وجهت إيران اليوم (السبت) انتقادات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية إفراج طهران عن العنصر السابق في البحرية الأمريكية مايكل وايت، متهمة إياه بمحاولة استغلال أي قضايا سطحية كأرضية للمفاوضات مع طهران، حسب ما أفادت وكالة أنباء (فارس) شبه الرسمية. ونقلت الوكالة عن مدير عام دائرة مكافحة التجسس في وزارة الأمن الإيرانية قوله في بيان إن الإفراج عن البحار الأمريكي جاء لأسباب، منها "تفويت الفرصة على بعض السياسيين الأمريكيين الذين كانوا يتحينون وفاة وايت لمعاناته من مرض مزمن واستغلال ذلك سياسيا إلى أقصى حد ممكن ضد الجمهورية الإسلامية". وأوضح أن وايت كان قد دخل البلاد قبل عامين بصفة سائح وكان يعتزم تغطية تواجده في البلاد للحصول على فرصة التجسس عبر أساليب خادعة والاتصال مع مواطنين إيرانيين إلا أنه تم رصده واعتقاله، مشيرا إلى أنه واجه في الوقت ذاته شكوى خصوصية رفعت ضده. وأضاف أنه بعد مضى نحو عامين على فترة سجنه تم طرده من البلاد وفق مسار قضائي لأسباب إنسانية بعد اشتداد مرضه. واستطرد المسؤول الأمني قائلا "إن معلومات دائرة مكافحة التجسس في وزارة الأمن الإيرانية تشير إلى أن بعض السياسيين في الولايات المتحدة ومن ضمنهم المبعوث الأمريكي بشأن إيران براين هوك، كانوا يتحينون استغلال فرصة وفاة وايت، لمعاناته من مرض مزمن، سياسيا إلى أقصى حد ممكن ضد الجمهورية الإسلامية وأن يجعلوا منه قنبلة إعلامية إلا أنه تم حرمانهم من هذه الفرصة بالإفراج عنه". وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يوم الخميس إفراج واشنطن عن الطبيب الإيراني الأمريكي مجيد طاهري، مقابل إطلاق سراح العنصر السابق في البحرية الأمريكية مايكل وايت. وأعرب ترامب عن شكره لإيران بعد عملية تبادل السجناء، وقال إن هذا يظهر أن التوصل إلى اتفاق مع طهران "أمر ممكن". ودعا ترامب إلى إبرام "صفقة كبرى" مع إيران قبل الانتخابات الأمريكية. وتعليقا على خطاب الشكر الذي وجهه ترامب لإيران إزاء الإفراج عن وايت، قال المسؤول الأمني الإيراني "إن ترامب بحاجة ماسة إلى استقطاب دعم الرأي العام له بعد إحباطه وعجزه في قضية إدارة كورونا والاحتجاجات ضد التمييز العنصري، لذا فإنه يسعى في إطار خطوة غير مهنية لإنزال خلافات طهران مع واشنطن إلى مستوى قضايا سطحية واستغلال أي قضية صغيرة وغير ذات علاقة إلى أقصى حد ممكن كأرضية للتفاوض مع إيران". وتابع "أن ترامب المصاب بمتلازمة التسويق والاستعراض في الشوارع لاستقطاب الزبائن يعد في قضية التفاوض مع إيران مصداقا بارزا لـ "الغريق يتشبث بكل حشيش". وأضاف أنه "بطبيعة الحال فإن مثل هذه السلوكيات ليست مستبعدة من رئيس جاء إلى البيت الأبيض من قطاع الأعمال وإدارة الشركات".
مشاركة :