فجأة انفجر لغم الفتنة «الطائفية ـ المذهبية» داخل الشارع اللبناني، ليهدد كيان واستقرار الدولة، ويجهض الحراك الشعبي، بعد أن تحولت الساحات إلى معارك بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع .. واختلط السياسي بالمذهبي الطائفي، وتداخل سلاح حزب الله مع المطالب المعيشية، وشرخت هتافات «إساءة مذمومة » لأم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ صدور المسلمين والمسيحيين اللبنانيين معا.ما إن أوشكت الفتنة المذهبية على رفع رأسها لتصدُّر المشهد اللبناني حتى سارع العقلاء إلى محاولة درئها، موجّهين نداء إلى ضبط النفوس، وسط مساعٍ بين الأجهزة الأمنية والأحزاب الفاعلة على الأرض لإعادة الهدوء إلى بيروت. الموقف الديني الرسمي، جاء على لسان دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية التي حذّرت في بيان، جمهور المسلمين من الوقوع في فخّ الفتنة المذهبية والطائفية. وأكدت أنّ «شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائنا من كان لا يصدر الا عن جاهل ويحتاج الى توعية، وعليهم الاقتداء باخلاق الاسلام»..وفي سياق المواقف الرسمية، غرّد رئيس الحكومة حسان دياب، في حسابه عبر «تويتر»، مؤكداً أنّ «رئاسة الحكومة تدين وتستنكر بأشد العبارات، كلّ هتاف أو شعار طائفي مذهبي، لا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة، وتهيب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي والحكمة والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية المكلفة حماية الاستقرار والسلم الأهلي».من جهته، توجّه رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، «الى كلّ المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة»، منبهاً الى «التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن أن تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد». وقال «حزب الله» في بيان، «إن ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر، ولا يعبّر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين، ويتنافي مع الفتوى المعروفة للإمام علي الخامنئي، بحرمة التعرّض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين..إننا نحذر بشدة من مسبّبي الفتن والمستفيدين منها، وكل أولئك الذين يروّجون للفتنة والتوتّر المذهبي والطائفي والديني». واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن المذهبية بين اللبنانيين وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية خدمة لأعداء الدين، بالاساءة والتعرض لكرامة الرموز الدينية،« ولاسيما شتم أم المؤمنين السيدة عائشة، فهذه الإساءة مرفوضة ومدانة على مختلف المستويات الأخلاقية والدينية، وتعاليم أهل البيت تأمرنا بمواجهة الفتنة واحترام كل الرموز والمقامات الدينية».وقالت حركة أمل الشيعية، إن «أي إساءة أو تطاول، أو تجرؤ، يحاول البعض من الجهلة الذين لا يعرفون مدرسة أهل البيت وتعاليمهم، هي مدانة ومرفوضة ومستهجنة، خصوصاً اذا حاولت المسّ بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها. هي أم المؤمنين زوجة رسول الله» توزعت دماءالفتنة بين القبائل أصبح التساؤل داخل الدوائر السياسية والحزبية في بيروت عن الدور المشبوه والأصابع التي لعبت بشرارة الفتنة المذهبية، والتي تهدد بفتنة اهلية دموية ؟! وكيف أصبحت الانتفاضة الشعبية اختبارا للاشتباك؟ ومن وراء إجهاض الحراك الشعبي الذي تم الإعداد له قبل أيام معدودات، لاستعادة « روح ثورة 17 أكتوبر/ تشرين»، التي خفتت بعد تأليف حكومة «مواجهة التحديات»، ثم انكفأت بعد ظهور الإصابات بفيروس كورونا، واتخاذ الدولة قرار التعبئة العامة، والذي تم تمديده حتى 5 يوليو/ تموز المقبل.كان المشهد اللبناني العام، قبيل ساعات من استعادة شرارة «ثورة تشرين»، أمس السبت، الذي أطلق عليه «السبت الكبير، ينبىء ويحذر من اندلاع شرارة الانتفاضة الشعبية، بدوافع الجوع والبطالة، وتفاقم الأزمات المعيشية والمالية.. وفي نفس الوقت استعدت قوى الحراك من أحزاب وجمعيات ونوادٍ، لما وصف «باليوم الموعود»، كلٌّ له اسبابه وأهدافه من الحراك. اختلط السياسي بالمعيشي والمذهبي الطائفي وفجأة..مع بدء مسيرات الحراك الشعبي، اختلط السياسي بالمعيشي والحياتي والمذهبي الطائفي، لجهة اعتبار سلاح «حزب الله» هو من أبرز أسباب المشكلة، وبالتالي رفع شعارات تطبيق القرار 1559، الذي يرمي إلى نزع سلاح الحزب..وشكّلت المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» لغماً حاضراً للانفجار بين صفوف المتظاهرين الذين لبّوا الدعوة إلى التجمع في ساحة الشهداء، وسط بيروت، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، في محاولة لإحياء جذوة «ثورة 17 تشرين».وهكذا .. اندلعت مواجهات بين محتجين والقوى الأمنية في وسط بيروت، في أثناء محاولة متظاهرين الوصول إلى مجلس النواب، وحطم البعض واجهات محال تجارية، وبدأت المشادات الجانبية ورمي الحجارة في مواجهة القنابل المسيلة للدموع و«العصي الأمنية»، وانطلقت من جنبات بعض الساحات هتافات ضد سلاح الحزب، لتبدأ بعدها هتافات مسيئة لأم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ وفي توقيت مشبوه ودون مبرر أو أسباب احتقان طائفي .. لتشتعل الساحات بالمواجهات، وإجهضت مطالب الحراك الشعبي، وأسقطت لافتات تطالب بمحاكمة الفساد والمفسدين وتطالب برفع المعاناة المعيشية الصعبة عن المواطنين، وكبح جماح انفلات الأسعار، وتدهور سعر الليرة اللبنانية ورغم أن الغلبة كانت لأصوات الذين يرفعون المطالب المعيشية، وبرزت الدعوات لإسقاط الحكومة، «لأنها حكومة محاصصة ولم تتمكن من تنفيذ أي خطة تحول دون الانهيار المالي الذي استفحل منذ تشكيلها»..إلا أن شرارة الفتنة المذهبية قرعت «جرس الإنذار» بعد اشتباكات طائفية في بيروت.. لتنطلق دعوات لوأد الفتنة.
مشاركة :