مشاركون بأمسية السلام : القيادة هي الحصن المنيع لمنع انزلاق المجتمع ببراثن الإرهاب

  • 7/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المشاركون في أمسية " دعاء السلام" التي حضرها الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة واستضافتها كنيسة القلب المقدس مساء أمس أن القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هي الحصن المنيع الذي يمنع المجتمع من الانزلاق في براثن الإرهاب، مشددين على أن مساحة الحريات والتسامح والتعايش السلمي الذي يمتاز به المجتمع البحريني هو ترجمة حقيقية للمجتمع النموذجي الذي يشيع ثقافة السلام والمحبة إلى العالم. ونوه القس هاني عزيز بأن المسيحيين العرب منفتحين على الثقافات والديانات الأخرى ويحرصون على المشاركة في الفعاليات التي من شأنها أن ترسخ مبادئ التعايش ونشر السلام ونبذ العنف والإرهاب. وقال : " المسيحيون ليسوا منغلقين على أنفسهم وإنما حريصون على التواصل مجتمعيا في جميع المجالات والمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية التي تهم جميع فئات وأطياف المجتمع . ويأتي تنظيم أمسية "دعاء السلام" بمبادرة من الكنيسة لجمع كل أطياف المجتمع البحريني بتنوعها لنثبت أمرا مهما لمن هم خارج البحرين. والرسالة التي نود إيصالها للمجتمعات الدولية أننا في البحرين نعيش كنسيج واحد وجميعنا نتحد أمام موضوع السلام والتعايش السلمي. ولذلك نرى أن من دورنا كمسيحيين في البحرين ألا تقتصر العبادة داخل أروقة الكنيسة فقط ، ولكن أن نظهر محبتنا وتسامحنا وتعايشنا مع الآخر في تلاحم قوي مع جميع الطوائف الأخرى. كما أن شعب البحرين متجاوب جدا لقضايا السلام والتعايش وهذه مظاهر متأصلة في الشعب البحريني، فالتاريخ والحضارة تثبتان أن شعب البحرين هو شعب متمسك بدينه وعاداته وتقاليده وفي نفس الوقت يمتاز بالانفتاح على الآخر". وأضاف : " لقد تعلمنا الكثير من القيادة الرشيدة ، فصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هو بحق صانع سلام ورجل ينشر روح الحب والتعايش ليس في حدود المملكة فحسب بل في الوطن العربي والمجتمع الدولي كذلك. ونحن نحاول أن نرد جزءا من فضائل البحرين علينا ، فالبحرين تحمينا و تمدنا بظل الأمن والأمان ونتمتع بخدماتها، فما نفعله نحن المسيحيون ليس سوى جزء صغير من رد الجميل لها ". من جهته ، قال الأمام حسن شلغومي المسؤول عن مسجد باريس الكبير في العاصمة الفرنسية : " أن أصداء زيارة وفد فعالية "هذه هي البحرين" الأخيرة للعاصمة الفرنسية باريس لاتزال تتفاعل بإيجابية، وبناء على تلك الزيارة الأخيرة تأتي أمسية "دعاء السلام" لتؤكد على الهدف السامي للمبادرات التي تصب في مجال تعزيز التعايش السلمي والتسامح الديني بين أطياف المجتمع الواحد من جهة، والمجتمعات الدولية من جهة أخرى". وأضاف : " الناس ترى في مثل هذه المبادرات أملا بالمستقبل ، لاسيما وسط التحديات والتهديدات التي تواجهها جميع الدول دون استثناء. البعض يتساءل عن مدى إمكانية تحقيق التعايش بين أشخاص يختلفون في أصولهم العرقية والمذهبية والدينية ، وهنا تأتي أهمية النموذج البحريني الذي تأثر به الجميع. فالتنوع الديني والعرقي الذي تحتضنه البحرين قلَ وجوده في أي مجتمع آخر". ونوه بقوله : " نعيش هذه الأيام أجواء روحانية جميلة بحلول شهر رمضان المبارك ، ونتمنى أن يحل السلام في جميع دول العالم. وتأتي أمسية "دعاء السلام" في كنيسة القلب المقدس لتؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح مع الآخر وتعزيز أواصر الروابط المجتمعية والإنسانية". من جانبه ، أكد الحاخام ايريك غوزلان أن مملكة البحرين تمثل نموذجا يحتذى به في التعايش بين الأديان المختلفة وأن على الدول الأوروبية الاستفادة من تجربتها في هذا المجال. وقال لوكالة أنباء البحرين (بنــا):" أرى بأنه بإمكان البحرين أن تشارك دول العالم في نشر تجربتها في مجال التسامح الديني، وعلى الرغم من كونها في قلب العالم الإسلامي إلا أنها تتميز بانفتاحها على الثقافات والشعوب والأديان والحضارات المختلفة". وقال:" بالنسبة للتعايش فهو ليس بالأمر السهل ، خاصة بالنظر للوضع في أوروبا التي تستورد أوضاعا وحالات من الشرق الأوسط من دون وعي بأن منطقة الشرق الأوسط ذات خصوصية مختلفة عن أسلوب الحياة في أوروبا. بالنسبة للمجتمع اليهودي والمسلم فهناك الكثير من القواسم والعوامل المشتركة ، ولكن هذه القواسم قد لا نجدها مع بعض الديانات الأخرى، ولكن يبقى الفيصل في مدى تقبلنا للآخر انطلاقا من مبدأ الاحترام المتبادل " . وأشار الشيخ صلاح الجودر إلى أن الأمسية التي استضافتها كنيسة القلب المقدس لها رمزية كبيرة وذلك لأنها جمعت أركان اللقاء الناجح. وقال:" نعيش أجواء شهر رمضان المبارك، شهر التسامح والتعايش وإشاعة السلم. كما أن موقع الكنيسة التي تقع في قلب العاصمة المنامة له دلالات كبيرة إذ أنها محاطة بالمساجد والمعابد ودور العبادة المختلفة والمتنوعة، ولذلك تتسم الأمسية بشيء من الحميمية والتسامح بين المجتمع البحريني بكل فئاته وأطيافه، وهذا هو الهدف الرئيس من إقامة هذه الفعالية واختيار الموقع". وأفادت عضو مجلس الشورى نانسي خضوري إلى أن أمسية "دعاء السلام" تأتي في وقت مناسب، لاسيما وأنه لابد لنا أن نعزز من مبادئ المحبة ونشر السلام في المجتمع المحلي والدولي على حد سواء. وقالت:" وسط التحديات التي تواجهها المنطقة لابد لنا من أن نقف متحدين في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن والسلام. وعلينا أن نتجاوز نقاط الاختلاف بيننا لأن ما يجمعنا أولا هو إنسانيتنا، وهذا ما يجعلنا أخوة يحترم أحدنا الآخر ولوقف الحروب ومواجهة الإرهاب. كما أن جميع الكتب السماوية كانت تنبذ وتحرم القتل باسم الدين دون وجه حق. لقد وهبنا الله تعالى نعمة الحياة ولابد لنا من الحفاظ عليها وحمايتها، ولذلك فإنه عندما يتم الحفاظ وحماية حياة إنسان ما فكأنما حميت حياة الناس جميعا". وأضافت:" دعواتنا وصلواتنا لأقارب الضحايا وتمنياتنا للمصابين بسرعة الشفاء للمصابين، وسنبتهل بالدعاء إلى الله عز وجل ليحمي البحرين وسائر الدول وأن يمن علينا جميعا بالمحبة والسلام والأمن والطمأنينة". وأعرب رئيس الطائفة الهندوسية في البحرين فيجاي كومار عن أهمية أن يقف الجميع متحدين أمام التحديات والتهديدات التي يواجهها العالم ككل. وقال : " يعيش الهندوس في البحرين منذ حوالي 200 عاما ويتمتعون بالأمن والأمان والعيش بسلام ضمن النسيج الاجتماعي للبحرين. لابد من أن نتحد وندعو للسلام في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وكذلك للعالم كله. لابد للرسالة أن تكون واضحة تجمع كل الأديان تأكيدا لالتزامنا كل تجاه الآخر بوقف العنف والإرهاب ضد أي طائفة أو فئة بشرية". من جانبه أكد رئيس الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون أن الفعالية تأتي في وقت مناسب لنعلن للعالم رفضنا ونبذنا العنف والإرهاب بكل أشكاله. وقال:" لابد من التصدي لكل العمليات الإرهابية التي تهدف إلى شق الصف الواحد ، وليس هناك بأفضل من أن نتحد سويا ونقف متكاتفين ننشر ثقافة السلام من البحرين إلى العالم". وأضاف : " إن الإرهاب لادين له، ولابد من التصدي ومكافحته وهو في المهد. من المؤسف ما نراه من جر الشباب اليافع خلف أعمال تلحق بهم الخزي في الدنيا والآخرة، فلا مسوغ لقتل النفس البريئة التي حرم الله تعالى قتلها بدون سبب. لابد من تغليب صوت العقل والحكمة وسط هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام".

مشاركة :