معروف على نطاق واسع، أن تقييم ومراجعة أي فكرة أو مشروع، غالباً ما تجرى بعد مضي 10 سنوات من التطبيق على أرض الواقع، ومن هذه الحقيقة، يبدو أن وقت التقييم قد حان بعد مرور أكثر من 10 سنوات على تطبيق الاحتراف في كرة القدم الإماراتية اعتباراً من الموسم 2009-2008 وحتى الآن، وما يجعل التقييم ضرورياً، هو أن هناك 5 أسباب رئيسية بمجملها تحتم إجراء تقييم شامل ومراجعة موضوعية، الأول، نيل التجربة الوقت الكافي من التطبيق الفعلي، الثاني، ظهور الكثير من المؤشرات والمعطيات التي ما كان لها أن تظهر لولا تطبيق الاحتراف، الثالث، الحاجة العاجلة لإيقاف بعض تطبيقات التجربة، خصوصاً في الجانب المالي، الرابع، محصلة التجربة على أندية الإمارات على مستوى المشاركة في البطولات الخارجية، والخامس، حجم استفادة المنتخب الوطني تحديداً من تطبيق الاحتراف طوال أكثر من عقد من الزمن. الخلاصة والتقييم ومن أجل نيل الخلاصة المطلوبة، فإنه لا بد من التسليم بحقيقة أن الإقدام على مراجعة ومناقشة تجربة بحجم الاحتراف، لا تتحمل مسؤوليتها جهة دون أخرى، بل إن الواقع أثبت أن تطبيق الاحتراف في كرة الإمارات ومنذ موسمه الأول، مسؤولية جماعية لأطراف عدة، في مقدمتها، اتحاد الكرة، ورابطة الأندية المحترفة، والمجالس الرياضية، والهيئة العامة للرياضة، والإعلام الرياضي بكل صنوفه ومسمياته، والقطاع الخاص، وانتهاء بالمحرك الأكثر فاعلية والمتمثل بالجماهير، ولا شك في أن فيروس «كورونا»، والتوقعات بظهور انعكاسات وارتدادات على الأندية المحترفة في الإمارات نتيجة تلك الأزمة، قد فرض حتمية التعجيل بإجراء تقييم شامل ومناقشة أشمل لتجربة الاحتراف في كرة الإمارات، بهدف الخروج أو التقليل قدر المستطاع من تأثيرات الجائحة على كرة الإمارات بصورة عامة، والأندية المحترفة على وجه الخصوص. سنوات طويلة وشدد حسن إبراهيم العيسى النعيمي، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة نادي الإمارات، على أن كرة الإمارات عاشت فترة الهواية ولسنوات طويلة في ظل إنفاق حكومي سخي أثمر عن الكثير من الإنجازات، في مقدمتها بلوغ نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990، قبل الدخول في عالم الاحتراف في موسم 2009-2008، وأعرب عن قناعته بأن الاحتراف تم تطبيقه في كرة الإمارات بصورة مستعجلة، ودون تهيئة الظروف، وبعيداً عن تمهيد العوامل والأسباب التي تتيح فرصة اللحاق بالركب المتقدم للكرة الآسيوية، منوهاً إلى أن القناعة الأولية عند تطبيق التجربة، كانت تستهدف إمكانية إكمال متطلبات التحول من الهواية إلى الاحتراف أثناء قطع محطات مشوار الاحتراف، مشدداً على أن ذلك لم يحدث بالصورة المطلوبة حتى الآن، مطالباً بضرورة إجراء تقييم موضوعي ومناقشة صريحة بعد مضي أكثر من 10 سنوات على تطبيق الاحتراف في كرة الإمارات. نقلات إيجابية ولفت إلى أن فترة تطبيق الاحتراف في كرة الإمارات، شهدت الكثير من النقلات الإيجابية، منها تطوير المنشآت والملاعب لتتوافق مع شروط الاحتراف المعتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي، وإشهار رابطة الأندية المحترفة لإدارة نشاط كرة القدم في الدولة في ظل الاحتراف، واستحداث لوائح خاصة بالاحتراف، وأشار إلى أنه في مقابل تحقيق نقلات إيجابية، فإن فترة تطبيق الاحتراف في كرة الإمارات، قد شهدت الكثير من السلبيات، منها، عدم تأهيل الكوادر الوطنية التي بمقدورها التعامل الصحيح من متطلبات مرحلة الاحتراف، مشدداً على أن الكثير من تلك المتطلبات تدار بعقلية هاوية، منوهاً إلى أن ذلك أفرز إشكالية معقدة تتمثل بإبرام الأندية العقود الخيالية مع اللاعبين والمدربين. آفة خطرة وشدد على أن احتراف كرة الإمارات يعاني من آفة خطرة، تتمثل بعدم حدوث نقلة إيجابية في مجالات التسويق والاستثمار وتنويع مصادر دخل الأندية طوال فترة تطبيق الاحتراف، والتي تمتد لأكثر من 10 سنوات، معتبراً ذلك مؤشراً على غياب التخطيط والبرمجة الهادفة، متمنياً أن يأتي اليوم الذي تعيش فيه أندية الإمارات اكتفاء مالياً ذاتياً يبعدها عن الدعم الحكومي، ونوه حسن النعيمي إلى حتمية إنشاء شركات حقيقية تدير شؤون كرة القدم في الإمارات بصورة احترافية بعيداً عن المسميات الشكلية التي انكشف أمرها طوال أكثر من عقد من الزمن، لافتاً إلى أن إنشاء تلك الشركات، يعني إيرادات مالية، وحسابات سنوية دقيقة، وأسلوب محاسبة موضوعياً، وتوازناً بين الإيرادات والمصروفات، وجماهير مواكبة، وشركات راعية متناغمة مع حركة التحول الحقيقي من الهواية إلى الاحتراف. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :