يرى حسين أبو خضير، والد الفتى محمد، أن اختطاف وقتل ابنه قبل عام كان نقطة فاصلة في العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية، مشيرا من جهة ثانية إلى ألا أمل له بالقضاء الإسرائيلي بأن يقتص من قتلة ابنه. وقال أبو خضير لـ"الوطن"، في ذكرى مرور عام على اختطاف وقتل الفتى أبو خضير من منزله في حي شعفاط في القدس الشرقية: من الصعب العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية أن تعود إلى ما كانت عليه، فحرق محمد كان نقطة فاصلة، وبالتالي فإن أقصر طريق لهم هو الرحيل عن هذه البلاد وإنهاء هذا الاحتلال الذي يعدّ الأطول في تاريخ البشرية. وأضاف: إنهاء الاحتلال سيكون الأمر الأفضل للجميع وسيكون هذا أفضل شيء في هذه الحياة، وإلا فإن مصائبنا ستبقى، لذلك فإنه واجب على هذا العالم أجمع أن ينهي هذا الاحتلال وواجب على أوروبا والولايات المتحدة أن توقفا دعم هذا الاحتلال لآن دعمهما يطيل في عمره. وأشار أبو خضير إلى أنه يتضح من الاعترافات التي قدمها ثلاثة مستوطنين إسرائيليين أنهم اختطفوا الفتى من أمام منزله في فجر اليوم الثاني من يوليو الماضي في حي شعفاط ومن ثم قتلوه حيا بإحراقه. وقال: في الجلسة الأخيرة من المحكمة تحدثوا بالتفصيل عن عملية القتل مثلا ضربه وخنقه خلال اختطافه في السيارة ومن ثم إحراقه حيا، في حقيقة الأمر فإننا حرقنا ونحن نستمع إلى تفاصيل الجريمة ونتمنى لو أننا لم نسمعها. وأفاد: خلال جلستين امتدتا من الصباح وحتى العصر تحدث القاتل عن التفاصيل الكاملة لعملية القتل، ما جعل حالتنا النفسية سيئة للغاية. وتابع: مثلا أحد كان يقول: اقتله وتأكد من أنه قتل إن العرب مثل القطط بسبع أرواح، وقام بتقييده وسكب الوقود عليه وأحرقه في غابة قريبة من القدس. ولفت إلى أنه بمرور عام على عملية القتل البشعة فإننا نعيش عملية القتل يوميا ونحرق يوميا ولا يمكننا أن ننسى. وقال، أصبحت أكره الذهاب إلى المحكمة خوفا من رؤية القتلة لأنه صارت لدي عقدة نفسية من المجرمين القتلة. وأشار أبو خضير إلى ألا ثقة لديه في القضاء الإسرائيلي. وقال، ماذا تريد مني أن أتوقع من احتلال؟ أن يحكم عليهم بالسجن المؤبد أو يحرقهم؟ لا أتوقع منه أي شيء وحتى إذا ما أصدر الأحكام عليهم فإنه لاحقا يتم تقديم استرحام إلى الرئيس الإسرائيلي ويفرج عنهم لأنه يحق له أن يفرج عن أي سجناء. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبل أبو خضير في مقر الرئاسة في رام الله ومنح الفتى محمد نوط القدس، وذلك إحياء للذكرى الأولى لاستشهاده. وقالت الرئاسة إن منح نوط القدس للفتى الشهيد جاء تقديرا ووفاء لروحه الطاهرة، حيث قضى حرقا على يد عصابات الحقد والإرهاب، فعزز باستشهاده مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني الصامد في كل مكان، خاصة في مدينة القدس الشريف، وكذلك سعيه وكفاحه نحو تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال. وقال أبو خضير: تم منح وسام نوط القدس وهو أعلى وسام في السلطة الفلسطينية تكريما للشهيد محمد ونشكر الرئيس على هذه البادرة. وأضاف: وعد الرئيس أنه في المستقبل يتم رفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.