تتصدر حركة «أنتيفا»، المناهضة للعنصرية والرأسمالية والتمييز، التقارير الإخبارية ونشرات الأخبار ووسائل الإعلام بعد التظاهرات الغاضبة التي عمّت أنحاء الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة احتجاجاً على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي، جورج فلويد، بأيدي أحد رجال الشرطة في جريمة عنصرية ومشهد صادم أشعل غضباً عالمياً. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم المنظمة بإثارة الشغب، ووصفها بالحركة الإرهابية على الرغم من أنها تلقى تأييداً من قِبل العديد من الأمريكيين حيث يعتبرها البعض «كلمة السر» في احتجاجات أمريكا، ويرى المراقبون أنها حركة متماسكة على الرغم من أن ليس لها إدارة مركزية معروفة، ولا أعضاء مسجلون، لكن أكثر ما تنتقد به أنها تتبنى العنف في منهجيتها، إضافة إلى أنه أينما توجد يوجد التخريب. ويرى مراقبون أن «أنتيفا» لم تكن وحدها المسؤولة عن تأجج الأوضاع داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية، حيث كان لدعوات الاحتجاج قبول شعبي كبير، تناغم بشكل ملحوظ مع الانتقادات الموجهة لسياسات إدارة ترامب، وهو الأمر الذي ينذر باتساع رقعتها ساعة بعد الأخرى برغم جهود الاحتواء، ومن السابق لأوانه تقييم تداعيات تلك التحركات على مستقبل ترامب السياسي. وتحظى حركة «أنتيفا» ببعض المؤيدين والمعجبين من الناشطين الداعين للسلام، مثل الكاتب والأكاديمي الشهير كورنيل ويست، وأعرب عن إعجابه بقيام حركة أنتيفا بحماية الأنشطة المناهضة للعنف، وقال لصحيفة «واشنطن بوست»: «لولا حماية مناهضي الفاشية لنا من الفاشيين الجدد لكانوا سحقونا مثل الصراصير». لكنها محل انتقادات كبيرة من العديد، إضافة إلى السلطات الأمريكية، حيث اتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيج العنف وأنها منظمة إرهابية، وقال إن أعمال العنف والتخريب تقودها «أنتيفا» وغيرها من الجماعات اليسارية المتطرفة التي ترهب الأبرياء وتدمر الوظائف وتضر بالأعمال وتحرق المباني، بالتزامن مع تصريحات لوزير العدل الأمريكي ويليام بار قال خلالها إن المنظمة تمثل مجموعة «من متعصبين ومحرضين مندسين» اختطفوا الاحتجاجات، ويرتدي عناصرها أقنعة سوداء لإخفاء هويتهم عن الشرطة.نشطاء من الصعب تحديد رقم صحيح لأعداد نشطاء «أنتيفا»، فهم دائماً حريصون على إخفاء هويتهم، وإن كان ظهورهم في كل مناسبة أو مظاهرة كبرى يعطي إيحاء بأن أعدادهم كبيرة، وأن أغلبهم من الشباب صغير السن، وإلا ما كانوا سيظهرون في الجامعات مثل تظاهرات جامعة بيركلي. يعتنق أفرادها الأفكار الاشتراكية واللاسلطوية، فيما يتبنى القليل منهم الأفكار الليبرالية يتميزون بمظهر لافت للنظر أشبه بالتيارات الفوضوية، ليس لديهم أي مانع في عقد التحالفات مع الجماعات الأخرى التي تتقاطع مصالحها معهم حتى إن اختلفت أيديولوجياتهم. وبرغم أن الاستخدام الأولي لاسم تلك الجماعة يعود إلى الحرب العالمية الثانية، في بعض البلدان كألمانيا وإيطاليا، لوحظ تزايد أعداد المنضمين للحركة في أمريكا بعد وصول الرئيس ترامب إلى السلطة، حيث أُسست أول مجموعة تحمل الاسم ذاته في أمريكا عام 2017 تحت اسم مجموعة «أنتيفا» روز سيتي، في مدينة بورتلند بولاية أوريغن، وقد تزايد ظهورها بعد سلسلة من الأحداث التي سلطت الضوء على المحتجين المناهضين للفاشية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :