قال المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس المصري بالقاهرة أمس، إن «تركيا ترعى الإرهاب وتنقل العناصر الإرهابية في المنطقة، مما يعرقل تسوية الأزمة الليبية»، مشددا على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وضرورة القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة. وقال حفتر إن الأتراك يريدون احتلال ليبيا، مؤكدا أن الجيش الوطني الليبي يسعى لاستعادة الدولة وطرد المستعمرين الذين يزعمون أنه إرث أجدادهم، محذرا من أن التدخل التركي في الصراع يعزز الاستقطاب الداخلي في ظل إمداد حكومة الوفاق غير الدستورية بمزيد من السلاح والمرتزقة. وأضاف إن التدخل التركي في الصراع الليبي من شأنه، أن يزيد حالة الاستقطاب الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن تركيا تسعى إلى حصار ليبيا ودول المنطقة من خلال اتفاق يستبيح الأراضي الليبية. وأعلن حفتر، تأييده لإقامة حوار مجتمعي شامل يسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.الرئيس المصريوأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن مبادرة لتسوية الأزمة الليبية، تشمل إعلانا دستوريا لتنظيم أسس المرحلة المقبلة، كما دعا إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا اعتبارا من يوم غد الإثنين.وطالب الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي بضرورة إخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك أسلحتها، وحذر الرئيس المصري من خطورة الوضع الراهن في الساحة الليبية، مشيرا إلى أن تلك الأزمة لا تمتد تداعياتها إلى ليبيا فقط ولكن دول الجوار، محذرا من استمرار أي طرف في البحث عن أي عمل عسكري في ليبيا.وحذر السيسي من إصرار أي طرف في البحث عن حل عسكري للأزمة الليبية، معلنا اتفاقه مع حفتر وعقيلة صالح لطرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا. وأشار إلى أن المبادرة المطروحة تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا بداية من الثامن من الشهر الجاري وإخراج الميليشيات الأجنبية من ليبيا.لا تهميش ولا إقصاءوقال رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إن مبادرة تسوية الأزمة الليبية التي طرحت أمس بالقاهرة تتماشى مع مخرجات مؤتمر برلين والمقررات الدولية ذات الصلة، كما تعزز أهداف الشعب والدستور الليبيين حيث لا تهميش لأحد ولا إقصاء لأحد، وبالتالي فهي صحيحة حسب العرف الليبي والدستور الليبي وكافة المعاهدات الدولية، لافتا إلى أنه جار الآن وضع دستور جديد للدولة الليبية، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مؤكدا أن الدولة الليبية تتكون من 3 أقاليم وسوف تشارك جميعا، وسوف تكون ممثلة. وأشار صالح إلى أن الجيش الليبي لم يتحرك لمحاربة الليبيين ولكن لدحر الإرهابيين والمرتزقة في العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف إن الجيش الليبي يطهر البلاد من الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة، موضحا أن تركيا دفعت بـ 10 آلاف من المرتزقة.حل سياسيوكانت مباحثات السيسي وعقيلة صالح وخليفة حفتر قد أسفرت عن مبادرة تلتزم بمقتضاها الأطراف كافة بوقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 6 صباح يوم 8 يونيو 2020، وترتكز بالأساس على مخرجات قمة برلين التي نتج عنها حل سياسي شامل يتضمن خطوات تنفيذية واضحة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان.وتشمل المبادرة أيضا استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية (5 + 5) بجنيف برعاية الأمم المتحدة، وبما يترتب عليه إنجاح باقي المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، آخذا في الاعتبار أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى تتمكن القوات المسلحة (الجيش الوطني الليبي) بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاضطلاع بمسئولياتها العسكرية والأمنية في البلاد.كما تنص المبادرة على العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، وكذلك إعادة سيطرة الدولة على كافة المؤسسات الأمنية ودعم المؤسسة العسكرية مع تحمل الجيش الوطني الليبي مسؤوليته في مكافحة الإرهاب وتأكيد دوره بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطة لحماية السيادة الليبية واسترداد الأمن في المجال البحري والجوي والبري. ويقوم المجلس الرئاسي باتخاذ قراراته بالأغلبية عدا القرارات السيادية المتعلقة بالقوات المسلحة فيتم اتخاذ القرارات أو البت في المقترحات التي يقدمها القائد العام للقوات المسلحة بالإجماع.استهداف المدنيينوصعدت تركيا من تدخلها في الأزمة الليبية باستهداف المدنيين في أثناء هروبهم من جحيم ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية المدعومة بمرتزقة أردوغان وقصف الطيران التركي المسير، فجر أمس السبت، مجموعة من السيارات لأسر نازحة من مدينة ترهونة «جنوب مدينة سرت»، ما أدى لمقتل عدد من الأشخاص. وكانت ميليشيات الوفاق زعمت أن أعيان مدينة سرت عرضوا تسليم المدينة بعد انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي، وكذب الأهالي هذه الرواية بخروج المئات منهم للتنديد بما وصفوه بالاحتلال التركي لمدينتهم، وصد هجوم ميليشيات الوفاق ومرتزقة أردوغان. واستهدفت طائرة تركية مسيرة أمس مواقع عسكرية للجيش الوطني الليبي في بوابة 70 جنوب مدينة سرت، فيما زعمت ميليشيات الوفاق أن طائراتها نفذت 5 ضربات جنوب سرت استهدفت آليات للجيش الليبي، وتتقدم الميليشيات صوب مطار مدينة بني وليد غرب البلاد تحت غطاء جوي تركي بعدما تمكنت من دخول المدينة بعد ساعات من السيطرة على مدينة ترهونة.الأتراك غزاةوكشف الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن القوات المسلحة الليبية تعرضت للقصف أثناء التراجع عن طرابلس، وإعادة التمركز في محيط العاصمة، وقال في كلمة متلفزة، مساء الجمعة: تلقينا مطالب دولية بالتراجع 60 كم عن حدود طرابلس، وانسحبنا من منطقة ترهونة إلى مناطق آمنة، لكن الغزاة الأتراك لم يتقيدوا بأي التزام أثناء انسحابنا، وواصلت الطائرات المسيرة التركية استهدافنا رغم وقف النار الذي أعلنا عنه.وحذر المسماري من أن ترهونة تشهد انفلاتا أمنيا وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته كاملة، مشيرا إلى أن دولا عديدة ومنظمات دولية كونت تكتل ضغط على الجيش الليبي للعودة إلى طاولة الحوار والعمل باتفاقية (5 + 5) للتنسيق بين الجانبين، وكانت هناك ترتيبات أخرى وهي إعلان وقف لإطلاق النار والتراجع مسافة 60 كم عن محيط العاصمة طرابلس لإبعاد شبح المعركة عن المدنيين، واستجاب الجيش لهذه النداءات المتكررة حقنا لدماء الليبيين.وقال الناطق باسم الجيش الليبي: حاولنا إقناع الرأي العام العالمي بالفصل بين مسألتي محاربة الإرهاب، والسياسة والتي لا تعنينا كقيادة عامة، وأن ما يهمنا في المقام الأول محاربة الجريمة، كوننا قوات شرعية معترفا بها من قبل الشعب والبرلمان.نزوح وتهجيروأضاف: شعبنا تعرض بسبب الحرب إلى النزوح من منازلهم والتهجير إلى خارج ليبيا، وبلادنا تتعرض لانتهاكات أهمها تبديد مقدراتها وعقد اتفاقيات مشبوهة، خاصة ما قام به فايز السراج مع تركيا أمام مرأى ومسمع من العالم.وشدد المسماري على تحميل المجتمع الدولي خاصة الدول التي تواصلت مع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، المسؤولية عما يحدث في المناطق التي انسحب الجيش منها، كونها لم تستطع إيقاف الاعتداء التركي في تلك المناطق واستهداف المدنيين في ترهونة وبني وليد وغيرهما. وقال: نعلم أن تركيا عضو في الناتو، وتملك ترسانة ضخمة استخدمت في استهداف تلك المناطق، ولذلك نحن كجيش نواجه قوة هي جزء من الناتو، وهناك من حاول الدفع بالحلف إلى المعركة، وهذا ما سيظهر في الأيام القادمة.