فى أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة، بدأت الحكومة المصرية، انتفاضة أمنية وتشريعية وقانونية فى محاولة وصفت بـ»الجادة «لتقويض العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرًا، وعلى رأسها استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات، واستشهاد 17 من الجيش المصري في سيناء، وتأتي أبرز التعديلات على قانون الإجراءات الجنائية، ومشروع قانون مكافحة الإرهاب، وسط مطالبات حزبية وسياسية باستحداث وزارة حرب وإدارة أزمة لمواجهة الإرهاب. وأعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ وفقًا لبيان صحفي، مشيرة الى دراسة تطبيق استحداثات أمنية عالية المستوى تتفوق على أساليب التنظيمات الإرهابية، مثل وسائل الكشف عن المتفجرات، والسيارات المفخخة، والتشويش خلال سير الموكب على أجهزة التفجيرعن بعد، وإنشاء مركز قيادة شاملة موحدة، تضم خبراء من القوات المسلحة، والشرطة وكافة أجهزة الأمن، وخبراء في التكنولوجيا والمعلومات ومسارات تدفق الأموال وتحليل المعلومات، وتضع حاليًا لجنة من قيادات وزارة الداخلية خططًا أمنية محكمة لغلق الثغرات التي تستفيد منها بعض الجماعات الإرهابية، فيما تستعجل الحكومة فى إنهاء إجراءات التشريعات الجديدة الخاصة بمكافحة الإرهاب خاصة ما يتعلق منها بالإجراءات والعقوبات، ومن المقرر اختصار إجراءات نظر القضايا المتعلقة بالإرهاب من خلال سرعة الإجراءات داخل المحاكم المخصصة لها، ومنح سلطات إضافية لمأمور الضبط القضائى للتعامل مع الجرائم الإرهابية، ومنح المحققين فى جرائم الإرهاب بعض سلطات محكمة الجنح المستأنفة المنعقدة بغرفة المشورة، فضلاً عن تسهيل إجراءات فحص الأموال الموجودة بالبنوك. وبدورها أعلنت وزارة العدل عن انتفاضة أخرى لتعديل القوانين الجنائية لسد الثغرات التي تمتلئ بها بعض القوانين وتزيد من أمد التقاضي. من جانبه، أكد الخبير الأمنى اللواء مجدي البسيوني لـ»المدينة» أن حزمة القوانين المزمع إصدارها خلال الأيام القليلة القادمة تهدف إلى وضع حد للمأساة التي تعاني منها مصر خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى ضرورة تسريع الإجراءات الخاصة بقانون الارهاب، وعمليات القبض والعمليات الاستباقية، وأن تكون هناك إجراءات أكثر صرامة في تأمين الشخصيات العامة والتي تنتشر أسماؤهم وعناوينهم وتحركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى. بدوره دعا العقيد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الاستراتيجية، إلى استراتيجية نوعية فى مواجهة العمليات الإرهابية بعد دراسة القوانين والإجراءات جيدًا، مؤكدًا أن تنظيمات بيت المقدس وداعش والإخوان تحتاج إلى خطة بعيدة المدى وليس مسكنات، لكنه استدرك موضحًا أنه لا يمكن القضاء على هذه البؤر بين ليلة وضحاها، لامتلاكها تكتيكًا عالي المستوى وقدرة على التنفيذ وأسلحة متطورة. المزيد من الصور :
مشاركة :