحر خوارج العصر وعلى رأسها داعش، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي براء منه. وذكر بما عبر عنه مجلس الجامعة 7 سبتمبر 2014 حول صيانة الأمن القومي العربي، وقرار القمة العربية في شرم الشيخ لإنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، آملا في تحقيقه بتوافق وجهد حقيقي وجماعي. من جانبه قدم مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق عادل الشكر للدول العربية ولكل من أدان العمل الإجرامي الذي لا يستند إلى أي مبرر ديني. وأشار إلى تمكن الجيش المصري من رد كيد تلك الفئات الضالة في نحورها من خلال الإجهاز على عدد كبير منهم، وقال : إن الرد كان قاسيا لتصل الرسالة مدوية لكل من يريد بمصر السوء وبأن القصاص سيكون ضد من يريد السوء بمصر وشعبها. وجدد مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية عزيز الديحاني من جهته، تضامن بلاده مع الشعب المصري لمواجهة الإرهاب ، مؤكدا ثبات موقف الكويت المناهض للإرهاب. بدوره دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي إلى التحرك الفاعل دون إبطاء للقضاء على الإرهاب قبل أن يضرب الأمن والأمان ووحدة الأرض، مطالبا بتفعيل قرارات صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتسريع إنشاء القوة العربية المشتركة والتنسيق بين وزراء الداخلية والأجهزة الأمنية لرفع كفاءة الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب. وشبه هذا الإرهاب بما تعانيه الأراضي الفلسطينية المحتلة من إرهاب الاحتلال والمستوطنين، مشيرًا إلى مرور عام على حرق محمد أبو بخضير، هذا الحادث الإجرامي الإرهابي، وأن التطرف الديني لا يختلف من دين لأخر، مطالبًا بالتوحد لمواجهة المد الإرهابي المتصاعد قبل فوات الأوان. من جانبه أكد مندوب السودان الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الحليم عبد المحمود، تضامن السودان مع مصر وإدانتها بأقوى العبارات العمليات الإرهابية ضد جيش مصر وشرطتها ومواطنيها، داعيًا إلى استئصال شأفة الإرهاب وضرورة التعاون والتنسيق المشترك لمحاربة هذا الوباء وتفعيل القرارات العربية بشأن مكافحة الإرهاب. فيما جدد مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية ضياء الدباس، استنكار حكومة العراق للعمليات الإرهابية في سيناء ضد عناصر القوات المسلحة وهم يؤدون واجبهم الوطني. كما عبر مندوب المغرب الدائم لدى الجامعة العربية محمد العلمي عن إدانة المغرب القوية لهذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة. وأكد العلمي موقف المغرب الثابت الى جانب مصر في مواجهة الإرهاب المقيت الذي يتنافى مع قيم ديننا الحنيف والمبادئ الانسانية الكونية الذي يهدف للنيل من استقرار أرض الكنانة وزعزعة استقرارها وعرقلة بناء مؤسساتها الديمقراطية. وقال: المغرب ما فتأت تؤكد موقفها الرافض للإرهاب والتطرف بكل أشكاله، داعية بإلحاح إلى ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية بما يتناسب والمخاطر الكبيرة المحدقة بالمنطقة العربية ومستقبلها من خلال استراتيجية شاملة محكمة من أجل اجتثاث جذور الإرهاب وأسبابه وتجفيف منابعه ومصادر تمويله. بدوره، أعرب مندوب تونس الدائم لدى الجامعة العربية محمود الخميري عن تضامن بلاده مع مصر لمواجهة آفة الإرهاب بكل صوره واشكاله وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي بمواجهة الإرهاب الذي يهدد السلم والأمن الدوليين. وحذر من أن الإرهاب بات جيشا منظما وتنظيما محكما أعد بعناية أكثر من ذلك يمتلك أسلحة متطورة ومضادات للطائرات، وهذا لا يكون دون دعم خارجي، ما يطرح التساؤل حول ضلوع جهات خارجية لاستهداف مصر والشعوب العربية. كما لفت مندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية سيف بن مقدم البوعينين إلى بيان بلاده فور وقوع الهجمات الإرهابية في شمال سيناء، حيث عبرت عن إدانتها الشديدة لهذا العمل الإجرامي الذي يهدف إلى زعزعة واستقرار مصر ويتنافى مع كل القيم، مجددًا تضامن قطر مع مصر وتعازيها لأسر الضحايا جراء الجريمة وبأن يحفظ الله مصر وشعبها. وقال مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية خالد زيادة : إن تلك العملية الإرهابية هي سلسلة من استهدافات متنقلة في العراق وسوريا وليبيا وتونس وغيرها وآخرها أمس في سيناء، مشيرًا إلى أن استهداف أي بلد عربي هو استهداف لكل عربي وبلد عربي. وأوضح أن استهداف مصر يشير إلى أمر خطير وبأننا وصلنا لمرحلة خطيرة من استهداف الأمن القومي العربي بضرب هذا البلد الذي يتطلع له كل العرب في السلام والاستقرار العربي. ودعا مندوب لبنان، إلى تحرك سريع بدعوة وزراء الدفاع والداخلية والتوجه لمجلس الأمن ووضع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أمام مسؤلياته. من جانبه، طالب مندوب اليمن الدائم بالجامعة العربية محمد الهيصمي باتخاذ موقف جاد ومسؤول غير مسبوق لتدابير استثنائية مشتركة ترتكز على التعاون والتنسيق بين الدول العربية للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة التي تطال البلاد العربية بما يشكل خطر فادح على الأمن القومي العربي.
مشاركة :