ارفعوا أيديكم عن التعليم...

  • 7/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يدُس عضو مجلس الأمة أنفه في المناهج التعليمية يكون قد تجاوز اختصاصه كعضو في السلطة التشريعية ، آخذاً دور سلطة الدولة ، مهمة مجلس الأمة التشريع و الرقابة ، بمعنى سن القوانين و الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ( الحكومة ) و بالتالي فالدخول في دهاليز التعليم و الولوج إلى المناهج هذا معناه تسييس التعليم "يفهمون هذا أو لم يفهموا" ، فلا يفسد التعليم إلا تدخل السياسيين لذا يقتضي فهم أهمية تجنب السياسيين التدخل في التعليم و فرض أنواع المناهج.. التعليم مسألة فنية يديرها أختصاصيون تربويون ، و ليس كل من ولغ في القضية صار خبيراً بها ، سيما ان التعليم عملية ديناميكية تتطور بتطور العلوم و تطور المجتمع ، فالتعليم لا ينبغي أن يتخلف عن التطور العلمي الهائل الذي تعيشه الأنسانية ، فما كان صالحاً قبل نحو عقود قليلة بات اليوم متخلفاً لا يتماشى و طرق التعليم و المناهج التربوية الحديثة هذه المقدمة الطويلة و الفلسفية كان لابد من قولها لإحساسنا ان هناك من يصر على جر البلاد ألى الخلف بدلاً من دفعها ألى الأمام و لأحساسنا أن هناك من يريدنا أن نعيش سرمدية الظلام و الرضوخ تحت أستار الظلمة و عصر الكهوف و الإنسان الأول ، و لأحساسنا ، و هنا الأخطر ، أن هناك من يريد أشباع غروره و تكريس عناده حتى و أن أدى ذلك الى تمزيق المجتمع و تقطيع أوصاله علماً بأن تصحيح المناهج لا ينسف الثوابت و أنما يصحح المعلومات الخاطئة أو القديمة أو غير المتماشية مع الظرف العام كبعض مناهج التربية الإسلامية المليئة بالحشو والغلو و إلإنغلاق الأمر الذي أستوجب أراءه التنقيح و التصحيح بغية التوافق و صحيح العقل و النقل و جهود الدولة ألى الوسطية ، فمناهج التربية الأسلامية التي ظلت محل اللغط و الخلاف و الأختلاف بين أوساط مجتمعية ( سنية و شيعية) لا يصح أن تكون نصلاً لتقطيع أوصال المجتمع بذريعة التمسك بالثوابت و هي في حقيقتها ليست من الثوابت ، فهل تريدون تعليماً يحض على الكراهية و بث الأحقاد، فيما نشأ مجتمعنا على المحبة و أحترام الأخر، إن جريمة مسجد الأمام الصادق كانت كافية لكي نفهم خطورة الخلافات على الأمور الثانوية و المجتزئة ، إن الغلاة و التكفيريين لم يتركوا منفذاً ألا و ولجوا منه و أليه و بخاصة التربية و التعليم الذي هو بوابة لجذب الناشئة إليهم لذلك كان من الأهمية حماية الناشئة من ثقافة الكراهية و الأفكار السوداوية و الخلافات التاريخية التي يفترض أنها دُفنت بدفن أبطالها ، فالتاريخ لا ينبغي أن يكون الجدار الصامد في وجه المجتمع الواحد وبخاصة مجتمعنا الذي تأسس على التواصل و التسامح و الأنفتاح ، علينا أن نترك التاريخ بكل آلامه و مآسيه بصدقه و كذبه ، بصفحاته الصفراء و صفحاته البيضاء خلف ظهورنا و ننظرإلى واقعنا الراهن و نفكر في مستقبل أبنائنا و أجيالنا القادمة ، أليس ذلك أجدى و أهم ..؟؟ لذلك نقول على وزير التربية ألا يسمح للسياسيين دس أنوفهم في المناهج التعليمية و تحديداً التربية الإسلامية التي هي محور الخلاف ، و الأجدر تركها لأهل الاختصاص و ذوو الخبرة من رجالات التربية الأجلاء ، و... و رحم الله أمرءً عرف قدر نفسه. حسن علي كرم

مشاركة :