الكل يتفق على ان حسن الشويخ ابو ناصر -رحمه الله- قدم كل ما لديه من جهد وعطاء لخدمة شباب القرية ورياضييها ولم يتوقف عن هذا العطاء الا في أيامه الأخيرة حين حاصره المرض وفرض عليه الابتعاد عن الحياة العامة التي لم يعتد عليها. اقول إن المرحوم سجله ناصع في هذا الجانب وموثق في أرشيف ناديه. لكني في هذه الأسطر القليلة أتحدث عن الجانب الإنساني في تكوين شخصيته. وما حفزني للتطرق إلى هذا الموضوع ما ذكره الأخ العزيز موسى حسن (ابو احمد) اطال الله عمره، حين قال إن أبو ناصر لم يتمالك نفسه وبكى بحرقة على رحيل السيد يوسف السيد إبراهيم الوداعي صديقهم وجليسهم على الساحل. وهذا صحيح فهو عاطفي وحساس ويتأثر لاي موقف عاطفي او حزين او عندما يشاهد اي إنسان في موقف ضعيف. ولمن يتصور ان المرحوم يتسم بطابع عصبي سريع فان هذا هو الظاهر من شخصيته ولا تعكس حقيقة ما تخبئه نفسه من طيبة وتسامح ونسيان أخطاء الآخرين ولا يحمل في نفسه الضغينة أو الحقد والكراهية لمن يختلف معه. وقد عرفت فيه هذه الخصال لقربي منه سنوات طويلة من خلال العمل في مجلس ادارة النادي وفي الحياة العامة.حين أعود إلى الوراء واسترجع شريط الذكريات أتوقف عند نشاطنا في النادي وبالذات في اجتماعات مجلس الإدارة وفي المناسبات والأنشطة التي تحتاج إلى عمل مكثف فمثلا في بعض الأحيان تتسم اجتماعات الإدارة بشيء من الشدة والانفعال عند مناقشة موضوع معين، والمرحوم هو واحد من الذين يدخلون في معمعة النقاشات الحادة، لكن عند انتهاء الاجتماع تنظر إليه وكأن ماء باردا صب عليه... وكأن شيئا لم يحدث قبل لحظات، لا بل إنه في اليوم الثاني ينسى الموضوع بشكل نهائي ويتحدث معك في مواضيع بعيدة عن جو الاجتماع. هذه الخصلة ذكرتها في حقه لأصدقاء عديدين ومن وراء ظهره ومن دون ان يعلم. وطيلة هذه السنوات لا أتذكر ان فترات طويلة من الجفاء أو الابتعاد عن بعض حدثت بيننا وأظن ان هذا ينطبق مع أصدقاءه الآخرين وخاصة في النادي.ايضا من صفاته التي لا يمكن ان يجادل فيها احد هي نزاهته في العمل ونظافة يده في الأمور المالية. ومعروف انه تولى منصب الأمانة المالية لدورات مختلفة وكان الانضباط وحُسن ترتيب الملفات وعدم الشك في الحسابات بما يثير الشك في المسؤول المالي هو الطابع المميز في عمله. كان يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الآخرون ويعلن الخطأ الذي حصل من جانبه.خلاصة الكلام لو كانت عندي شكوك في نظافة قلب هذا الرجل ونقاء سريرته لما أضعت وقتي في كتابة كلمة واحدة عنه. لكنه للأمانة والتاريخ يستحق أن تكتب فيه صفحات الكثيرة تخليدا لذكراه العطرة وهذا ما نأمل من أصدقائه ومحبيه.
مشاركة :