بيروت: هناء توبي تحولت «الكوفية» رمز المقاومة الفلسطينية إلى واحدة من أكبر جداريات العالم، على أحد الأنفاق في بيروت المؤدية إلى مخيم الفلسطينيين بمنطقة برج البراجنة «طريق المطار القديم». وكانت فكرة الجدارية خطرت على بال القيمين على «مشروع شارع 82»، الفرقة المتخصصة برسم الجرافيتي في العام 2017، إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لـ «إسرائيل»، ووجدت الفكرة طريق تحقيقها هذا العام بالتعاون مع اتحاد بلديات المناطق المحاذية للنفق هناك.أرادت فرقة «مشروع شارع 82» أن تؤرخ قصة الفلسطينيين من خلال الكوفية، حيث باشر 25 فناناً بالتحضير للمشروع منذ ثلاثة أشهر، ورسموا التشكيلات، وحضروا القوالب الفنية، وباشروا العمل منذ 15 يوماً.وتوحدت جهود الفنانين مع جهود التقنيين والمهندسين ليقدموا الجدارية المستوحاة من الأعمال التشكيلية للفنان أيمن بعلبكي، تبلغ مساحتها حوالي 600 متر مربع بطول 108 أمتار وبارتفاع مختلف من مترين إلى 8 أمتار. وانتُقيت ألوانها بين الرمادي والرملي لتكون الخلفية بلون الأسمنت والأبيض ويتوسطها الثائر الفلسطيني الملثم باللونين الأسود والأحمر. أوبحسب ما يقول رسام الجرافيتي حسن فنيش عضو فريق «مشروع شارع 82» أن فكرة العمل تحكي الصراع العربي «الإسرائيلي»، وتؤرخ حكاية الفلسطينيين المقاومين، ولذا اختيرت «الكوفية». وبالنظر إلى رمزيتها، وأُعدت نقوشها بدقة وفقاً للقياسات المناسبة لتكرار المربعات، مضافاً إليها أيقونة الرجل الملثم.يشار إلى أن الكوفية الفلسطينية عبارة عن وشاح أبيض وأسود، وترمز إلي البحر وطائر فلسطين، ويتم ارتداؤها حول الرقبة أو على الرأس، وحلت محل الطربوش القديم الذي كان جزءاً من الزي الفلسطيني فيما مضى، في وقت اكتسبت الكوفية شعبية كبيرة بين الناشطين الداعمين للفلسطينيين حول أرجاء العالم.
مشاركة :