سلاح المدفعية لإخماد حريق بئر النهر الأحمر في القطب الشمالي

  • 6/6/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قالت شركة نفط روسية صغيرة إنها طلبت من الجيش قصف رأس بئر بالمدفعية المضادة للدبابات في حقل نفطي بسيبيريا في محاولة لإخماد حريق مشتعل منذ أواخر الشهر الماضي.ويدير هذه البئر فرع لشركة إيركوتسك للنفط وقد اشتعلت بها النار في 30 مايو/ أيار. وعقدت الحكومة الإقليمية اجتماعاً طارئاً الجمعة لتحديد كيفية إطفاء البئر.وقال اندريه بوجدانوف رئيس قطاع أمن الإنتاج في شركة إيركوتسك في الاجتماع «قررنا استدعاء قوات المدفعية بالجيش والتي يتعين عليها قصف رأس البئر من أجل إغلاقها بشكل ناجح وعملي».وأضاف أن من المتوقع وصول الجنود خلال يوم أو يومين وأن الشركة تأمل إخماد الحريق يوم الاثنين.ونقلت محطة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية عن الوزارة قولها إن طائرة عسكرية تقوم بنقل الجنود الذين يعتزمون استخدام مدفع مضاد للدبابات لقصف رأس البئر من أجل المساعدة في إغلاقها.ويقول مسؤولون إن الحريق لم يسفر عن إصابة أحد ولم يشكل تهديداً للغابات القريبة. وتقع أقرب قرية على بعد 100 كيلومتر. بوتين يطالب بتحمل تكاليف تنظيف التسرب من جهته، توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تبادر الشركة الروسية العملاقة للمعادن «نوريلسك نيكل» التي تسببت بالتسرب النفطي غير المسبوق في القطب الشمالي إلى العمل لإعادة النظام البيئي إلى سابق عهده في المنطقة.وأعلنت حالة طوارئ على المستوى الوطني في روسيا بعد تسرب 21 ألف طن من الديزل جراء انهيار خزان الجمعة الماضية خارج مدينة نوريلسك، ما تسبب بتلوث نهر غطته بقع حمراء فاتحة يمكن رؤيتها من الفضاء.وحاولت شركة المعادن العملاقة التي تملك الخزان من خلال شركة أخرى تابعة لها، احتواء الأضرار بمفردها ليومين قبل أن تلجأ إلى خبراء من كل أنحاء روسيا، وقد أثار هذا التأخير غضب بوتين.وأبلغت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية وكالة فرانس برس الجمعة بنجاحها في احتواء البقعة النفطية ووقف توسعها. اتصال بالفيديو مع «نوريلسك نيكل» وتحدث بوتين عبر الفيديو مع مسؤولين يتواجدون في موقع التسرب، حيث قال لفلاديمير بوتانين رئيس شركة «نوريلسك نيكل» إنه يتوقع أن تتكفل الشركة العملاقة بدفع تكاليف إجراء تنظيف شامل.وقال بوتين «من الضروري المضي بجميع إجراءات التعويضات لاستعادة التنوع البيولوجي والبيئي»، مشيراً إلى أنه لو قامت الشركة باستبدال الخزان القديم لما كانت لتتكبد هذه النفقات الآن.وأضاف أن كل المنشآت المشابهة «يجب تحليل وضعها بشكل حذر» في البلاد.وقدّر بوتانين أن عمليات التنظيف ستكلف نحو 10 مليارات روبل (146 مليون دولار)، ما عدا الغرامات.وأضاف «سننفق كل ما هو مطلوب»، مؤكداً «أننا سنعيد النظام البيئي إلى وضعه الطبيعي».ويعمل المحققون على كشف ملابسات الحادث، وقد اعتقلوا شخصاً يعمل في محطة لتوليد الكهرباء حيث يوجد الخزان.وقالت سفيتلانا راديونوفا رئيسة هيئة الرقابة البيئية الروسية إن العمل جار لتقدير الأضرار التي لحقت بالبيئة، واصفة الحادث بأنه «غير مسبوق في نطاقه». النهر الأحمر واعتبر خبراء بيئيون أن هذا التسرب النفطي هو أسوأ حادث من نوعه في منطقة القطب الشمالي، وثاني أسوأ تسرب في تاريخ روسيا.ونهر أمبارنايا الذي تأثر بالتسرب يغذي بحيرة بياسينو بالمياه، التي تعد مصدراً مائياً رئيسياً لنهر بياسينا الحيوي بالنسبة إلى منطقة شبه جزيرة تايمير.وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية ووكالة روسكوزموس الروسية بقعاً كبيرة من الوقود يميل لونها إلى الاحمرار وقد تحركت نحو 20 كيلومتراً باتجاه البحيرة وحتى النهر حيث تنصب جهود التنظيف الرئيسية.وتمكن أوائل المستجيبين لهذه الكارثة من احتواء انتشار التسرب عبر استخدام عوائق عائمة لمنع البقعة النفطية من الوصول إلى البحيرة، وهم الآن يسحبون السوائل التي سيتم تخزينها في خزانات مغلقة إلى أن تتجمد الأرض في الشتاء، وفق وزير الطوارئ يفغيني زينيتشيف.وقالت وزارة الطوارئ الجمعة إنها تمكنت من إزالة أكثر من 200 طن من الفيول.لكن وكالات صيد الأسماك الروسية وبعض البيئيين حذروا من أن العوائق غير قادرة على وقف التلوث.وتسببت البقعة النفطية بتلويث 180 ألف متر مربع من الأرض قبل أن تصل إلى النهر، وفق النائب العام الإقليمي.وتتعرض منطقة نوريلسك منذ عقود لتلوث ناجم عن إنتاج المعادن وأنشطة صناعية أخرى، وقال خبير الصندوق العالمي للحياة البرية أليكسي كنيجنيكوف إن السكان المحليين، بمن فيهم مجموعات السكان الأصليين مثل شعب الـ«نينيتس»، توقفوا منذ فترة طويلة عن الصيد في النهر.وفي مناسبات عدة سابقة تحولت مياه الأنهار حول نوريلسك، وهي المدينة الأكثر تلوثاً في روسيا، إلى اللون الأحمر بسبب مواد من مخلّفات من المصنع الرئيسي لشركة نوريلسك نيكل.

مشاركة :