ينتظر أن يصل إلى صنعاء، الأحد المقبل، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإجراء مشاورات مع الحوثيين وبعض المكونات السياسية في الساحة اليمنية، وفي مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه المخلوع علي عبد الله صالح، بشأن المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع الدائر في البلاد، منذ انقلاب تحالف الحوثيين - صالح على الشرعية الدستورية، أواخر العام الماضي. في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مطلعة في صنعاء أن الحوثيين سوف يطرحون على المبعوث الأممي مقترحا «شبه جاهز» بتشكيل حكومة شراكة، كما يصفونها، تشارك فيها أطراف متحالفة مع الحوثيين في الحراك الجنوبي، وهي أطراف ليست ذات تأثير قوي، وأشارت المصادر إلى أن «هذه هي إحدى الأوراق التي يلعب بها الحوثيون لكسب الوقت، إلى جانب مشاوراتهم المتواصلة مع شخصيات سياسية جنوبية بارزة، وتأكيدهم لتلك الشخصيات عدم رغبتهم في البقاء في المدن الجنوبية وفي المقدمة عدن، من أجل استمالة مواقف تلك الشخصيات إلى الجماعة وشق الصف الجنوبي». ومضت المصادر في القول إن الحوثيين سيقدمون طمأنة للمبعوث الأممي بشأن هذه الحكومة وبأنها ستشمل كل المكونات السياسية وألوان الطيف السياسي، بحسب اعتقادهم، وذكرت المصادر أن المبعوث الأممي سوف يركز، في زيارته التي من المتوقع أن يقوم خلالها بزيارة مدينة عدن، على موضوع الهدنة الإنسانية ومناقشة الأفكار التي طرحتها الحكومة اليمنية على ولد الشيخ خلال زيارته اليومين الماضيين إلى العاصمة السعودية الرياض، والمتعلقة بتنفيذ القرار الأممي 2216، وأضافت المصادر السياسية اليمنية أن الحوثيين «منذ ما بعد فشل مشاورات جنيف، أواخر الشهر الماضي، وهم يقومون بأعمال ميدانية تصب في مجملها باتجاه إظهار الحاجة الماسة لهدنة إنسانية»، ودللت المصادر على ذلك بقيام الميليشيات الحوثية وقوات صالح بارتكاب مجازر وجرائم حرب في عدن وتعز، خلال اليومين الماضيين، «وهذا يساهم في تعزيز مطلب المبعوث الأممي بهدنة إنسانية، وهو الأمر الذي يريده الحوثيون ويخدم موقفهم الميداني الذي بات ضعيفا في بعض الجبهات وبحاجة إلى تعزيزات عاجلة». وفي التطورات الميدانية، جددت طائرات التحالف، أمس، قصف أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث دوت انفجارات عنيفة في الجهة الجنوبية من العاصمة، وذلك جراء سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات التحالف على جبل فج عطان بجنوب العاصمة الذي تتواصل عمليات استهدافه بالغارات الجوية منذ أواخر مارس (آذار) الماضي وحتى اللحظة، ويحتضن الجبل معسكرا لقوات الحرس الجمهوري سابقا التي كان يقودها النجل الأكبر للرئيس اليمني السابق، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، ويعتقد أن الموقع المستهدف يحتوي على مخازن استراتيجية للأسلحة والذخائر، وقال شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن قصف طائرات التحالف طال، أيضا، معسكر الخرافي وكلية الهندسة العسكرية قرب «جولة آية» في شمال العاصمة صنعاء، كما استهدف القصف بعض الأهداف في أحياء منها النهضة وذهبان، وأكدت مصادر سقوط قتلى وجرحى في تلك الغارات، حيث عمدت قوات التحالف، في الآونة الأخيرة، إلى استهداف بعض منازل قيادات في حركة أنصار الله الحوثية التي قالت بدورها إن قواتها أطلقت عددا من الصواريخ على مواقع عسكرية سعودية، حسبما ذكرت دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة في صنعاء الموالية للحوثيين، كما واصل طيران التحالف غاراته التي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين. وقالت مصادر محلية إن قتلى وجرحى سقطوا في تلك الغارات التي استهدفت عددا من المديريات والمناطق، بينها سحار والطلح. واستهدفت الغارات، أيضا، معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة تعز، وهو أحد المواقع الرئيسية لجماعة الحوثي وقوات صالح في محافظة تعز، ومواقع في عدن والجوف ومأرب وحجة. في موضوع آخر، تحدثت المعلومات الواردة من محافظة إب، بوسط البلاد، عن مقتل ما لا يقل عن 30 مسلحا حوثيا في هجوم نفذته المقاومة الشعبية، ويعد هذا هو الهجوم الأعنف والأقوى للمقاومة في محافظة إب، منذ الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري للمقاومة في هذه المحافظة المجاورة لعدد من المحافظات، بينها تعز والضالع وذمار. إلى ذلك، وفي الوقت الذي أعلنت فيه سلطات الحوثيين تفكيك عبوة ناسفة في مدينة ذمار، بجنوب صنعاء، أمس، قالت المقاومة الشعبية في «إقليم آزال» الموالية للشرعية، إنها نفذت عددا من العمليات ضد المسلحين الحوثيين في مدينة ذمار وإن قتلى وجرحى سقطوا جراء تلك العمليات التي استخدمت فيها العبوات الناسفة والقنابل اليدوية، وذكر المكتب الإعلامي للمقاومة أنه جرى تنفيذ عمليتين متزامنتين استهدفتا طقمين لميليشيات الحوثي وصالح في محافظة ذمار، الأولى استهدفت طقمًا لميليشيا الحوثي وصالح بعبوة ناسفة، عند جولة صوال في الشارع العام، شمال مدينة ذمار، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المسلحين الذين كانوا يستقلون الطقم، فيما استهدفت العملية الثانية طقما عسكريا آخر في حي الجمارك، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات جراء الهجوم.
مشاركة :