شعرنا أن ابننا قد أغتيل مرة أخرى، بهذه الكلمات عقّب حسين أبو خضير والد الطفل الشهيد المقدسي محمد، الذي اختطفته قبل عام مجموعة من المستوطنين ثم أحرقوه حياً حتى الموت، على جريمة قتل الرضيع علي دوابشة بحرق منزل ذويه، فجر الجمعة. وقال إن حكومة الاحتلال تشجع الإرهاب وتعزز وجود المجرمين العنصريين، إنه لا يعلق آمالاً على القضاء الإسرائيلي وتوقع أن يتهم قاتل ابنه بالجنون. واعتبر أن ما جرى في جلسة المحكمة التي تنظر في قضية نجله الشهيد، والتي عقدت منتصف الشهر الفائت، مسرحية متقنة بمهارة، وقال: وقفت للاعتراض على الأكاذيب التي قالها الجناة فطلبوا مني التزام الصمت، الأسئلة التي وجهت للقتلة لم تكن في صلب القضية، وكان المتهم الأكبر يمثل دور المجنون وأنه لا يفهم ما يقوله القاضي. وتوقع والد الطفل أبو خضير أن تقضي المحكمة ببراءة القتلة نظرا لما شاهده في الجلسة الأخيرة، وأوضح أن المحكمة لم تسمح لمحامي العائلة بالحديث، ما يعني أن المسرحية محبوكة مسبقاً. وقال محاكمة القتلة تسير بشكل هزلي، عُقدت 16 جلسة، ولكن لا توجد نتيجة حتى الآن، فتارة يدّعون أنه لا توجد إمكانية للتواصل مع محامي القتلة، وتارة أخرى أن أحد القتلة يعاني من مرض، وفي المرة المقبلة سيجلبون لهم أطباء نفسيين. بدورها قالت سهى أبو خضير والدة الشهيد محمد، ان القضاء الإسرائيلي لا يحكم بالعدل، فرغم أن جميع الأدلة تؤكد تورط هؤلاء القتلة بجريمة إحراق طفلها حياً، إلا أن المحكمة تماطل في إدانتهم، لو كان القاتل عربيا لما تعاملت المحكمة معه بهذا الشكل. واتهم والدا الشهيد أبو خضير هيئة محكمة الاحتلال بالمراوغة وصياغة اتفاق خلف الأبواب المغلقة لتبرئة المستوطنين القتلة، الذين قالوا في جلسات محاكمتهم عن جريمتهم: أحرقناه ليتطاير رماده في جبال القدس. وكانت محكمة الاحتلال المركزية في القدس أجلت في جلستها الأخيرة محاكمة قتلة الطفل أبو خضير للثاني والعشرين من شهر أكتوبر المقبل بعد 16 جلسة، وأكثر من عام، على الجريمة البشعة. ورأى النائب العربي في الكنيست محمد بركة، أن المسؤول الأول والأخير عن هذه الجرائم هو الاحتلال، وأن مثل هذه الأفعال والممارسات الإرهابية لن تتوقف إلا برحيله، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن هؤلاء المتطرفين وممارساتهم. (وكالات)
مشاركة :