تقرير إخباري: حكومة الوفاق تعيد إحكام السيطرة على غرب ليبيا

  • 6/6/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دوليا اليوم (الجمعة)، من استعادة مدينة ترهونة (90 كلم) جنوب شرق طرابلس، التي كانت تعد غرفة العمليات الرئيسية لقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، وتضم أكبر قوة عسكرية لها غرب البلاد. وباستعادة مدينة ترهونة تمكنت حكومة الوفاق من إعادة إحكام السيطرة على غرب ليبيا بعد خروجه عن سيطرتها عقب إطلاق المشير حفتر عملية "الفتح المبين" في أبريل 2019 . وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني، العقيد محمد قنونو، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "قواتنا البطلة تبسط سيطرتها على كامل مدينة ترهونة،ولقّنت قوات حفتر درساً لن تنساه. وأضاف المتحدث العسكري "نوجه تعليماتنا إلى قواتنا داخل ترهونة، بتكليف فريق لتمشيط المنطقة بحثا عن أي سجون سرية أو مقابر، للكشف عن مصير عشرات من المخطوفين أو المفقودين من أبناء ليبيا في المواجهات مع العناصر التي كانت تسيطر على المدينة. وبخصوص العمليات المقبلة المتوقع شنها من طرف حكومة الوفاق، علق قائلا "مستمرون في الدفاع المشروع عن أنفسنا، وضرب بؤر التمرد أينما وجدت وإنهاء المجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل ليبيا". وأكد منذر الزاوي، أحد قادة قوات حكومة الوفاق التي دخلت لترهونة في حديثه لـ ((شينخوا))، بأن "ترهونة كانت تمثل التهديد الأكبر غرب ليبيا، وكانت قوات حفتر تتخذها قاعدة عمليات رئيسية واستغلت شباب المدينة والدفع بهم بحرب خاسرة ومحسومة عسكريا". وتابع الزاوي "حاليا نقوم بمطاردة فلول حفتر الهاربة جنوب شرق طرابلس، ولن نسمح ببقاء أي من قواته في غرب ليبيا (...)، الآن المعطيات تغيرت ولن نسمح باستمرار التهديد القادم من شرق ليبيا حيث مقر حفتر الذي يشن أعماله العدائية" في إشارة إلى مقر قيادة "الجيش الوطني" في بنغازي. وختم قائلا "ليس لدينا أي مشاكل مع أهلنا في الشرق، خلافنا مع عراب الفوضى حفتر، الذي تسبب في إزهاق أرواح آلاف الليبيين في حرب خاسرة، فقط لطمعه بالوصول إلى السلطة وكرسي الحكم بأي ثمن" على حد تعبيره . بدورها، أقرت قوات "الجيش الوطني" بخسارة ترهونة وكامل مدن غرب ليبيا، متهمة قوات حكومة الوفاق بتلقيها دعم تركي متطور. وأوضحت شعبة "الإعلام الحربي بقوات حفتر في بيان، أنه تم استخدام صواريخ RIM-67 من بارجة تركية ضد قواتكم المسلحة، وطائرات مسيرة ومدفعية موجهة تحت إدارة ضباط أتراك ومرتزقة سوريين وهذه هى الصورة الكاملة لما واجهته قواتكم المسلحة طيلة الأيام الماضية. وأضاف البيان رغم الحظر الدولي ولكن ظهرت مزاعم الرضاء التام لتسليم غرب ليبيا ، وقواتكم المسلحة لن تخذلكم ولن تتوقف إلا بتطهير التراب الليبي. من جانبه، أكد البرلماني الليبي مصطفى أبو شاقور، بأن حكومة الوفاق انتصرت على "تحالف دولي" داعم لحفتر. وأوضح أبو شاقور في بيان صحفي، "توجت ملحمة طرابلس بعد 14 شهرا بانتصار المدافعين عن الوطن على التحالف الدولي الذي أتى بالمرتزقة من كل العالم لدعم حفتر، ليحطم طرابلس ويحطم أمل الليبيين في دولة، لكن الأحرار من أبناء ليبيا قدموا قوافل الشهداء ليردوا هذا العدوان الغاشم على عاصمتهم". وفي أول رد فعل دولي على إعادة السيطرة على ترهونة وغرب ليبيا، تلقى فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا، وفقا لبيان مكتب الحكومة الإعلامي. وأكدت ميركل "حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، والعودة للمسار السياسي واستعداد ألمانيا لدعم هذا المسار، كما أكدت الحرص على أمن واستقرار ليبيا". من جانبه أعرب رئيس حكومة الوفاق بأن "لا حل عسكري للأزمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود لتحقيق السلام كان دائما هو خيارنا، إلا أننا لم نجد شريكاً حقيقياً للسلام ولا للعملية السياسية". وتابع السراج "هناك من يطرح مناورات سياسية وليست مبادرات، بهدف إيجاد دور لشخوصهم، فما يحركهم هو المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن". وتأتي سيطرة حكومة الوفاق على ترهونة (آخر معقل لقوات حفتر في غرب ليبيا)، بعد يوم على السيطرة الكاملة على العاصمة طرابلس. ومنذ إبريل الماضي، تشن قوات حكومة الوفاق هجوما متواصلا تحت غطاء جوي على قوات حفتر المتواجدة في مدن غرب ليبيا. وتمكنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة على مدن الساحل الغربي حتى الحدود التونسية مرورا بقاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية. وأعلنت قوات الجيش الوطني نهاية أبريل الماضي وقف جميع العمليات العسكرية بشكل أحادي، تلبية لدعوات دولية إلى "هدنة إنسانية". لكن حكومة الوفاق الوطني رفضت وقف إطلاق النار، مؤكدة استمرارها في عملياتها العسكرية. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.

مشاركة :